قصيدة بَرْدُ نَسيم الحجاز في السَّحَرِ
يقول عنترة بن شداد:
بَرْدُ نَسيم الحجاز في السَّحَرِ
-
-
-
-
- إذا أتاني بريحهِ العطِرِ
-
-
-
ألذُ عندي مما حوتهُ يدي
-
-
-
-
- من اللآلي والمال والبدَر
-
-
-
ومِلْكُ كِسْرَى لا أَشتَهيه إذا
-
-
-
-
- ما غابَ وجهُ الحبيبِ عن النظر
-
-
-
سقى الخيامَ التي نُصبنَ على
-
-
-
-
- شربَّة ِ الأُنسِ وابلُ المطر
-
-
-
منازلٌ تطلعُ البدورُ بها
-
-
-
-
- مبرقعاتٍ بظلمة ِ الشَّعرِ
-
-
-
بيضٌ وسمرٌ تحمي مضاربها
-
-
-
-
- أساد غابٍ بالبيضِ والسُّمر
-
-
-
صادتْ فُؤادي مِنهُنَّ جارية ٌ
-
-
-
-
- مكْحولة ُ المقْلتين بالحور
-
-
-
تريك من ثغرها إذا ابتسمت
-
-
-
-
- كاسَ مدامٍ قد حفّ بالدرّر
-
-
-
أعارت الظبي سحر مقلتها
-
-
-
-
- وباتَ ليثُ الشَّرَى على حذَر
-
-
-
خودٌ رداحٌ هيفاءُ فاتنة ٌ
-
-
-
-
- تُخجلُ بالحُسنِ بهجة َ القمر
-
-
-
يا عبلَ نارُ الغرام في كَبدي
-
-
-
-
- ترمي فؤادي بأسهم الشرر
-
-
-
يا عبلَ لولا الخيالُ يطرقُني
-
-
-
-
- قضيت ليلي بالنوح والسَّهر
-
-
-
يا عبلَ كَمْ فِتْنة ٍ بَليتُ بها
-
-
-
-
- وخُضتُها بالمُهنَّدِ الذَّكر
-
-
-
والخيلُ سُودُ الوجوه كالحة ٌ
-
-
-
-
- تخوض بحر الهلاكِ والخطر
-
-
-
أُدَافعُ الحادثاتِ فيكِ ولاَ
-
-
-
-
- أطيق دفعَ القضاء والقدر.
-
-
-
قصيدة أتعْرِفُ رسمَ الدارِ قَفْراً مَنازِلُهْ
يقول طرفة بن العبد:
أتعْرِفُ رسمَ الدارِ قَفْراً مَنازِلُهْ،
-
-
-
-
- كجفْنِ اليمانِ زخرفَ الوشيَ ماثلُهْ
-
-
-
بتثليثَ أو نجرانَ أو حيثُ تلتقي
-
-
-
-
- منَ النّجْدِ في قِيعانِ جأشٍ مسائلُه
-
-
-
دِيارٌ لِسلْمى إذ تصِيدُكَ بالمُنى
-
-
-
-
- وإذ حبلُ سلمى منكَ دانٍ تواصُلُه
-
-
-
وإذ هيَ مثلُ الرّئمِ، صِيدَ غزالُها،
-
-
-
-
- لها نظرٌ ساجٍ إليكَ تواغِلُه
-
-
-
غَنِينا، وما نخشى التّفرّقَ حِقبَة ً
-
-
-
-
- كِلانا غَريرٌ، ناعِمُ العيش باجِلُه
-
-
-
لياليَ أقتادُ الصِّبا ويقودُني
-
-
-
-
- يجولُ بنا ريعانُهُ ويُحاولُه
-
-
-
سما لكَ من سلْمى خيالٌ ودونَها
-
-
-
-
- سَوَادُ كَثِيبٍ، عَرْضُهُ فأمايِلُهْ
-
-
-
فذَو النيرِ فالأعلامُ من جانب الحمى
-
-
-
-
- وقُفٌّ كظَهْرِ التُّرْسِ تجري أساجله
-
-
-
وأنَّى اهتدَتْ سلمى وسائلَ بينَنَا
-
-
-
-
