اسم أرض القبر: كل ما تحتاج إلى معرفته عنها

فراس الأحمد
3 دقيقة للقراءة

كيف عرف الناس الدفن

عرف النّاس منذ القدم ظاهرة الدّفن و اتخاذ القبور لذلك ، و قد دعت الحاجة لبناء القبور عندما احتاج الإنسان لدفن أخيه الإنسان عند موته ، فالموت كما نعرف جميعاً هو نهاية الحياة الدّنيا و هو حقّ على كلّ إنسانٍ ، و قد حدّث القرآن الكريم عن قصّة ولدي آدم هابيل مع قابيل و كيف حمل الحقد و الحسد قابيل على أن يقتل أخاه هابيل في أوّل جريمةٍ تسفك فيها دم الأبرياء في تاريخ البشريّة ، لذلك يتحمّل قابيل جزءً من كلّ جريمةٍ ترتكب بعد جريمته إلى قيام السّاعة و ذلك بسبب أنّه كان أوّل من سنّ القتل ، و بعد أن قتل قابيل أخوه لم يدري كيف يدفنه فاحتار في أمره و اغتم لذلك ، فقدّر الله سبحانه و تعالى أن يأتي غرابٌ من بعيد لدفن غرابٍ آخر ، فنظر قابيل من بعيد إلى صنع الغراب و كيف يقوم يحفر حفرةٍ و وضع الغراب الميت فيها ، ثمّ اهالة التّراب عليه و تغطيته ، فعرف قابيل حينئذٍ طريقة دفن أخيه ، فسارع إلى مواراة جثّته الثّرى ، و إهالة التّراب عليه ، فدفنت الرّوح الطّاهرة المظلومة ، و بعدها عرف النّاس القبر كمكانٍ لدفن موتاهم و دلّت الشّواهد التّاريخيّة و الأثريّة على أنّ الحضارات القديمة التي سكنت بلاد الرافدين و بلاد النّيل عرفت القبور و اهتمت بها ، و قد كانت عقيدة بعض النّاس تؤمن بالحياة بعد الموت ، فعنيت بأحوال الموتى في قبورهم ، و كان بعضهم يدخل مع الميت طعاماً و ملابس و غيرها ظنّا منهم أنّها ستكون زاداً له و معيناً في قبره .

ما هو القبر

و قد جاء الإسلام ليبيّن أنّ القبر إنّما هو منزلةٌ من منازل الآخرة ، و هو الحياة البرزخيّة بين الحياة الدّنيا و الحياة الآخرة ، و إنّ القبر إمّا أن يكون روضةً من رياض الجنّة و إمّا أن يكون حفرةً من حفر النّار ، و قد نهى النّبي عليه الصّلاة و السّلام عن زيارة القبور ثمّ رخص فيها و حثّ عليها لأنها تذكّر بالآخرة .

الضوابط التي حددها الإسلام لدفن الموتى

و القبر له ضوابطٌ في الإسلام حيث يجب أن لا يكون مرتفعاً ، لأمر النّبي عليه الصّلاة و السّلام بأن تسوّى القبور ، و يطلق على تراب القبر الذي يحثى على الميت الرّمس من رمس أي دفن و غطّى ، جعل الله قبور المسلمين جميعا نوراً و ضياءاً .

شارك في هذا المقال
صورة شخصية الكاتب فراس الأحمد - متخصص في تاريخ الفكر الإسلامي
بواسطة فراس الأحمد
أنا فراس الأحمد، كاتب وباحث شغوف بدراسة الإسلام وتاريخه العريق. حصلت على درجة الماجستير في الدراسات الإسلامية من جامعة الأزهر، حيث ركزت على تاريخ الفكر الإسلامي وتأثيره على الحضارات. لدي خبرة تمتد لأكثر من عشر سنوات في الكتابة والبحث، حيث نشرت العديد من المقالات والكتب التي تناقش القضايا المعاصرة من منظور إسلامي. شغفي يكمن في توضيح الجوانب التاريخية والفكرية للإسلام، وأسعى دائمًا لتقديم محتوى يجمع بين الأصالة والمعاصرة. أهدف من خلال كتاباتي إلى بناء جسور من التفاهم بين الثقافات المختلفة، وإبراز جمال وقيم الإسلام في حياتنا اليومية.
Leave a Comment