لماذا سُميت غزة باسم هاشم: أصل وتأثير الاسم في التاريخ

حسن الراشد
3 دقيقة للقراءة

تعتبر غزّة من أعرق المدن العربية وأقدمها ، وقد تضاربت المعلومات عند المؤرخين حول تسمية مدينة غزّة ، فاختلفوا فيما بينهم عن التسمية الصحيحة أو الدقيقة ، كما دائماً في أغلب المدن القديمة ، إذ أشار البعض إلى أنّها نسبة للقوة والمنعة التي تتمتّع بها المدينة ، وأشار البعض الآخر إلى الثروة والغنى التي تتمتّع بها المدينة ، ورأى آخرون بأنّها تعني التميّز والإختصاص عن بقيّة المدن الأخرى ، ولكن حتى الآن لم يُؤتى بمعلومة دقيقة لهذه التسمية، وقد ذكرت غزّة لأوّل مرّة في التاريخ في مخطوطة تعود لفترة ما قبل الميلاد وتحديداً للقرن الخامس عشر منه ، للفرعون تحوتمس الثّالث .

أطلق العرب على المدينة الفلسطينيّة المعروفة غزّة باسم ( غزّة هاشم ) ، وتعود هذه التسمية ، لوجود قبر جدّ النبيّ محمد صلّى الله عليه وسلمّ ( هاشم بن عبد مناف ) ، وهي مدينة الإمام الشافعي ومسقط رأسه، وعرفت غزّة بأسامي عديدة عبر العصور ، فكانت تعرف بـ ( هزاتي ) عند الكنعانيّين ، و تعرف بـ ( غزاتو ) عن المصريين الفراعنة ، و ( فازا و عزاتي ) عند الآشوريين واليونانيّين ، وعرفت بـ ( عزّة ) عند العبرانيّين ، وبـ ( غادرز ) كما دعاها الصليبيّين ، و بـ ( كازا ) عند الإنكليز ، أمّا الأتراك فإنّها تعرف عندهم بـ ( غزّة ) ، كما هي التسمية عند العرب حتى الآن .

أسّس الكنعانيّين مدينة غزّة في القرن الخامس عشر قبل الميلاد ، وكانت على الدوام عرضة لأطماع كثيرة من جميع أنواع المستعمرين ، فلم يذكر التاريخ بأنّها حصلت على حكمها الذاتي بالمطلق ، فقد استعمرها على التوالي كلّ من ( الإغريق ، الرومان، الفراعنة ، البيزنطيّين ، العثمانيّين ، البريطانيّين ، الإحتلال الإسرائيلي ) .

حرّر المسلمين غزّة من أيدي الصليبيّين ، الذي كانوا مسيطرين عليها ، على يد صلاح الدين الأيوبي ، وأخذت بالإزدهار والنمو في فترة الاحتلال العثماني ، ولكن سرعان ما اشتعلت الحرب العالمية الثانية لتقع تحت الإستعمار البريطاني ، وعند نشوف الحرب العربيّة – الإسرائيلية في عام 1948 م توّلت مصر بإدارة أراضي القطاع ، ليأتي عام النكسة 1967 وتقع في أيدي الإحتلال الإسرائيلي ، ومن بعده خضعت للسلطة الفلسطينيّة نتيجة لمعاهدات السلام.

شارك في هذا المقال
صورة شخصية الكاتب حسن الراشد - متخصص في السفر إلى الوجهات غير التقليدية
بواسطة حسن الراشد
أنا حسن الراشد، كاتب شغوف بعالم السفر والثقافات. منذ طفولتي، كنت مفتونًا بقصص الأماكن البعيدة والشعوب المختلفة، مما دفعني لدراسة الصحافة والإعلام في جامعة الملك عبد العزيز. بعد تخرجي، عملت كمراسل مستقل لعدة مجلات ومواقع إلكترونية، حيث سافرت إلى أكثر من 30 دولة لتوثيق تجاربي. أؤمن بأن الكتابة عن السفر ليست مجرد سرد للأماكن، بل هي جسر يربط بين القلوب والثقافات. أسعى دائمًا لنقل القصص الحقيقية للناس الذين ألتقي بهم، وأشارك القراء جمال العالم من منظور شخصي وعميق. شغفي يكمن في استكشاف الوجهات غير المألوفة ومشاركة ما أكتشفه مع الجميع.
Leave a Comment