- بَشاشَة ُ حُبٍّ، باشرَ القلبَ داخِلُهْ
-
-
-
وكم دونَ سلمى من عدوٍّ وبلدة ٍ
-
-
-
-
- يَحارُ بها الهادي، الخفيفُ ذلاذلُه
-
-
-
يَظَلُّ بها عَيرُ الفَلاة ِ، كأنّهُ
-
-
-
-
- رقيبٌ يخافي شخصَهُ ويضائلُهْ
-
-
-
وما خلتُ سلمى قبلَها ذاتَ رجلة ٍ
-
-
-
-
- إذا قسوريُّ الليلِ جيبتْ سرابلهْ
-
-
-
وقد ذهبَتْ سلمى بعقلِكَ كلَّهِ
-
-
-
-
- فهَلْ غيرُ صَيدٍ أحْرَزَتْهُ حَبائِله
-
-
-
كما أحْرَزَتْ أسْماءُ قلبَ مُرَقِّشٍ
-
-
-
-
- بحُبٍّ كلمْعِ البَرْقِ لاحتْ مَخايله
-
-
-
وأنْكَحَ أسْماءَ المُرَاديَّ، يَبْتَغي
-
-
-
-
- بذلكَ عوفٌ أن تصابَ مقاِتله
-
-
-
فلمَّا رأَى أنْ لا قرارَ يقرُّهُ
-
-
-
-
- وأنّ هوَى أسماء لابُدّ قاِتله
-
-
-
ترحلَ من أرضِ العراقِ مرقشٌ
-
-
-
-
- على طربٍ تهوي سراعاً رواحِله
-
-
-
إلى السروِ أرضٌ ساقه نحوها الهوى
-
-
-
-
- ولم يدرِ أنَّ الموتَ بالسّروِ غائلهْ
-
-
-
فغودِرَ بالفَرْدَين: أرضٍ نَطِيّة ٍ،
-
-
-
-
- مَسيرَة ِ شهْرٍ، دائبٍ لا يُوَاكِله
-
-
-
فيا لكَ من ذي حاجة ٍ حيلَ دونَها
-
-
-
-
- وما كلُّ ما يَهوَى امرُؤ هو نائِله
-
-
-
فوجدي بسلمى مثلُ وَجْدِ مُرَقِّشٍ،
-
-
-
-
- بأسْماءَ، إذ لا تَستفيقُ عَواذِله
-
-
-
قضى نَحْبَهُ، وَجداً عليها مُرَقِّشٌ،
-
-
-
-
- وعُلّقْتُ مِنْ سَلمى خَبالاً أُماطله
-
-
-
لعمري لموتٌ لا عقوبة َ بعدَهُ
-
-
-
-
- لذي البثِّ أشفى من هوى ً لا يزايِله.
-
-
-
قصيدة ألا عِمْ صَبَاحاً أيّهَا الطّلَلُ البَالي
يقول امرؤ القيس:
ألا عِمْ صَبَاحاً أيّهَا الطّلَلُ البَالي
-
-
-
-
- وَهل يَعِمنْ مَن كان في العُصُرِ الخالي
-
-
-
وَهَل يَعِمَنْ إلا سَعِيدٌ مُخَلَّدٌ
-
-
-
-
- قليل الهموم ما يَبيتُ بأوجالِ
-
-
-
وَهَل يَعِمَنْ مَن كان أحدثُ عَهدِه
-
-
-
-
- ثَلاثِينَ شهراً في ثَلاثَة ِ أحوَالِ
-
-
-
دِيارٌ لسَلمَى عَافِيَاتٌ بذِي خَالِ
-
-
-
-
- ألَحّ عَلَيها كُلُّ أسْحَمَ هَطّالِ
-
-
-
وتحسبُ سلمى لا تزالُ ترى طَلا
-
-
-
-
- من الوَحشِ أوْ بَيضاً بمَيثاءِ مِحْلالِ
-
-
-
وتحسِبُ سلمى لا نزالُ كعهدنا
-
-
-
-
- بوَادي الخُزَامى أوْ على رَسّ أوْعالِ
-
-
-
لَيَاليَ سَلَمى إذْ تُرِيكَ مُنْصَّباً
-
-
-
-
- وجيداً كجيد الرئم ليس بمعطال
-
-
-
ألا زعمت بَسبَاسَةُ اليوم أنني
-
-
-
-
