عودة حليمة إلى قصتها الأصلية: قصة مشوقة للأطفال

شيماء الصاعدي
2 دقيقة للقراءة

هو أحد الأمثال المعروفة والمتداولة في الثقافة العربيّة يضرب لكل من كان له أحد الطّباع السيّئة التي تعوّد عليها ثم يتطاهر بتركها ونبذها لكن تشاء الأقدار أن يعود إليها مرّة أخرى فمن شبّ على شيء شاب عليه.

أمّا عن قصّة هذا المثل الشّائع فتعود إلى قديم الزّمان حيث أنّ حليمة كانت زوجة حاتم الطّائي التي اشتهرت بالبخل على عكس زوجها الذي يضرب المثل بكرمه وأخلاقه .. حيث يقال أنّها كانت إذا أرادت أن تضع بعض من السّمن في وعاء الطّبخ ترتجف الملعقة في يدها ، فأراد حاتم الطّائي أن يعلّمها شيئاً من كرمه فقال لها : لقد كان يقال في قديم الزّمان أن المرأة كلّما وضعت ملعقة من السمن في وعاء الطبخ زاد الله من عمرها يوماً ، فاتّعظت حليمة وأصبحت تزيد من ملاعق السّمن يوماً بعد يوم ختى صار طعامها شهياً لذيذاً كما تعوّدت يدها على الكرم والسخاء .

إلى أن شاء الله أن يفجعها حادثاً أليماً بابنها الوحيد الذي كانت تحبّه مثل نفسها بل وأكثر من ذلك بكثير فخارت قواها وجزعت إلى أن تمنّت أن تموت وصارت لذلك تقلّل من وضع السّمن في وعاء الطّعام حتى تقلّل من أيّام وسنين عمرها حتّى قال النّاس عنها : عادت حليمة إلى عادتها القديمة .

إن شخصيّة حليمة هي محور رمزي لمثل شعبي يتردّد في الكثير من البلدان العربيّة وله تأويلات أخرى كثيرة في بلاد الشام والعراق والخليج.

شارك في هذا المقال
أنا شيماء الصاعدي، كاتبة شغوفة بمجال الآداب، حيث أجد في الكلمات وسيلة للتعبير عن أعمق المشاعر والأفكار. حصلت على درجة البكالوريوس في الأدب العربي من جامعة القاهرة، ومنذ ذلك الحين كرست حياتي لدراسة وكتابة النصوص الأدبية التي تحاكي الروح الإنسانية. لدي خبرة تمتد لأكثر من خمس سنوات في كتابة المقالات النقدية والقصص القصيرة التي تنشر في مجلات أدبية مرموقة. أسعى دائمًا لاستكشاف الأبعاد الثقافية والتاريخية في الأدب، وأؤمن بأن الكتابة هي جسر يربط بين الحضارات والأجيال. شغفي يكمن في صياغة النصوص التي تترك أثرًا في قلوب القراء وتدفعهم للتفكير والتأمل.
Leave a Comment