قصة إبراهيم وابنه إسماعيل: تجربة الأبوة الإلهية

فراس الأحمد
4 دقيقة للقراءة

قصة إبراهيم عليه السلام مع ابنه إسماعيل

دعا النبيَّ إبراهيمَ -عليه السلام- ربَّه أن يهبَ له ولدًا صالحًا فاستجاب الله -عزَّ وجلَّ- دعوة نبيِّه وخليله، وبالفعلِ وهب له ولدًا أسماهُ إسماعيلَ -عليه السلام-، وكان عمرُه آنذاكَ ستة وثمانين عامًا، وقد كانَ أوَّل ولدٍ له، فأحبَّه إبراهيمُ -عليه السلام- حبًا شديدًا،1 وقد تعددت قصص إبراهيمَ مع ابنه إسماعيلَ -عليهما لسلام-، وفيما يأتي ذكر بعضها.

قصة الهجرة إلى مكة المكرمة

تفصيل قصة إبعاد إبراهيم -عليه السلام- زوجته هاجر وابنها إسماعيل -عليه السلام- فيما يأتي:2

  • أنجبَ إبراهيمُ إسماعيلَ من زوجته هاجر التي وهبتها سارة له، وبسبب ذلك شعرت سارة بالغيرة الشديدة من هاجرَ، فطلبت من زوجها إبراهيمَ إبعاد هاجر وابنها عن عينِها، وبالفعلِ نفَّذ إبراهيمُ طلبَ سارة، والذي كان أمرًا له من ربِّه -جلَّ وعلا- وسارَ بهاجرَ وابنه إسماعيلَ إلى مكةَ المكرمة.
  • كانت مكة آنذاكَ عبارة عن وادٍ لا إنسَ فيهِ ولا زرعَ، وقد تركَ إبراهيم -عليه السلام- هاجر وإسماعيلَ -عليه السلام- في ذاكَ الكانَ، فاستوحشت هاجر واستنكرت على زوجها صنيعه، وكررت سؤاله عن هذا الأمرِ، إلَّا أنَّ إبراهيمَ لم يجبها، لكنَّها استسلمت بعد أن علمت أنَّ تركها قد كان بأمرٍ من الله -تعالى-.
  • تركَ إبراهيمَ زوجته هاجر وابنه إسماعيلَ في مكةَ وتركَ عندهما قربةَ ماءٍ، وكان إسماعيلُ -عليه السلام- آنذاكَ رضيعًا، وكانت هاجر تشربُ من الماءِ وترضعُ ابنها حتَّى نفد الماءَ كلَّه، فعطشت هي وجاع ابنها إسماعيلَ، فتركت ابنها مكرهةً وذهبت لتبحث عن أحدٍ علَّها تجدُ عنده الماءَ.
  • بعد السعي بين جبلي الصفا والمروة لسبع مرات سمعتْ صوتًا قربَ ابنها، فذهبت لترى ما الأمر، فوجدت ملكًا عند موضعِ ماءِ زمزم، يبحث عن الماءِ بجناحه، والماءُ يفورُ من ذاكَ المكانِ وأخذت تغرفُ ذاكَ الماء وتضعه في السقاء.

قصة بناء البيت

بقي إسماعيل مع والدته هاجر في ذاكَ المكانَ في مكة، وكان إبراهيمُ -عليه السلام- يأتي ليطمئنَّ عليهم بين كلِّ فترةٍ وفترة، وحين شبَّ إسماعيلُ -عليه السلام- جاء إبراهيمُ وأخبره بأنَّ الله -عزَّ وجلَّ- قد أمره ببناءِ قواعد البيت.3

قال إسماعيل -عليه السلام- له امضِ إلى ما أمركَ به ربُّك، ثمَّ طلبَ إبراهيمُ من إسماعيل المساعدةُ والمعاونة، ولم يتردد إسماعيلُ بإجابة طلبَ أبيهِ، وبالفعلِ أعانه ورفعا قواعدَ البيت الحرام -عليهما السلام-.3

قصة ذبح إسماعيل

رأى إبراهيم في المنامِ أنَّه يذبح ابنه إسماعيل، وبما أنَّ رؤيا الأنبياءَ وحيٌ من اللهِ -عزَّ وجلَّ- فما كانَ من إبراهيمَ إلَّا أن امتثل لأمرِ ربِّه، فعرضَ الأمرَ على ابنهِ، فما كانَ من إسماعيلَ إلَّا الطاعةَ والاستسلامِ، وبالفعلِ همَّ إبراهيم بذبحِ ابنهِ، وألقاهُ على وجههِ؛ لئلَّا يُشفقَ عليهِ، فتأخذه رحمةُ الأبِ بابنهِ ثمَّ سمَّى، وكبَّر إسماعيلُ وتشهد.1

وبدأ إبراهيم بإمرار السكين على حلقِ إسماعيل، لكنَّها بقدرةِ اللهِ فقدت تأثيرها، ولم تقم بأذيةِ ذاكَ الولدَ المطيع الحليم، ثمَّ سمعَ إبراهيم مناديًا، يُخبره بأنَّه قد صدَّق الرؤيا، وبذلك يكونُ قد حصلَ المقصودُ منها، وهو اختباره، ثمَّ أخبره بأنَّه قد افتدى إسماعيلَ بكبشٍ عظيمِ.1

المراجع

  1. ^ أ ب ت عبدالله الحماد الرسي، دروس للشيخ عبد الله حماد الرسي، صفحة 7، جزء 52. بتصرّف.
  2. ابن كثير (1968)، قصص الأنبياء (الطبعة 1)، القاهرة:مطبعة دار التأليف، صفحة 203-204، جزء 1. بتصرّف.
  3. ^ أ ب أحمد حطيبة، تفسير أحمد حطيبة، صفحة 4، جزء 271. بتصرّف.
شارك في هذا المقال
صورة شخصية الكاتب فراس الأحمد - متخصص في تاريخ الفكر الإسلامي
بواسطة فراس الأحمد
أنا فراس الأحمد، كاتب وباحث شغوف بدراسة الإسلام وتاريخه العريق. حصلت على درجة الماجستير في الدراسات الإسلامية من جامعة الأزهر، حيث ركزت على تاريخ الفكر الإسلامي وتأثيره على الحضارات. لدي خبرة تمتد لأكثر من عشر سنوات في الكتابة والبحث، حيث نشرت العديد من المقالات والكتب التي تناقش القضايا المعاصرة من منظور إسلامي. شغفي يكمن في توضيح الجوانب التاريخية والفكرية للإسلام، وأسعى دائمًا لتقديم محتوى يجمع بين الأصالة والمعاصرة. أهدف من خلال كتاباتي إلى بناء جسور من التفاهم بين الثقافات المختلفة، وإبراز جمال وقيم الإسلام في حياتنا اليومية.
Leave a Comment