- كبرت وأن لا يحسنُ اللهو أمثالي
-
-
-
كَذَبتِ لَقَد أَصبى عَلى المَرءِ عِرسُهُ
-
-
-
-
- وَأَمنَعُ عِرسي أَن يُزَنَّ بِها الخالي
-
-
-
وَيَا رُبّ يَوْمٍ قَد لهَوْتُ وَلَيْلَة ٍ
-
-
-
-
- بِآنِسَة ٍ كَأنّهَا خَطُّ تِمْثَالِ
-
-
-
يُضيءُ الفِراشُ وَجهَها لِضَجيعِها
-
-
-
-
- كَمِصباحِ زَيتٍ في قَناديلِ ذَبّالِ
-
-
-
كأنَّ على لباتها جمرَ مُصطل
-
-
-
-
- أصاب غضاً جزلاً وكفِّ بأجذال
-
-
-
وَهَبّتْ لهُ رِيحٌ بمُخْتَلَفِ الصُّوَا
-
-
-
-
- صباً وشمال في منازلِ قفّال
-
-
-
ومِثْلِكِ بَيضاءِ العوارِضِ طَفْلة ٍ
-
-
-
-
- لعوبٍ تُنَسِّيني، إذا قُمتُ، سِربالي
-
-
-
إذا ما الضجيعُ ابتزها من ثيابها
-
-
-
-
- تَمِيلُ عَلَيهِ هُونَة ً غَيرَ مِجْبالِ
-
-
-
كحِقْفِ النَّقَا يَمشِي الوَليدَانِ فوْقَه
-
-
-
-
- بما احتسبا من لين مس وتسهال
-
-
-
لَطِيفَة ُ طَيّ الكَشْح غيرُ مُفَاضَة ٍ
-
-
-
-
- إذَا انْفَتَلَتْ مُرْتجّة ً غَيرَ مِثقالِ
-
-
-
تنورتها من أذرعاتٍ وأهلها
-
-
-
-
- بيَثْرِبَ أدْنى دَارِهَا نَظَرٌ عَالِ
-
-
-
نَظَرتُ إِلَيها وَالنُجومُ كَأَنَّها
-
-
-
-
- مَصابيحُ رُهبانٍ تَشُبُّ لِقَفّالِ
-
-
-
سَمَوتُ إِلَيها بَعدَ ما نامَ أَهلُها
-
-
-
-
- سُموَّ حَبابِ الماءِ حالاً عَلى حالِ
-
-
-
فَقالَت سَباكَ اللَهُ إِنَّكَ فاضِحي
-
-
-
-
- أَلَستَ تَرى السُمّارَ وَالناسَ أَحوالي
-
-
-
فَقُلتُ يَمينَ اللَهِ أَبرَحُ قاعِداً
-
-
-
-
- وَلَو قَطَعوا رَأسي لَدَيكِ وَأَوصالي
-
-
-
حَلَفتُ لَها بِاللَهِ حِلفَةَ فاجِرٍ
-
-
-
-
- لَناموا فَما إِن مِن حَديثٍ وَلا صالِ
-
-
-
فَلَمّا تَنازَعنا الحَديثَ وَأَسمَحَت
-
-
-
-
- هَصَرتُ بِغُصنٍ ذي شَماريخَ مَيّالِ
-
-
-
وَصِرنا إِلى الحُسنى وَرَقَّ كَلامُنا
-
-
-
-
- وَرُضتُ فَذَلَّت صَعبَةٌ أَيَّ إِذلالِ
-
-
-
فَأَصبَحتُ مَعشوقاً وَأَصبَحَ بَعلُها
-
-
-
-
- عَلَيهِ القَتامُ سَيِّئَ الظَنِّ وَالبالِ
-
-
-
يَغُطُّ غَطيطَ البَكرِ شُدَّ خِناقُهُ
-
-
-
-
- لِيَقتُلَني وَالمَرءُ لَيسَ بِقَتّالِ
-
-
-
أَيَقتُلُني وَالمَشرَفِيُّ مُضاجِعي
-
-
-
-
- وَمَسنونَةٌ زُرقٌ كَأَنيابِ أَغوالِ
-
-
-
وَلَيسَ بِذي رُمحٍ فَيَطعَنُني بِهِ
-
-
-
-
- وَلَيسَ بِذي سَيفٍ وَلَيسَ بِنَبّالِ
-
-
-
أَيَقتُلَني وَقَد شَغَفتُ فُؤادَها
