حكاية حمامة تحكي درسًا عن الصبر والحكمة

شيماء الصاعدي
3 دقيقة للقراءة

الصياد يسير بمتعة في الغابة

في أحد الأيام كان صياد يتجوّل في الغابة بمتعة وهو يحمل معه شِباك الصيد والطُّعم التي يستخدمها في صيد الطيور، فكل يوم يخرج هذا الصياد كعادته في الصباح الباكر إلى الغابة، وفور وصوله يضع شباكه وينثر حولها فتات الخبز والحبوب، وينتظر قدوم الطيور المختلفة من الحَمام والعصافير والإوز والبط؛ كي يصيدها ويأخذها معه للمنزل.

وفي نهاية اليوم يغادر الصيّاد الغابة سعيدًا وفي جعبته الكثير من الطيور.

اختباء الصياد خلف الشجرة الكبيرة

وفي أحد الأيام، وبينما كان الصيّاد ذاهبًا لصيد الطيور، فإذا به يشاهد سربًا من الحمام، فأخذ يفكّر في طريقة يصيد السرب بها، فقام بإحضار شبكته ونصبها بالقرب من مكان تواجده، ونثر حولها الكثير من الحبوب وفتات الخبز، وقام بالاختباء خلف الشجرة الكبيرة منتظرًا وقوع سرب الحمام في الفخ الذي أعدّه له.

وهذا ما حصل بالفعل، فلم يمضِ وقتًا طويلاً حتى جاء سرب الحمام وحطّ على الشبكة المليئة بالطعام والحبوب، وأخذت الحمامات تأكل بشهيّة وشغف وفي أثناء تناول الحمامات للحبوب، تفاجأت بأنّ أقدامهن قد عَلقت بشباك الصيّاد التي لم تكن ظاهرة لهن في البداية، فلم تستطيع الحمامات الهروب أو الحركة.

ففرح الصياد الذي كان يراقب المشهد من بعيد بهذا الصّيد الثمين فرحًا شديدًا وأما الحمامات فقد كنَّ في هذه الأثناء يحاولن تخليص أنفسهن من شباك الصياد ولكن دون فائدة إذ إن أقدامهن كانت عالقة بالشباك، ويحتجن إلى مدةٍ طويلةٍ ووقتٍ كافٍ كي يستطعن تخليص أنفسهن من شبكة الصيّاد.

ردة فعل الحمامة وصديقاتها

وفجأة خطرت فكرة رائعة لإحدى الحمامات، التي أشارت إلى صديقاتها، أنه إن أردن تخليص أنفسهن من شبكة الصياد، فإن عليهن أن يطرن مرّة واحدة، ويحملن شباك الصّياد معهن إلى أعلى، ويذهبن إلى مكان آمن وبعيد عن أعين الصيّاد، فأُعجبت الحمامات بهذا الرأي السّديد، وهذا ما حدث فعلًا.

إذ نفذت الحمامات كلام الحمامة الحكيمة، وطِرن جميعًا مرّة واحدة مع الشبكة، وحلقن في السماء عاليًا في منظرٍ مذهل وغير مألوف، وعندما شاهدت جميع حيوانات الغابة ما فعلته الحمامات، أعجبوا بشجاعتهن وتعاونهن مع بعضهن البعض.

وبعد أن ابتعد سرب الحمام عن مكان وجود الصيّاد، هبطن في مكانٍ آمنٍ وخالٍ من أي شخص، وبدأن بتخليص أنفسهن من شباك الصيّاد واحدة تلو الأخرى، فكانت كل حمامة تخلّص نفسها من شباك الصياد تعود لمساعدة أخواتها الحمامات، وهكذا إلى أن تم تخليصهن.

فتمكنت الحمامات بفضل تعاونهن وتماسكهنّ من النجاة من قبضة الصياد ومكره وشرّه، فشعرت جميع الحمامات بالفرح والسعادة الغامرة.

وختامًا تعد قصة الحمامة والصياد واحدة من أجمل قصص الأطفال القصيرة، التي تعلمنا قيمة بالعمل الجماعي والتعاون نستطيع التغلّب على جميع الظروف، ونستطيع تخليص أنفسنا من أي أذى أو شرور أو عوائق تقف بطريقنا، والشخص يجب أن لا يكون أنانيًا ويفكر بنفسه فقط ولكن عليه أن يفكّر بغيره أيضًا.

شارك في هذا المقال
أنا شيماء الصاعدي، كاتبة شغوفة بمجال الآداب، حيث أجد في الكلمات وسيلة للتعبير عن أعمق المشاعر والأفكار. حصلت على درجة البكالوريوس في الأدب العربي من جامعة القاهرة، ومنذ ذلك الحين كرست حياتي لدراسة وكتابة النصوص الأدبية التي تحاكي الروح الإنسانية. لدي خبرة تمتد لأكثر من خمس سنوات في كتابة المقالات النقدية والقصص القصيرة التي تنشر في مجلات أدبية مرموقة. أسعى دائمًا لاستكشاف الأبعاد الثقافية والتاريخية في الأدب، وأؤمن بأن الكتابة هي جسر يربط بين الحضارات والأجيال. شغفي يكمن في صياغة النصوص التي تترك أثرًا في قلوب القراء وتدفعهم للتفكير والتأمل.
Leave a Comment