حكاية الثعلب المكار والديك: قصة مشوقة من قصص الحيوانات

شيماء الصاعدي
3 دقيقة للقراءة

الثعلب المكار يستيقظ باكرًا

طلع الفجر، وارتفع صوت الديك معلنًا ابتداء يوم جديد، وبدأت خيوط الشمس الذهبية تتسلّل لإيقاظ الحيوانات، وهناك في جحره استيقظ الثعلب الماكر، وسمع صوت الديك وأحسّ بالجوع الشديد فخطرت له فكرة، ثم نظر بعيدًا.

وقال: ما أروع أن أستيقظ صباحًا على صياح الديك! إلا أن الأروع أن يكون الديك وجبة فطوري، وارح يتلمس شفتيه بلسانه ولعابه يسيل من بين شفتيه وبدأ يفكر في حيلة ماكرة ليمسك بها الديك.

حيلة الثعلب المكار

بدأ الثعلب يفكر في خطة ليمسك بها الديك، فالديك ذكي ويقظ ولن يستطيع الإمساك به بسهولة، وسرعان ما لمعت في عقل الثعلب المكار فكرة وأراد أن يعيد الحرب المعهودة بين الثعلب والديك، وذهب إلى الديك الذي يقف شامخًا على خشبة عالية من السور للنيل منه ودار بينهما الحوار التالي:

الثَّعلب: صباح الخير يا صديقي الدِّيك، أحس الدِّيك برائحة مكر وخداع من الثعلب، ولكنَّه لم يجد مهربًا من ردِّ التَّحية، الدِّيك: أهلًا وسهلًا أيها الثّعلب، قال الثَّعلب: ألم تسمع بعد بالخبر يا صديقي الذي ضجّت به أنحاء المملكة كلها كيف لم تسمع به إلى الآن؟ لقد أصدر ملك الغابة قرارًا يتضمن الصلح العام بين الثعالب والطيور.

وقد أقام حفلًا كبيرًا بمناسبة هذا القرار في الغابة ودعا وزراء الملك وحاشيته والطُّيور والثَّعالب وكل الحيوانات لإظهار الفرح بانتهاء هذه الحرب القديمة، فهيّا بنا يا صديقي الدِّيك الجميل ولنضع حدًا لهذا العداء، وانزل عن خشبتك ولنذهب إلى الحفل معًا ونحن نمسك بأيدي بعضنا وندخل مبتسمين إلى الحفل، فهذا سيدخل البهجة والسرور إلى قلب الملك كثيرًا.

ردة فعل الديك الذكية

وبدأت أعين الثَّعلب باللمعان وهو يتحدث إلى هذا الدّيك المسكين، لكن الديك ليس غبيًا ليصدّق هذه الخدعة، وقال في نفسه: كم أنتَ ماكر ومخادع أيها الثعلب، لن تتمكن من خداعي ولن أصدّق حيلك الماكرة، وأراد أن يعطيه درسًا لن ينساه في حياته وصمت قليلًا ثم قال للثعلب: بالتأكيد، سأنزل لك.

ولكن انظر يبدو أنّ هناك من هو قادم باتجاهنا، نعم إني أراها، إنها مجموعة من كلاب الصيد، أتت لتهنئنا معًا، ولتذهب معنا إلى الحفلة.

هروب الثعلب من الديك

بمجرد أن سمع الثّعلب باسم كلاب الصَّيد حتى خاف وفرَّ راكضًا، وهو يصرخ خوفًا من كلاب الصَّيد ويقول يا وَيْلي، ويلٌ لي من أسنانها الحادّة ومخالبها القوية والشرسة، ونادى عليه الديك هو يقول له: أيها الثعلب ويحك، ألا تحب أن نذهب إلى الحفل معًا، أجابه الثعلب: لا لا، تؤلمني معدتي.

والطبيب نصحني بالبقاء في الفراش لكي لا تزيد حالتي سوءًا، وبدأ الدِّيك بالضَّحك إلى أن انقلب على ظهره وبعدها لم يعد يَرى للثَّعلب أثرًا خوفًا من كلاب الصَّيد.

تعد قصة الثعلب المكار والديك واحدة من قصص الأطفال القصيرة التي تعلم الأطفال ضرورة البقاء على حذر دائمًا من الناس حتى وإن أظهروا المحبة على خلاف العادة.

شارك في هذا المقال
أنا شيماء الصاعدي، كاتبة شغوفة بمجال الآداب، حيث أجد في الكلمات وسيلة للتعبير عن أعمق المشاعر والأفكار. حصلت على درجة البكالوريوس في الأدب العربي من جامعة القاهرة، ومنذ ذلك الحين كرست حياتي لدراسة وكتابة النصوص الأدبية التي تحاكي الروح الإنسانية. لدي خبرة تمتد لأكثر من خمس سنوات في كتابة المقالات النقدية والقصص القصيرة التي تنشر في مجلات أدبية مرموقة. أسعى دائمًا لاستكشاف الأبعاد الثقافية والتاريخية في الأدب، وأؤمن بأن الكتابة هي جسر يربط بين الحضارات والأجيال. شغفي يكمن في صياغة النصوص التي تترك أثرًا في قلوب القراء وتدفعهم للتفكير والتأمل.
Leave a Comment