-
-
-
-
- كَما شَغَفَ المَهنوءَةَ الرَجُلُ الطالي
-
-
-
وَقَد عَلِمَت سَلمى وَإِن كانَ بَعلُها
-
-
-
-
- بِأَنَّ الفَتى يَهذي وَلَيسَ بِفَعّالِ
-
-
-
وَماذا عَلَيهِ إِن ذَكَرتُ أَوانِساً
-
-
-
-
- كَغِزلانِ رَملٍ في مَحاريبِ أَقيالِ
-
-
-
وَبَيتِ عَذارى يَومَ دَجنٍ وَلَجتُهُ
-
-
-
-
- يَطُفنَ بِجَبّاءِ المَرافِقِ مِكسالِ
-
-
-
سِباطُ البَنانِ وَالعَرانينِ وَالقَنا
-
-
-
-
- لِطافَ الخُصورِ في تَمامٍ وَإِكمالِ
-
-
-
نَواعِمُ يُتبِعنَ الهَوى سُبُلَ الرَدى
-
-
-
-
- يَقُلنَ لِأَهلِ الحِلمِ ضُلَّ بِتِضلالِ
-
-
-
صَرَفتُ الهَوى عَنهُنَّ مِن خَشيَةِ الرَدى
-
-
-
-
- وَلَستُ بِمُقليِّ الخِلالِ وَلا قالِ
-
-
-
كَأَنِّيَ لَم أَركَب جَواداً لِلَذَّةٍ
-
-
-
-
- وَلَم أَتَبَطَّن كاعِباً ذاتَ خِلخالِ
-
-
-
وَلَم أَسبَإِ الزِقَّ الرَويَّ وَلَم أَقُل
-
-
-
-
- لِخَيلِيَ كُرّي كَرَّةً بَعدَ إِجفالِ
-
-
-
وَلَم أَشهَدِ الخَيلَ المُغيرَةَ بِالضُحى
-
-
-
-
- عَلى هَيكَلٍ عَبلِ الجُزارَةِ جَوّالِ
-
-
-
سَليمَ الشَظى عَبلَ الشَوى شَنَجَ النَسا
-
-
-
-
- لَهُ حَجَباتٌ مُشرِفاتٌ عَلى الفالِ
-
-
-
وَصُمٌّ صِلابٌ ما يَقينَ مِنَ الوَجى
-
-
-
-
- كَأَنَّ مَكانَ الرِدفِ مِنهُ عَلى رَألِ
-
-
-
وَقَد أَغتَدي وَالطَيرُ في وُكُناتِها
-
-
-
-
- لِغَيثٍ مِنَ الوَسمِيِّ رائِدُهُ خالِ
-
-
-
تَحاماهُ أَطرافُ الرِماحِ تَحامِياً
-
-
-
-
- وَجادَ عَلَيهِ كُلُّ أَسحَمَ هَطّالِ
-
-
-
بِعَجلَزَةٍ قَد أَترَزَ الجَريُ لَحمَها
-
-
-
-
- كَميتٍ كَأَنَّها هِراوَةُ مِنوالِ
-
-
-
ذَعَرتُ بِها سِرباً نَقِيّاً جُلودُهُ
-
-
-
-
- وَأَكرُعُهُ وَشيُ البُرودِ مِنَ الخالِ
-
-
-
كَأَنَّ الصُوارَ إِذ تَجَهَّدَ عَدوُهُ
-
-
-
-
- عَلى جَمَزى خَيلٍ تَجولُ بِأَجلالِ
-
-
-
فَجالَ الصُوارُ وَاِتَّقَينَ بِقَرهَبٍ
-
-
-
-
- طَويلِ الفِرا وَالرَوقِ أَخنَسَ ذَيّالِ
-
-
-
فَعادى عِداءً بَينَ ثَورٍ وَنَعجَةٍ
-
-
-
-
- وَكانَ عِداءُ الوَحشِ مِنّي عَلى بالِ
-
-
-
كَأَنّي بِفَتخاءِ الجَناحَينِ لَقوَةٍ
-
-
-
-
- صَيودٍ مِنَ العِقبانِ طَأطَأتُ شِملالي
-
-
-
تَخَطَّفُ خَزّانَ الشُرَيَّةِ بِالضُحى
-
-
-
-
- وَقَد حَجَرَت مِنها ثَعالِبُ أَورالِ
-
-
-
