سبب تسمية الصراع البارد في التاريخ: دراسة تحليلية

مازن الفهمي
3 دقيقة للقراءة

الأطراف المشاركة بالحرب الباردة

الحرب الباردة هي الحرب التي اشتعلت بين قوى العالم العظمى ( الولايات المتحدة الأمريكية و الإتحاد السوفييتي ) إبّان الحرب العالمية الثانية ، وسميت بالحرب الباردة لتعكس شدّة الصراع الذي نشب بين الدولتين العظميين وحلفاؤهما والتي استمرت لعدة عقود ، واصفةً حال الصراع والتنافس والتوتر بينهما دون حربٍ حقيقية على الأرض أي أنها كانت حرب صامتة غير معلنة بين الطرفين .

أول من استخدم مصطلح الحرب الباردة

تم استخدام مصطلح ( الحرب الباردة ) للمرة الأولى في القرن الرابع عشر للميلاد حيث استخدمه الملك الإسباني ( خوان ايمانويل ) ، يليه استخدم المصطلح الإقتصادي الأميركي ( بر نارد باروش ) في النصف الأول من القرن المنصرم ، ليصبح شائعا عند تكرار الصحفي ( ولتر ليمان ) له .
يعود الإختلاف بين الشيوعية والرأسمالية إلى العام 1917م ، لذلك قيل بأن المصطلح ابتدأ بالتداول منذ بداية اختلاف وجهات النظر تلك بينهما .

سبب حدوث الحرب الباردة

الرأسمالية والتحدي البلشفيكي هذه الأمور أدت إلى عدم الثقة ونمو الشك بين طرفي الصراع الإتحاد السوفييتي والولايات المتحدة الأمريكية ، حيث قم الإتحاد السوفييتي بإسقاط العديد من النظم الرأسمالية ليستبدلها بنظم شيوعية ، وعملية الإنسحاب التي قامت بها روسيا من الحرب العالمية الأولى بعقدها معاهدة ( برست ليتوفسك ) مع الخصم ألمانيا ، ودعم ( الحركة البيضاء ) من جانب الولايات المتحدة كتدخلٍ صريح في الداخل الروسي خلال الحرب الأهلية في روسيا ، وعدم اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بالإتحاد السوفييتي ، حيث كانت ترفض الإعتراف به حتى عام 1933م ، وأحداث أخرى كثيرة كلها أدت إلى تعميق الشك وعدم الثقة والخلافات بين الطرفين كمعاهدة ( رابللو ) والإتفاق على فض الخلافات وعدم الإعتداء بين روسيا وألمانيا .

خلال الحرب العالمية الثانية وبالرغم من الجهود المشتركة ، إلا أن السوفييت قد اشتبهوا بمؤامرة قد أحيكت بين الأمريكيين والبريطانيين لتتحمل السوفييت العبء الأكبر في المعارك التي اشتعلت ضد ألمانيا النازية ، للتتحول العلاقة بين الطرفين من بعدها إلى نوعٍ من العداء الخفي .
وبعد اتفاق الحلفاء على الشكل الذي ستكون عليه أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية ، وطريقة ترسيم الحدود بين الدول هناك ، اختلفت آراء كلا الطرفين في هذا المجال ، كلٌ كان له رأيه في طرق التأسيس و حماية ( السلام الدولي ) في الفترة التي تلت الحرب ، حيث كانت أمريكا تميل لانتشار نموذجها في جميع الميادين السياسية والإقتصادية ، أما النموذج السوفييتي فقد اعتمد على التكامل مع حدودهم ، وذلك لتتجنب ما تعرضت له من دمار لكثرة غزوها وخاصة الدمار الذي نشأ عن حربها مع الألمان والذي لم يكن له مثيل ، حيث كانت غاية موسكو في النظام الأوروبي الجديد بضمان الأمن السوفييتي وهنا اشتد الصراع بين الطرفين ، وأدى هذا الأمر لبدء الحرب الباردة بمسماها ومعناها والتي انتهت في مطلع التسعينيات من القرن المنصرم بسقوط الإتحاد السوفييتي ، لتبسط بعدها الحكومة الرأسمالية والمتمثلة بأميركا سيطرتها على العالم بأسره .

شارك في هذا المقال
صورة شخصية الكاتب مازن الفهمي - متخصص في تصميم المناهج الدراسية
بواسطة مازن الفهمي
أنا مازن الفهمي، شغوف بمجال التعليم وتطوير المناهج الدراسية. حصلت على درجة الماجستير في التربية من جامعة الملك سعود، وأمتلك خبرة تمتد لأكثر من 10 سنوات في التدريس وتصميم البرامج التعليمية. عملت كمستشار تربوي في عدة مؤسسات تعليمية، حيث ساهمت في تحسين جودة التعليم من خلال استراتيجيات مبتكرة. شغفي يكمن في إيجاد طرق جديدة لجعل التعليم تجربة ممتعة ومؤثرة للطلاب، وأسعى دائمًا لدمج التكنولوجيا في العملية التعليمية لتعزيز التفاعل والإبداع. أؤمن بأن التعليم هو أساس بناء المجتمعات، وأعمل جاهدًا لتقديم محتوى يلهم المتعلمين ويدفعهم لتحقيق طموحاتهم.
Leave a Comment