تطور نظام التعليم عبر العصور: دراسة تاريخية

مازن الفهمي
3 دقيقة للقراءة

التعليم في الإسلام

اهتمّ الإسلام بالعلم حيث إن أول كلمة نزلت على الرسول -صلى الله عليه وسلم- هي اقرأ، وهذه دلالةٌ واضحةٌ على أهمية العلم والتعلّم في الإسلام، إذ يعتبَر العلم عمادَ الدول والسبب في تطورها وتقدمها، فالمجتمعات المتعلمة هي مجتمعاتٌ قويةٌ مهابةٌ تحسب لها المجتمعات الأخرى ألف حساب؛ لأن في التعليم الكثير من التطور والاختراعات والاكتشافات التي تزيد من رفاهية حياة الإنسان وزيادة قوتها، فمن خلال العلم يتم التوصل إلى الكثير من العلاجات للأنواع المختلفة من الأمراض التي سببت هلاكاً لأعدادٍ كبيرةٍ من الناس، فلولا العلم لما استطاع الإنسان اكتشاف هذه العلاجات.

التعليم في الوقت الحالي

اختلف التعليم في الوقت الحالي عن التعليم في الماضي، فالتعليم في الماضي كان من الأمور الصعبة التي لا تقتصر إلّا على الأغنياء وأصحاب رؤوس الأموال، فالإنسان الفقير لم يستطعْ الذهاب إلى المدارس أو الجامعات للتعلم، بل كان يعمل ليساعد أهله في تأمين الاحتياجات الرئيسة، لذلك كان أغلبُ الناسِ من الأميين الذين لا يستطيعون القراءة والكتابة.

ولم تكن المدارس والجامعات منتشرة في الماضي كما هي الآن، فكان لابد للطالب أن ينتقل من مكان إقامته إلى مكانٍ آخر بعيداً حتى يصل إلى مدرسته أو جامعته، و لم تكن المواصلات متوفرة كما هي الآن، حيث كان الطالب يذهب إلى مدرسته أو جامعته مشياً على الأقدام أو استخدام الدواب، وكانت هناك فئةٌ قليلة تمتلك السيارات.

التعليم في الماضي

ومن أهمّ الأمور التي كان التعليم في الماضي يتميّز بها طريقةُ أخذ المعلومات، فكان المدرس هو الرافد الوحيد الذي يرفد الطلاب بالمعلومات الرئيسة، ولم تكن هناك شبكات الإنترنت أو المدرسون الخصوصيون، وإنما كان الطالب يعتمد على المدرس فقط، وقد كان هذا المدرس مقدساً، وله كل الهيبة والاحترام من الطلاب ومن جميع أفراد المنطقة، حيث كانت مقولة “من علمني حرفاً صرت له عبداً” مطبّقة بحذافيرها، بل إن بعض الأسر كانت تكرم المعلّم وتخوّف الابن منه، وإذا أرادت أن تشتكي من بعض التصرفات المزعجة لابنها فإنها تشكوه لمعلمه، الذي كان بالفعل المعلّم والمربي وليس المدرس فقط.

وما زال التعليم يتطوّر ويتغير تبعاً للتغيرات التكنولوجية المرافقة للعصر، فأصبحنا نشاهد الآن التعليم من خلال الإنترنت، والتعليم الذاتي الذي لا يحتاج إلى مدرس، وأصبح كل طالب يحتاج إلى جهاز لوحي من أجل إيصال المعلومات إليه من خلالها، أما في السابق فلم يكن هناك سوى الطبشورة واللوح يُستخدمان لتعليم الطلاب، واختلفت النظرة الحالية للمعلم بتطوّر العصر وطبيعته.

شارك في هذا المقال
صورة شخصية الكاتب مازن الفهمي - متخصص في تصميم المناهج الدراسية
بواسطة مازن الفهمي
أنا مازن الفهمي، شغوف بمجال التعليم وتطوير المناهج الدراسية. حصلت على درجة الماجستير في التربية من جامعة الملك سعود، وأمتلك خبرة تمتد لأكثر من 10 سنوات في التدريس وتصميم البرامج التعليمية. عملت كمستشار تربوي في عدة مؤسسات تعليمية، حيث ساهمت في تحسين جودة التعليم من خلال استراتيجيات مبتكرة. شغفي يكمن في إيجاد طرق جديدة لجعل التعليم تجربة ممتعة ومؤثرة للطلاب، وأسعى دائمًا لدمج التكنولوجيا في العملية التعليمية لتعزيز التفاعل والإبداع. أؤمن بأن التعليم هو أساس بناء المجتمعات، وأعمل جاهدًا لتقديم محتوى يلهم المتعلمين ويدفعهم لتحقيق طموحاتهم.
Leave a Comment