كَأَنَّ قُلوبَ الطَيرِ رَطباً وَيابِساً
-
-
-
-
- لَدى وَكرِها العُنّابُ وَالحَشَفُ البالي
-
-
-
فَلَو أَنَّ ما أَسعى لِأَدنى مَعيشَةٍ
-
-
-
-
- كَفاني وَلَم أَطلُب قَليلٌ مِنَ المالِ
-
-
-
وَلَكِنَّما أَسعى لِمَجدٍ مُؤَثَّلٍ
-
-
-
-
- وَقَد يُدرِكُ المَجدَ المُؤَثَّلَ أَمثالي
-
-
-
وَما المَرءُ ما دامَت حُشاشَةُ نَفسِهِ
-
-
-
-
- بِمُدرِكِ أَطرافِ الخُطوبِ وَلا آلي
-
-
-
قصيدة صَحا القلبُ عن سلمى وقد كاد لا يسلو
يقول زهير بن أبي سلمى:
صَحا القلبُ عن سلمى وقد كاد لا يسلو
-
-
-
-
- وَأقْفَرَ من سَلمى التّعانيقُ فالثّقْلُ
-
-
-
وقد كنتُ مِن سَلمَى سِنينَ ثَمانياً
-
-
-
-
- على صيرِ أمرٍ ما يمرُّ، وما يحلُو
-
-
-
وكنتُ إذا ما جئتُ، يوماً لحاجة ٍ
-
-
-
-
- مضَتْ وأجَمّتْ حاجة ُ الغدِ ما تخلو
-
-
-
وكلُّ محبٍّ أحدث النأيُ عنده
-
-
-
-
- سلوَّ فؤادٍ، غير لبكَ ما يسلُو
-
-
-
تَأوّبَي ذِكْرُ الأحِبّة بَعدَما
-
-
-
-
- هَجعتُ ودوني قُلّة ُ الحَزْن فالرّمْلُ
-
-
-
فأقسمتُ جهداً بالمنازلِ من منى ً
-
-
-
-
- وما سحفتْ فيهِ المقاديمُ، والقملُ
-
-
-
لأرْتَحِلَنْ بالفَجْرِ ثمّ لأدأبَنْ
-
-
-
-
- إلى اللَّيْلِ إلاّ أنْ يُعْرّجَني طِفْلُ
-
-
-
إلى مَعشَرٍ لم يُورِثِ اللّؤمَ جَدُّهُمْ
-
-
-
-
- أصاغرهُم، وكلُّ فحلٍ لهُ نجلُ
-
-
-
تربصْ، فإنْ تقوِ المروراة ُ منهمُ
-
-
-
-
- وداراتُها لا تُقْوِ مِنْهُمْ إذاً نخْلُ
-
-
-
وما يَكُ مِنْ خَيرٍ أتَوْهُ فإنّمَا
-
-
-
-
- وجِزْعَ الحِسا منهُمْ إذا قَلّ ما يخلو
-
-
-
بلادٌ بها نادَمْتُهُمْ وألِفْتُهُمْ،
-
-
-
-
- فإنْ تُقْوِيَا مِنْهُمْ فإنّهُما بَسْلُ
-
-
-
إذا فزعوا طاروا، إلى مستغيثهم،
-
-
-
-
- طوالَ الرماحِ، لا قصارٌ، لا عزلُ
-
-
-
بخيلٍ، عليها جنة ٌ، عبقرية ٌ
-
-
-
-
- جَديرونَ يَوْماً أن يَنالُوا فيَستَعلُوا
-
-
-
وإنْ يُقْتَلُوا فيُشْتَفَى بدِمائِهِمْ
-
-
-
-
- وكانُوا قَديماً مِنْ مَنَاياهُمُ القَتلُ
-
-
-
عَلَيها أُسُودٌ ضارِياتٌ لَبُوسُهُمْ
-
-
-
-
- سوابغُ بيضٌ، لا يخرقُها النبلُ
-
-
-
إذا لَقِحَتْ حَرْبٌ عَوَانٌ مُضِرّة ٌ
-
-
-
-
- ضروسٌ تهرُّ الناسَ أنيابها عصلُ
-
-
-
قُضاعِيّة ٌ أوْ أُخْتُها مُضَرِيّة ٌ
-
-
-
-
- يحرقُ في حافاتها الحطبُ الجزلُ
-
-
-
تَجِدْهُمْ على ما خَيّلَتْ همْ إزاءها
