أفضل قصائد محمود سامي البارودي: تحف تراثية تتألق في عالم الأدب

شيماء الصاعدي
6 دقيقة للقراءة

من قصائد محمود سامي البارودي

قصيدة: طرب الفؤاد وكان غير طَروب

قال محمود سامي البارودي:

طَرِبَ الْفُؤادُ وكانَ غَيْرَ طَرُوبِ

:::والْمَرْءُ رَهْنُ بَشاشَةٍ وَقُطُوبِ

وَرَدَ الْبَشِيرُ فَقُلْتُ مِنْ سَرَفِ الْمُنَى

:::أَعِدِ الْحَدِيثَ عَليَّ فَهْوَ حَسِيبي

خَبَرٌ جَلا صَدَأَ الْقُلُوبِ فَلَمْ يَدَعْ

:::فِيهَا مَجالَ تَحَفُّزٍ لِوَجِيبِ

ضَرَحَ الْقَذَى كَقَمِيصِ يُوسُفَ عِنْدَمَا

:::وَرَدَ الْبَشِيرُ بِهِ إِلَى يَعْقُوبِ

فَلْتَهْنَ مِصْرُ وَأَهْلُهَا بِسَلامَةٍ

:::جاءَتْ لَهَا بِالأَمْنِ بَعْدَ خُطُوبِ

بِالْمَاجِدِ الْمَنْسُوبِ بَلْ بِالأَرْوَعِ الْ

:::مَشْبُوبِ بَلْ بِالأَبْلَجِ الْمَعْصُوبِ

رَبِّ الْعُلاَ وَالْمَجْدِ إِسْمَاعِيلَ مَنْ

:::وَضَحَتْ بِهِ الأَيَّامُ بَعْدَ شُحُوبِ

وَرَدَ الْبِلادَ ولَيْلُها مُتَراكِبٌ

:::فأَضاءَهَا كَالْكَوْكَبِ الْمَشْبُوبِ

بِرَوِيَّةٍ تَجْلُو الصَّوَابَ وَعَزْمَةٍ

:::تَمْضِي مَضاءَ اللَّهْذَمِ الْمَذْرُوبِ

مَلِكٌ تَرَفَّعَ أَنْ تَكُونَ صِفاتُهُ

:::إِلَّا لَهُ أَوْ لاِبْنِهِ الْمَحْبُوبِ1

قصيدة: بقلبي للهوى داء عجيب

قال محمود سامي البارودي:

بِقَلْبِي لِلْهَوَى داءٌ عَجِيبُ

:::تَحَيَّرَ فِي تَلافِيهِ الطَّبِيبُ

إِذا أَخْفَيْتُهُ أَبْلَى فُؤادِي

:::وَإِنْ أَظْهَرْتُهُ غَضِبَ الْحَبيبُ2

قصيدة: قالت وقد سمعتْ شِعري فأعجبها

قال محمود سامي البارودي:

قَالَتْ وقَدْ سَمِعَتْ شِعْرِي فَأَعْجَبَها

:::إِنِّي أَخَافُ عَلَى هَذَا الغُلامِ أَبِي

أَرَاهُ يَهْتِفُ بِاسْمِي غَيْرَ مُكْتَرِثٍ

:::وَلَوْ كَنَى لَمْ يَدَعْ لِلظَّنِّ مِنْ سَبَبِ

فَكَيْفَ أَصْنَعُ إِنْ ذَاعَتْ مَقَالَتُهُ

:::مَا بَيْنَ قَوْمِي وهُمْ مِنْ سادَةِ الْعَرَبِ

فَنَازَعَتْها فَتَاةٌ مِنْ صَوَاحِبِهَا

:::قَوْلًا يُؤَلِّفُ بَيْنَ الْمَاءِ واللَّهَبِ

قَالَتْ دَعِيهِ يَصُوغُ الْقَوْلَ في جُمَلٍ

:::مِنَ الْهَوَى فَهْيَ آياتٌ مِنَ الأَدَبِ

وما عَلَيْكِ وفي الأَسْمَاءِ مُشْتَرَكٌ

:::إِنْ قالَ في الشِّعْرِ يا لَيْلَى وَلَمْ يَعِبِ

وَحَسْبُهُ مِنْكَ داءٌ لَوْ تَضَمَّنَهُ

:::قَلْبُ الْحَمامَةِ ما غَنَّتْ عَلَى عَذَبِ

فَاسْتَأْنَسَتْ ثُمَّ قالتْ وَهْيَ بَاسمَةٌ

:::إِنْ كانَ ما قُلْتِ حَقًّا فَهْوَ في تَعَبِ

يا حُسْنَهُ مِنْ حَدِيثٍ شَفَّ باطِنُهُ

:::عَنْ رِقَّةٍ أَلْبَسَتْنِي خِلْعَةَ الطَّرَبِ3

قصيدة: أَهلال أرض أَم هلال سماء

قال محمود سامي البارودي:

