كيف نشأت الفلسفة الإسلامية: العوامل والتأثيرات

فراس الأحمد
3 دقيقة للقراءة

مفهوم الفلسفة الإسلامية

يُستخدَمُ مفهوم الفلسفة الإسلاميّة في كثيرٍ من الأمور والمجالات، فيمكنُ استخدامه على أنّه الفلسفة التي يمكنُ استمدادها من النصوص الإسلاميّة؛ ليقومَ هنا بتقديم تصوّر كامل عن الإسلام للكثير من الأمور كالكون، والحياة، إضافةً للخلق والخالق، أمّا التصوّر الأشمل والأبلغ فهو الذي يتضمّن جميع التصوّرات والأعمال التي تتعلّق بالفلسفة، والتي تمّت في ظلّ حكم الدولة الإسلاميّة، ووجود الثقافة العربيّة الإسلاميّة أيضاً.1

علماً بأنّ الأخيرَ منها لم يستدعي وجودَ حقائق أو نصوص شرعيّة دينيّة، ووجهة نظر أخرى تقول بأنّ الذي وضعَ الفلسفة الإسلاميّة هم مجموعةٌ من العلماء المسلمين، بالاعتمادِ على مجموعة من العوامل التي ساعدت على نشأتها، والتي تتضمّن العوامل الداخليّة والخارجيّة، وهذا ما سنتحدّثُ عنه فيما يلي بشيءٍ من التفصيل.1

عوامل نشأة الفلسفة الإسلامية

تنقسم عوامل نشأة الفلسفة الإسلامية إلى عوامل داخلية وخارجية، بيانهما فيما يأتي:2

العوامل الداخلية

أبرز العوامل الداخلية التي ساعدت في نشأة الفلسفة الإسلامية، ما يأتي:

  • الحروب الداخليّة

التي نشأت في المجتمعات الإسلاميّة، والتي ساعدت على تطويرِ شكل النقاش في المواضيع العقائديّة تحديداً، ونتج عنها أسئلة جديدة وكثيرة تتمحورُ حولَ ارتكاب أفعال معيّنة، أو وجود أفعال تتعلّق بالعبادة، إضافةً إلى حريّة اختيار المكلّف وغيرها الكثير.

  • الفتوحات الإسلاميّة

نتيجةَ إدخالها للكثير من غير المسلمين والذين ينتمون إلى شعوب مختلفة، حيث لم تتمكّن الدعوة العاجلة من السيطرة على وعي هؤلاء المسلمين، وتحريرهم من الترسّبات السابقة المتعلّقة بأديانهم.3

  • توحيد جميع الفرق والديانات

التي كانت منتشرة خلال حياة الرسول محمّد -صلّى الله عليه وسلّم-، من خلال نقض أقوالهم وتكذبيها وفقاً للحجج والأدلة المنطقيّة، فسار المسلمون على نهجِ القرآن من حيث الردّ على أقوال المخالفين؛ بإنشاء ما يسمّى الفلسفة الإسلاميّة.

  • الاستقرار الفكري والبحث

انتهاء المسلمين من الفتوحات، والاستقرار والنظر والبحث حولَهم في جميع الأمور، الأمر الذي أدّى إلى اختلافهم في الكثير من وجهات النظر، وبالتالي اختلافِ الآراء والمذاهب، والاختلاف في الكثير من المسائل السياسيّة الذي أدّى إلى خلافات دينيّة.

العوامل الخارجية

ساعد في نشأة الفلسفة الإسلامية مجموعة من العوامل الخارجية، هي كما يأتي:

  • دخول الكثير من الناس الذين ينتمونَ لديانات مختلفة ومتنوّعة إلى الإسلام، من يهود، ومجوس، ونصارى، وصائبين، وبراهمة وغيرهم، حيث عملوا على إظهار معتقدات دياناتهم السابقة على الشكل الدينيّ الجديد لهم.
  • جعل الفرق الإسلاميّة الأولى، تحديداً المعتزلة منها، همّها الأول والوحيد هو الدفاع عن الدين الإسلاميّ، والردّ على مخالفيهِ وهذا ما جعل من البلاد الإسلاميّة عرضةً كبيرة لتنوّع واختلاف الآراء والديانات، حيث كانت كلّ فرقة تحاول إظهار وإبداء رأيها وإبطال المخالف منها.
  • قراءة الفلسفات اليونانيّة والحاجة إلى التكلّم عنها والنطق بها؛ من أجل الردّ عليها وإيجاد فلسفات خاصّة بالمسلمين.
  • عامل الترجمة؛ حيث تم ترجمة عدد كبير من الكتب اليونانية.

المراجع

  1. ^ أ ب مقداد يالجن، علم الأخلاق الإسلامية، صفحة 14. بتصرّف.
  2. عبد الرزاق بلعقروز ، “نشأة التفلسف في الفكر الإسلامي “، إسلام أون لاين، اطّلع عليه بتاريخ 20/6/2022. بتصرّف.
  3. مجموعة من المؤلفين، مجلة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، صفحة 274.
شارك في هذا المقال
صورة شخصية الكاتب فراس الأحمد - متخصص في تاريخ الفكر الإسلامي
بواسطة فراس الأحمد
أنا فراس الأحمد، كاتب وباحث شغوف بدراسة الإسلام وتاريخه العريق. حصلت على درجة الماجستير في الدراسات الإسلامية من جامعة الأزهر، حيث ركزت على تاريخ الفكر الإسلامي وتأثيره على الحضارات. لدي خبرة تمتد لأكثر من عشر سنوات في الكتابة والبحث، حيث نشرت العديد من المقالات والكتب التي تناقش القضايا المعاصرة من منظور إسلامي. شغفي يكمن في توضيح الجوانب التاريخية والفكرية للإسلام، وأسعى دائمًا لتقديم محتوى يجمع بين الأصالة والمعاصرة. أهدف من خلال كتاباتي إلى بناء جسور من التفاهم بين الثقافات المختلفة، وإبراز جمال وقيم الإسلام في حياتنا اليومية.
Leave a Comment