جمال وأشكال شجرة الزقوم: دلالات وتصميمها بشكل مميز

فراس الأحمد
4 دقيقة للقراءة

شكل شجرة الزقوم

شجرة الزقوم هي شجرةٌ في جهنم، وهيطعامٌ لأهل النار، وثمرها سيئ المذاق، ولا يمكن أن يُستساغ طعمه، وفي الوقت ذاته لا يسد الجوع مهما أُكل منها، وذُكر في كتاب “كشف الأسرار” أنّ شجرة الزقوم تكون على صورة وهيئة شجر الدنيا، إلا أنّها من النار، والزقوم هو ثمارها، وهو ما يُؤكل بكُرهٍ شديدٍ، وقيل إنّ الطعام الثقيل هو الزقوم.1

وتُسقى شجرة الزقوم وتحيا بلهب النار كما تحيا الشجرة بالماء، فلا بد لأهل النار أن ينحدروا إليها؛ فيأكلون منها، قال الله تعالى: (أَذَلِكَ خَیرٌ نُّزُلًا أَم شَجَرَةُ الزَّقُّومِ إِنَّا جَعَلنَـاهَا فِتنَةً لِّلظَّـالِمِینَ إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخرُجُ فِي أَصلِ الجَحِیمِ طَلعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّیَـاطِینِ فَإِنَّهُم لَآكِلُونَ مِنهَا فَمَالِـئونَ مِنها البُطُونَ ثُمَّ إِنَّ لَهُم عَلَیهَا لَشَوباً مِّن حَمِیم).2

والمقصود بقوله تعالى: “إنّها شجرةٌ تخرج في أصل الجحيم”؛ أي تخرج من قعر النار، وتكون متفرِّعةً في جهنم، “طلعُها كأنّه رؤوس الشياطين”، المقصود بطلعها؛ أي ثمرها، وهذا تشبيهٌ تخيّلي؛ كأنّه رؤوس الشياطين، ورؤوس الشياطين تتصور في نفس المرء ويتخيلها؛ أي أنّها غير مرئيَّةٍ بل خياليَّةٍ، شبّهها برؤوسهم؛ لقبح منظرهم، وكما يقال دائمًا لكلّ شيءٍ قبيحٍ: إنّ صورته كصورة الشيطان، “ثمّ إنّ لهم عليها لشوباً من حميم”؛ أي وبعد أن يأكل الكافر من شجرة الزقوم، تمتزج بالحميم، والحميم هو الماء الحار، وقيل إنّه يمتزج الزقوم مع الحميم؛ ليجمع لهم بين مرارة الزقوم وحرارة الحميم، تغليظًا لعذابهم وتجديدًا لبلائهم.34

صفات شجرة الزقوم

فيما يأتي ذكرٌ لأبرز صفات شجرة الزقوم:

  • يتم بلعها بصعوبة: قال مكي”شجرة الزقوم مشتقة من التزقم”، وهو البلع على جهدٍ وشدةٍ، فقيل إنّهم يتزقمونها؛ أي يبتلعونها من شدّة جوعهم، فيبتلعونها بجهدٍ وصعوبةٍ.3
  • خشنة: وعندما يأكلون من شجرة الزقوم تقف في حلوقهم، ويختنقون بها من شدة خشونتها ومرارتها، فيأكلون منها ليتعذبوا بها، فيملؤون بطونهم منها؛ لسد الجوع، إلا أنّه لا ينفعهم ذلك، ولا يجدون له نفعًا، ولا لذةً، ولا شبعًا لسد جوعهم.3
  • مرة المذاق: وقال الواحدي “الزقوم ثمر شجرةٍ مرَّة الطعم جدًا، من قولهم: تزقم هذا الطعام إذا تناوله على تكرُّه ومشقَّة شديدة بسب مرارة مذاقه”.3

هل شجرة الزقوم موجودة في الدنيا

اختلف العلماء في حقيقة وجود شجرة الزقوم في الدنيا أم أنّها فقط في الآخرة، ولهم في ذلك قولان؛ أحدهما أنّها معروفة من شجر الدنيا ومن رجّحوا هذا القول اختلفوا فيها، فقال قطرب: “إنّها شجرةٌ مرَّةٌ تكون من أخبث الشجر”، وقال غيره: “الزقوم هو كلّ نباتٍ قاتلٍ”، والقول الثاني: “إنّها لا تعرف في شجر الدنيا، لأنّها عندما نزلت هذه الآية في شجرة الزقوم، قالت كفار قريش: ما نعرف هذه الشجرة، فقدم عليهم رجلٌ من إفريقيا فسألوه، فقال: هو عندنا الزبد والتمر، فقال أبو جهل لجاريته: زقمينا، فأتته بزبد وتمر”.4

المراجع

  1. إسماعيل حقي بن مصطفى الخلوتي، روح البيان في تفسير القرآن، صفحة 473. بتصرّف.
  2. سورة الصافات، آية:62 -67
  3. ^ أ ب ت ث “المراد بشجرة الزقوم، وهل هي من شجر الدنيا أم لا ؟”، الإسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 29/12/2021. بتصرّف.
  4. ^ أ ب “قوله تعالى أذلك خير نزلا أم شجرة الزقوم إنا جعلناها فتنة للظالمين”، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 29/12/2021. بتصرّف.
شارك في هذا المقال
صورة شخصية الكاتب فراس الأحمد - متخصص في تاريخ الفكر الإسلامي
بواسطة فراس الأحمد
أنا فراس الأحمد، كاتب وباحث شغوف بدراسة الإسلام وتاريخه العريق. حصلت على درجة الماجستير في الدراسات الإسلامية من جامعة الأزهر، حيث ركزت على تاريخ الفكر الإسلامي وتأثيره على الحضارات. لدي خبرة تمتد لأكثر من عشر سنوات في الكتابة والبحث، حيث نشرت العديد من المقالات والكتب التي تناقش القضايا المعاصرة من منظور إسلامي. شغفي يكمن في توضيح الجوانب التاريخية والفكرية للإسلام، وأسعى دائمًا لتقديم محتوى يجمع بين الأصالة والمعاصرة. أهدف من خلال كتاباتي إلى بناء جسور من التفاهم بين الثقافات المختلفة، وإبراز جمال وقيم الإسلام في حياتنا اليومية.
Leave a Comment