أَهِلالُ أَرْضٍ أَمْ هِلالُ سماءٍ

:::شَمِلَ الزَّمَانَ وأَهْلَهُ بِضِيَاءِ

بَدَرَتْ لَوامِعُ مِنْهُ شَقَّ وَمِيضُها

:::حُجُبَ الظَّلامِ فَمَاجَ في لأْلاَءِ

وَبَدَتْ أَسِرَّتُهُ فَكانَتْ غُرَّةً

:::لِلْمُلْكِ فَوْقَ أَسِرَّةِ الْجَوْزَاءِ

نُورٌ تَوَلَّدَ بَيْنَ بَدْرٍ طالِعٍ

:::في أَوْجِ عِزَّتِهِ وَشَمْسِ عَلاءِ

أَكْرِمْ بِطَلْعَتِهِ هِلالاً لَم يَزَلْ

:::يَعْنُو إِلَيْهِ هِلالُ كُلِّ لِواءِ

هُوَ مَوْلِدٌ عَمَّ الْكِنانَةَ نُورُهُ

:::فَتَباشَرَتْ بِالْيُمْنِ وَالسَّرّاءِ

لَبِسَتْ بِهِ الدُّنيا جَمالَ شَبابِها

:::وَتَبَرَّجَتْ كَالغادَةِ الحَسْناءِ

فَاهْنَأْ بِعَبدِ القادِرِ الشَّهْمِ الَّذي

:::وافاكَ يَرْفُلُ في سَناً وَسَناءِ

وَاسْعَدْ بِهِ وَأَخِيهِ يا ابْنَ مَحَمَّدٍ

:::في ظِلِّ مُلْكٍ وارِفِ الأَفْيَاءِ

وَلَسَوْفَ تَنْجُمُ أَنْجُمٌ عَلَوِيَّةٌ

:::تَجْلُو ظَلامَ الشَّكِّ بِالآراءِ

مِنها صُدُورُ مَحَافِلٍ وَجَحَافِلٍ

:::في يَومِ أَقْضِيَةٍ وَيَوْمِ لِقَاءِ

وَبَوارِقٌ تَنْهَلُّ فينَا بالنَّدَى

:::وصَواعِقٌ تَنْقَضُّ في الأَعداءِ

وَكَأَنَّنِي بِكَ بَيْنَهُمْ مُتَرَفِّعًا

:::كَالْبَدْرِ بَيْنَ كَواكِبِ الخَضْراءِ

فانْعَمْ بِعِزِّكَ يا ملِيكُ ولا تَزَلْ

:::تَحْوِي يَدَاكَ مَقالِدَ الْعَلْياء ِ

لا زِلْتَ مَعْمُور الفِناءِ مُهَنًّأ

:::في نِعْمَةٍ مَوْصُولَةٍ بِبَقاءِ4

قصيدة: وذي جبروت لا يرى غير نفسه

قال محمود سامي البارودي:

وَذِي جَبَرُوتٍ لا يَرَى غَيْرَ نَفْسِهِ

:::عَظِيمًا وَلا يُصْغِي إِلى قَوْل مُصْحِبِ

نَظَرْتُ إِلَيْهِ نَظْرَةً فَتَطامَنَتْ

:::غَوارِبُهُ وانْقادَ بَعْدَ التَّجَنُّبِ

وَمَا كُنْتُ لَوْلا أَنْ رَأَى كِبْرَ شَأْنِهِ

:::لأُصْدِرَهُ إِلَّا بِأَهْلٍ وَمَرْحَبِ

وَلَكِنَّنِي سَهْلٌ لِمَنْ رَامَ خُلَّتِي

وَصَعْبٌ عَلَى ذِي الْكِبْرِياءِ الْمُغَلَّبِ

وَلَوْ أَنَّهُ اسْتَوْلَى عَلَيْهِ شَقَاؤُهُ

:::لَطَارَتْ بِهِ في الناسِ عَنْقَاءُ مُغْرِبِ

وَلَكِنَّهُ أَلْقَى إِلَيَّ زِمَامَهُ

:::فَسِرْتُ بِهِ سَيْرَ الذَّلُولِ الْمُهَذَّبِ

وَلَيْسَ يَسُودُ المَرْءُ إِلَّا بِحِلْمِهِ

:::عَلَى قَوْمِهِ وَالصَّفْحِ عَنْ كُلِّ مُذْنِبِ5

قصيدة: أَبعدَ ستّينَ لي حاجّ فأطلُبها

قال محمود سامي البارودي:

أَبَعْدَ سِتِّينَ لِي حَاجٌّ فَأَطْلُبهَا

:::هَيْهَاتَ ما لامْرِئٍ بَعْدَ الصِّبَا حاجُ

إِنَّ ابْنَ آدَمَ فِي الدُّنْيَا عَلَى خَطَرٍ

:::لا يَسْتَقِيمُ لَهُ قَصْدٌ وَمِنْهَاجُ

كَأَنَّمَا هُوَ في فُلْكٍ تُحِيطُ بِهِ

:::مِنْ جَانِبَيْهِ أَعاصِيرٌ وَأَمْواجُ

يَهْوَى الْبَقاءَ ومَكْرُوهُ الْفَنَاءِ بِهِ

:::وَيَسْتَعِزُّ بِأَمْنٍ فِيهِ إِزْعاجُ

لا أَحْفلُ الطَّيْرَ إِنْ غَنَّتْ وَإِنْ نَعَبَتْ

:::سِيَّان عِنْدِي صَفَّارٌ وَشَحَّاجُ

يَسْتَعْظِمُونَ مِنَ الْحَجَّاجِ صَوْلَتَهُ

:::وكُلُّ قَوْمٍ بِهِمْ لِلظُّلْمِ حَجَّاجُ6

قصيدة: كيف طوَتكَ المنون يا ولدي

قال محمود سامي البارودي:

كَيْفَ طَوَتْكَ الْمَنُونُ يَا وَلَدِي

:::وَكَيْفَ أَوْدَعْتُكَ الثَّرَى بِيَدِي

وَا كَبِدِي يَا عَلِيُّ بَعْدَكَ لَوْ

:::كَانَتْ تَبُلُّ الْغَلِيلَ وَا كَبِدِي

فَقْدُكَ سَلَّ الْعِظَامَ مِنِّي وَرَدْ

دَ الصَّبْرَ عَنِّي وَفَتَّ في عَضُدِي

كَمْ لَيْلَةٍ فِيكَ لا صَبَاحَ لَهَا

:::سهِرْتُهَا بَاكِيًا بِلا مَدَدِ

دَمْعٌ وَسُهْدٌ وَأَيُّ نَاظِرَةٍ

:::تَبْقَى عَلَى الْمَدْمَعَيْنِ وَالسَّهَدِ

لَهْفِي عَلَى لمحةِ النَّجَابَةِ لَوْ

:::دَامَتْ إِلَى أَنْ تَفُوزَ بِالسَّدَدِ

مَا كُنْتُ أَدْرِي إِذْ كُنْتُ أَخْشَى عَلَيْ

:::كَ الْعَيْنَ أَنَّ الْحِمَامَ بِالرَّصَدِ

فَاجَأَنِي الدَّهْرُ فِيكَ مِنْ حَيْثُ لا

:::أَعْلَمُ خَتْلًا وَالدَّهْرُ كَالأَسَدِ7

المراجع

  1. “طَرِبَ الْفُؤادُ وكانَ غَيْرَ طَرُوبِ”، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 2/2/2022.
  2. “بِقَلْبِي لِلْهَوَى داءٌ عَجِيبُ”، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 2/2/2022.
  3. “قَالَتْ وقَدْ سَمِعَتْ شِعْرِي فَأَعْجَبَها”، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 2/2/2022.
  4. “أَهِلالُ أَرْضٍ أَمْ هِلالُ سماءٍ”، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 2/2/2022.
  5. “وَذِي جَبَرُوتٍ لا يَرَى غَيْرَ نَفْسِهِ”، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 2/2/2022.
  6. “أَبَعْدَ سِتِّينَ لِي حَاجٌّ فَأَطْلُبهَا”، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 2/2/2022.
  7. “كَيْفَ طَوَتْكَ الْمَنُونُ يَا وَلَدِي”، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 2/2/2022.
شارك في هذا المقال
أنا شيماء الصاعدي، كاتبة شغوفة بمجال الآداب، حيث أجد في الكلمات وسيلة للتعبير عن أعمق المشاعر والأفكار. حصلت على درجة البكالوريوس في الأدب العربي من جامعة القاهرة، ومنذ ذلك الحين كرست حياتي لدراسة وكتابة النصوص الأدبية التي تحاكي الروح الإنسانية. لدي خبرة تمتد لأكثر من خمس سنوات في كتابة المقالات النقدية والقصص القصيرة التي تنشر في مجلات أدبية مرموقة. أسعى دائمًا لاستكشاف الأبعاد الثقافية والتاريخية في الأدب، وأؤمن بأن الكتابة هي جسر يربط بين الحضارات والأجيال. شغفي يكمن في صياغة النصوص التي تترك أثرًا في قلوب القراء وتدفعهم للتفكير والتأمل.
Leave a Comment