احتفالات عيد المعلم في سوريا: تقاليد وفعاليات مميزة

أسماء القحطاني
3 دقيقة للقراءة

المعلم

المعلمون هم أصحاب الرسالة المقدسة، وهم بناة الأجيال الحقيقيون، لأنّهم يبنون الإنسان، الذي هو ركيزة المجتمعات، وأساس تقدمها، وتقديراً لجهودهم كونم الشمعة التي تحترق لُتنير للأجيال دروب المعرفة والعلم، إذ يقول الإمام الغزالي: (التربية والتعليم أفضل وأشرف وأنبل مهنة بعد النبوة)، فقد تم تخصيص يوم المعلم للحتفال بهم، حيث يُحتفل في هذا العيد في كل بلدان العالم.

يوم المعلم العالمي

تمّ اعتماد يوم الخامس من شهر تشرين الأول من كل عام يوماً عالمياً للاحتفال بالمعلم، حيث تحتفل فيه أكثر من مئة دولة حسب وثيقة أصدرتها منظمة العمل الدولية و(اليونسكو) ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والتعليم والثقافة، وكان ذلك في عام1966 للميلاد، إحياءً لدور المعلم البارز في تعليم النشء، كما اعتَمدت العديد من الدول أيام خاصة بها لتحتفل بهذه المناسبة حسب ما ترتئيه.

عيد المعلم في سوريا

اعتُمِدَ من قبل وزارة التربية في الجمهورية العربية السورية، ثالث خميسٍ من شهر آذار من كل عام، كيومٍ لعيد المعلم العربي، حيث تُعطل فيه المدارس، الخاصة والرسمية، والجامعات والمعاهد، وما في حُكمها، والإدارات الفرعية، في كافة المحافظات السورية، والإدارة المركزية، والهيئة العامة لأبنية التعليم، والمؤسسة العامة للطباعة والنشر، والمركز الوطني للمتميزين.

بعض مظاهر الاحتفال بعيد المعلم في سوريا

جَرَت العادة أن تنظم نقابة المعلمين في كل عامٍ، وبمساعدة من المكتب التنفيذي التابع لها، بوضع برامج خاصة للاحتفال بهذه المناسبة، والتي تتضمن فعاليات احتفالية فنية وموسيقية، كما تُعقد المهرجانات الخطابية، ويُشارك فيها كلٌّ من وزير التربية والتعليم، ووزير التعليم العالي، ومدراء التعليم الرسمي والخاص، وبمشاركة أعضاءٍ من مجلس الشعب، وشخصيات سياسية وشعبية وحزبية ونقابية، يتمّ من خلالها تكريم المعلمين القُدامى والمتقاعدين، في كافة المحافظات السورية، والإشادة بجهودهم المبذولة على مدار مسيرتهم التدريسية، كما يتم تكريم أؤلئك العاملين في سلك التدريس في الأرياف والقُرى النائية، وتُقدم لهم الجوائز والهدايا العينية والرمزية.

كما تحتفل المدارس على طريقتها بيوم المعلم، حيث يوزع الطلاب الهدايا والحلوى على المعلمين، وتقديم بطاقات التهنئة وباقات الزهور لهم، والتقاط الصور التذكارية مع معلميهم والجهاز الإداري، لتصبح هذه الاحتفالية بحق، مناسبة لتمتين أواصر العلاقة الطيبة بين المتعلمين ومعلميهم. ومَن منا ينسى الأبيات الرائعة التي نظمها أمير الشعراء أحمد شوقي في المعلم كتريمٍ له ولدوره الكبير في التربية:

قم للمعلم وفه االتبجيلا

كاد المعلم أن يكون رسولا

أعلمتَ أشرفَ أو أجلَ من الذي

يبني وينشئُ أنفـساً وعقولا
شارك في هذا المقال
أنا أسماء القحطاني، كاتبة شغوفة باستكشاف أعماق الحياة والمجتمع من خلال كلماتي. حصلت على درجة البكالوريوس في علم الاجتماع من جامعة الملك سعود، مما ساعدني على فهم الديناميكيات الاجتماعية والثقافية التي تشكل حياتنا. على مدار السنوات الخمس الماضية، كتبت مقالات وتدوينات تسلط الضوء على قضايا المجتمع، ونشرت أعمالي في عدة منصات إلكترونية ومجلات محلية. أؤمن بأن الكتابة أداة قوية لإلهام التغيير وتعزيز الوعي. أسعى دائمًا لتقديم محتوى يعكس الواقع بصدق، ويحفز القراء على التفكير والتفاعل مع محيطهم. شغفي يكمن في سرد القصص الإنسانية التي تلمس القلوب وتترك أثرًا.
Leave a Comment