الأهمية الكبيرة لآيات نهاية سورة البقرة

فراس الأحمد
4 دقيقة للقراءة

فضل أواخر سورة البقرة

إنَّ آخر آيتين من سورة البقرة آيتان عظيمتان، بيَّن عَظمة أجرهما وعلوِّ منزلتهما أحاديث كثيرة،1 منها أنَّها أُعطيت للنبي -صلى الله عليه وسلم- يوم الإسراء والمعراج، بل في أفضل مكان وصله مخلوق -عند سدرة المنتهى-.

ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في الحديث: (لَمَّا أُسْرِيَ برَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، انْتُهي به إلى سِدْرَةِ المُنْتَهَى، وهي في السَّماءِ السَّادِسَةِ…) إلى أن قال: (فَأُعْطِيَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ ثَلاثًا: أُعْطِيَ الصَّلَواتِ الخَمْسَ، وأُعْطِيَ خَواتِيمَ سُورَةِ البَقَرَةِ، وغُفِرَ لِمَن لَمْ يُشْرِكْ باللَّهِ مِن أُمَّتِهِ شيئًا، المُقْحِماتُ).2 وعلى المسلم أن يحافظ على قراءتها لينال الفضل والأجر، ومن هذه الفضائل:

الحماية من الحسد والعين

إنَّ لسورة البقرة فضل كبير في حفظ صاحبها من السوء، ومن ذلك:

  • التحصُّن من الشيطان وشرِّه
ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لا تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ مَقابِرَ، إنَّ الشَّيْطانَ يَنْفِرُ مِنَ البَيْتِ الذي تُقْرَأُ فيه سُورَةُ البَقَرَةِ).3
  • التحصُّن من السحرة
ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: (اقْرَؤُوا سُورَةَ البَقَرَةِ، فإنَّ أخْذَها بَرَكَةٌ، وتَرْكَها حَسْرَةٌ).4

وقد ورد فضل خاصٌّ بأواخر سورة البقرة، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (مَن قَرَأَ بالآيَتَيْنِ مِن آخِرِ سُورَةِ البَقَرَةِ في لَيْلَةٍ كَفَتاهُ)،5 وأحد أوجه تفسير”كفتاه”: الكفاية من السوء، والحفظ والوقاية.6

لها أجر عظيم

إنَّ لأواخرسورة البقرة ثواب عظيم؛ قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (مَن قَرَأَ بالآيَتَيْنِ مِن آخِرِ سُورَةِ البَقَرَةِ في لَيْلَةٍ كَفَتاهُ)،5 ومعنى كفتاه: أي إنَّ من يقرؤها له من الأجر كمن قام الليل، وكان الحسن البصري إذا ختم البقرة يقول: “يالكِ نعمة! يالكِ نعمة!”،7 وهذه غنيمة كبيرة يسيرة لعباده.

نور لم يؤته أحد قبل النبي

ثبت في صحيح مسلم من رواية ابن عباس -رضي الله- بشارة جبريل -عليه السلام لنبينا محمد -صلى الله عليه وسلم-: (بيْنَما جِبْرِيلُ قَاعِدٌ عِنْدَ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، سَمِعَ نَقِيضًا مِن فَوْقِهِ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ، فَقالَ: هذا بَابٌ مِنَ السَّمَاءِ فُتِحَ اليومَ لَمْ يُفْتَحْ قَطُّ إلَّا اليَومَ، فَنَزَلَ منه مَلَكٌ، فَقالَ: هذا مَلَكٌ نَزَلَ إلى الأرْضِ لَمْ يَنْزِلْ قَطُّ إلَّا اليَومَ، فَسَلَّمَ، وَقالَ: أَبْشِرْ بنُورَيْنِ أُوتِيتَهُما لَمْ يُؤْتَهُما نَبِيٌّ قَبْلَكَ: فَاتِحَةُ الكِتَابِ، وَخَوَاتِيمُ سُورَةِ البَقَرَةِ، لَنْ تَقْرَأَ بحَرْفٍ منهما إلَّا أُعْطِيتَهُ).8

الأوقات المستحبة لقراءة أواخر سورة البقرة

إنّ الآيتين من آواخر سورة البقرة هي من الأذكار الليلية التي يُستحبُّ للمسلم أن يحافظ عليها؛ فلا ينام قبل أن يقرأها لفضلها وثوابها،9 فقد ثبت عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- أنّه قال: “ما كنتُ أرى أحدًا يعقَلُ ينامُ قبلَ أن يقرأَ الآياتِ الثلاثِ من آخرِ سورةِ البقَرةِ”.10

المراجع

  1. أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي البصري (1419)، تفسير القرآن العظيم (الطبعة 1)، بيروت:دار الكتب العلمية، صفحة 569-571، جزء 1. بتصرّف.
  2. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبدالله بن مسعود، الصفحة أو الرقم:173، صحيح.
  3. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:780، صحيح.
  4. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي أمامة الباهلي، الصفحة أو الرقم:804، صحيح.
  5. ^ أ ب رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي مسعود عقبة بن عمرو، الصفحة أو الرقم:5009، صحيح.
  6. عبد المحسن بن حمد بن عبد المحسن بن عبد الله بن حمد العباد البدر، شرح سنن أبي داود، صفحة 22، جزء 169. بتصرّف.
  7. محمد أحمد إسماعيل المقدم، تفسير القرآن الكريم، صفحة 8، جزء 21. بتصرّف.
  8. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم:806، صحيح.
  9. إبراهيم بن عمر بن حسن الرباط بن علي بن أبي بكر البقاعي (1987)، مَصَاعِدُ النَّظَرِ للإشْرَافِ عَلَى مَقَاصِدِ السِّوَرِ، الرياض:مكتبة المعارف، صفحة 52، جزء 2. بتصرّف.
  10. رواه العيني، في العلم الهيب، عن علي بن أبي طالب، الصفحة أو الرقم:165، إسناده صحيح على شرط البخاري ومسلم.
شارك في هذا المقال
صورة شخصية الكاتب فراس الأحمد - متخصص في تاريخ الفكر الإسلامي
بواسطة فراس الأحمد
أنا فراس الأحمد، كاتب وباحث شغوف بدراسة الإسلام وتاريخه العريق. حصلت على درجة الماجستير في الدراسات الإسلامية من جامعة الأزهر، حيث ركزت على تاريخ الفكر الإسلامي وتأثيره على الحضارات. لدي خبرة تمتد لأكثر من عشر سنوات في الكتابة والبحث، حيث نشرت العديد من المقالات والكتب التي تناقش القضايا المعاصرة من منظور إسلامي. شغفي يكمن في توضيح الجوانب التاريخية والفكرية للإسلام، وأسعى دائمًا لتقديم محتوى يجمع بين الأصالة والمعاصرة. أهدف من خلال كتاباتي إلى بناء جسور من التفاهم بين الثقافات المختلفة، وإبراز جمال وقيم الإسلام في حياتنا اليومية.
Leave a Comment