قصة مؤثرة: تجربة إنسانية ملهمة في تصنيف القصص والحكايات

شيماء الصاعدي
3 دقيقة للقراءة

قصة مؤثرة جدا

كان أحد الأشخاص يسسير بسيارته إلن أن تعطلت السيارة في أحد الأنفاق التي تؤدي إلى المدينة ، فنزل هذا الرجل من السيارة ليصلح ما حل بسيارته من عطل في أحد عجلاتها ، وبعد أن وقف خلف السيارة ليقوم بإخراج العجلة الإضافية السليمة ، وفي تلك اللحظة ، مرت سيارة مسرعة فصدمته وارتطمت به من الخلف ، فسقط نتيجة لذلك على الأرض وقد أصيب بإصابات بالغة وخطيرة

حضر أحد العاملين في مراقبة الطرق وزميله وحملاه معهما في السيارة واتصلا بالمستشفى لاستقبال هذا الشاب الذي لا زال في مقتبل عمره، كان يبدو على مظهره أنه شاب متدين ، كان الشاب يهمهم ويتمتم أثناء نقله بالمستشفى ، إلا أن من حملاه لم يستطيعا تمييز ما كان يقول ، لكن بعدها ميزا أنه كان يتلو آيات من القرآن رغم إصاباته وتكسر عظامه ووضعه الذي كان يشرف على الموت بسببه

استمر الشاب بقراءة القرآن ، فأحس من حمله برعشة تجري بين أضلعه وبجسده ، بقي الرجل يستمع إلى هذا الشاب إلى أن اختفى صوته ، نظر إليه وإذ به يراه رافعاً سبابته متشهداً ومفارقاً الحياة فقد انقطعت أنفاسه وتوقف قلبه عن الخفقان

نظر الرجل إلى الشاب المتوفي طويلاً مجهشاً بالبكاء ، كان المنظر مؤثراً جداً ، وبعد أن وصلا إلى المستشفى وأخبرا كل من كان عن قصة الرجل ، فتأثر الجميع ومن الحادثة وذرفت دموعهم ، وبعد أن سمعوا قصته أصروا على عدم الذهاب إلى أن يعرفوا موعد جنازته ومكانها ليصلوا عليه

اتصل أحد موظفي المستشفى بمنزل المتوفى وأخبر أخاه بالخبر ، بين لهم أخوه بعد أن تلقى الصدمة عن أعماله التي قام بها في حياته من خير وإحسان ، فقد كان دائماً يتفقد المساكين والأرامل والأيتام ، ويزور جدته الوحيدة في القرية، كل القرية كانت تعرفه ، فقد كان يحضر لهم الطعام والشراب والملبس والكتب والأشرطة الدينية ، حتى حلوى الأطفال لم يكن ينساها ليدخل الفرحة إلى قلوبهم ، وكان يستفيد من طول طريق الذهاب إلى القرية بالاستماع للقرآن وحفظه

كانت وفاة هذا الشاب واليوم الذي استقبل به أول أيام الآخرة ، عبرة وعظة لكثير غيره جعلوا من يوم وفاته يوماً يستقبلون به أول أيامالدنيا

شارك في هذا المقال
أنا شيماء الصاعدي، كاتبة شغوفة بمجال الآداب، حيث أجد في الكلمات وسيلة للتعبير عن أعمق المشاعر والأفكار. حصلت على درجة البكالوريوس في الأدب العربي من جامعة القاهرة، ومنذ ذلك الحين كرست حياتي لدراسة وكتابة النصوص الأدبية التي تحاكي الروح الإنسانية. لدي خبرة تمتد لأكثر من خمس سنوات في كتابة المقالات النقدية والقصص القصيرة التي تنشر في مجلات أدبية مرموقة. أسعى دائمًا لاستكشاف الأبعاد الثقافية والتاريخية في الأدب، وأؤمن بأن الكتابة هي جسر يربط بين الحضارات والأجيال. شغفي يكمن في صياغة النصوص التي تترك أثرًا في قلوب القراء وتدفعهم للتفكير والتأمل.
Leave a Comment