-
-
-
-
- وَإنْ أفسَدَ المالَ الجماعاتُ والأزْلُ
-
-
-
يحشونها، بالمشرفية ِ، والقنا
-
-
-
-
- وَفِتيانِ صِدْقٍ لا ضِعافٌ ولا نُكلُ
-
-
-
تِهامونَ نَجْدِيّونَ كَيْداً ونُجعَة ً
-
-
-
-
- لكُلّ أُناسٍ مِنْ وَقائِعهمْ سَجْلُ
-
-
-
هُمُ ضَرَبُوا عَن فَرْجِها بكَتيبَة ٍ
-
-
-
-
- كبيضاءِ حرسٍ، في طوائفها الرجلُ
-
-
-
مَتى يَشتَجرْ قوْمٌ تقُلْ سرَواتُهُمْ:
-
-
-
-
- هُمُ بَيْنَنا فهُمْ رِضًى وَهُمُ عدْلُ
-
-
-
همُ جددوا أحكامَ كلِّ مضلة ٍ
-
-
-
-
- منَ العُقْمِ لا يُلْفى لأمثالِها فَصْلُ
-
-
-
بعزمة ِ مأمورٍ، مطيعٍ، وآمرٍ
-
-
-
-
- مطاعٍ فلا يلفَى لحزمهمُ مثلُ
-
-
-
ولستُ بلاقٍ، بالحجازِ، مجاوراً
-
-
-
-
- ولا سفراً إلاَّ لهُ منهمُ حبلُ
-
-
-
بلادٌ بهَا عَزّوا مَعَدّاً وغَيْرَهَا،
-
-
-
-
- مَشارِبُها عذْبٌ وأعلامُها ثَمْلُ
-
-
-
وهم خير حيٍّ، من معدٍّ، علمتهمْ
-
-
-
-
- لهم نائلٌ في قومهم ولهم فضلُ
-
-
-
فَرِحْتُ بما خُبّرْتُ عن سيّدَيكُمُ
-
-
-
-
- وكانا امرأينِ كلُّ شأنهما يعلو
-
-
-
رأى اللهُ، بالإحسانِ، ما فعلا بكمُ
-
-
-
-
- فأبْلاهُما خَيرَ البَلاءِ الذي يَبْلُو
-
-
-
تَدارَكْتُما الأحلافَ قد ثُلّ عَرْشُها
-
-
-
-
- وذبيانَ قد زلت بأقدامها النعلُ
-
-
-
فأصْبَحتُما منهَا على خَيرِ مَوْطِنٍ
-
-
-
-
- سَبيلُكُما فيهِ، وإن أحزَنوا، سَهلُ
-
-
-
رأيتُ ذوي الحاجاتِ، حولَ بيوتهم
-
-
-
-
- قطيناً لهم حتّى إذا أنبتَ البقلُ
-
-
-
هنالكَ إنْ يستخبلوا المالَ يخبلوا
-
-
-
-
- وإنْ يسألوا يعطوا، وإنْ ييسروا يغلوا
-
-
-
وفيهمْ مقاماتٌ، حسانٌ وجوهها
-
-
-
-
- وأندية ٌ، ينتابها القولُ، والفعلُ
-
-
-
وإنْ جئتهم ألفيتَ حولَ بيوتهم،
-
-
-
-
- مجَالسَ قد يُشفَى بأحلامِها الجَهلُ
-
-
-
وإنْ قامَ فيهِمْ حامِلٌ قال قاعِدٌ:
-
-
-
-
- رَشَدْتَ فلا غُرْمٌ عليكَ وَلا خَذْلُ
-
-
-
على مكثريهم حقُّ من يعتريهمُ
-
-
-
-
- وعندَ المقلينَ السماحة ُ، والبذلُ
-
-
-
سعى بعدهم قومٌ، لكي يدركوهمُ
-
-
-
-
- فلَمْ يَفعَلُوا ولم يُليموا ولم يألُوا
-
-
-
فما كانَ، من خيرٍ، أتوه فإنَّما
-
-
-
-
- تَوَارَثَهُمْ آبَاءُ آبَائِهِمْ قَبْلُ
-
-
-
هل ينبتُ الخطيَّ إلاَّ وشيجهُ
-
-
-
-
- وتُغرَسُ، إلاّ في مَنابِتِها،النّخْلُ
-
-
-