شعر لعنترة بن شداد عن الحب
هلْ غادرَ الشُّعراءُ منْ متردَّم
-
-
- أم هلْ عرفتَ الدارَ بعدَ توهمِ
-
يا دارَ عَبلَةَ بِالجَواءِ تَكَلَّمي
-
-
- وَعَمي صَباحاً دارَ عَبلَةَ وَاِسلَمي
-
فَوَقَفتُ فيها ناقَتي وَكَأَنَّها
-
-
- فَدَنٌ لِأَقضِيَ حاجَةَ المُتَلَوِّمِ
-
وَتَحُلُّ عَبلَةُ بِالجَواءِ وَأَهلُنا
-
-
- بِالحَزنِ فَالصَمّانِ فَالمُتَثَلَّمِ
-
حُيِّيتَ مِن طَلَلٍ تَقادَمَ عَهدُهُ
-
-
- أَقوى وَأَقفَرَ بَعدَ أُمِّ الهَيثَمِ
-
حَلَّت بِأَرضِ الزائِرينَ فَأَصبَحَت
-
-
- عَسِراً عَلَيَّ طِلابُكِ اِبنَةَ مَخرَمِ
-
عُلِّقتُها عَرَضاً وَأَقتُلُ قَومَها
-
-
- زَعماً لَعَمرُ أَبيكَ لَيسَ بِمَزعَمِ
-
وَلَقَد نَزَلتِ فَلا تَظُنّي غَيرَهُ
-
-
- مِنّي بِمَنزِلَةِ المُحَبِّ المُكرَمِ
-
كَيفَ المَزارُ وَقَد تَرَبَّعَ أَهلُها
-
-
- بِعُنَيزَتَينِ وَأَهلُنا بِالغَيلَمِ
-
إِن كُنتِ أَزمَعتِ الفِراقَ فَإِنَّما
-
-
- زُمَّت رِكابُكُمُ بِلَيلٍ مُظلِمِ
-
ما راعَني إِلّا حَمولَةُ أَهلِها
-
-
- وَسطَ الدِيارِ تَسَفُّ حَبَّ الخِمخِمِ
-
فيها اِثنَتانِ وَأَربَعونَ حَلوبَةً
-
-
- سوداً كَخافِيَةِ الغُرابِ الأَسحَمِ
-
إذ تستبيكَ بذي غروب واضح
-
-
- عذبٍ مقبلهُ لذيذُ المطعم
-
وكأَنَّ فَارَة َ تاجرٍ بقسيمَة ٍ
-
-
- سبقتْ عوارضها اليكَ من الفمْ
-
أوْ روْضَة ً أُنُفاً تضمَّنَ نبتَها
-
-
- غيْثٌ قليلُ الدِّمن ليسَ بمَعْلَمِ
-
جادَت عَليهِ كُلُّ بِكرٍ حُرَّةٍ
-
-
- فَتَرَكنَ كُلَّ قَرارَةٍ كَالدِرهَمِ
-
سَحّاً وتسْكاباً فَكلَّ عشيَّة ٍ
-
-
- يجري عليها الماءُ لم يتصرَّم
-
وَخَلا الذُبابُ بِها فَلَيسَ بِبارِحٍ
-
-
- غَرِداً كَفِعلِ الشارِبِ المُتَرَنِّمِ
-
هَزِجاً يَحُكُّ ذِراعَهُ بِذِراعِهِ
-
-
- قَدحَ المُكِبِّ عَلى الزِنادِ الأَجذَمِ
-
تمسي وتصبحُ فوق ظهر حشية ٍ
-
-
- وأبيتُ فوق سرَاة ِ أدْهم مُلْجَم
-
وحشيتي سرجٌ على عبل الشَّوى
-
-
- نَهْدٍ مَراكِلُهُ نَبيلِ المحزِمِ
-
هل تبلغنى دارها شدنية
-
-
- لُعِنتْ بمَحْرُوم الشَّرابِ مُصرَّم
-
خَطّارَةٌ غِبَّ السُرى زَيّافَةٌ
-
-
- تَطِسُ الإِكامَ بِوَخذِ خُفٍّ ميثَمِ
-
وكأنما أقصُ الإكام عشية ً
-
-
- بقريبِ بينِ المنْسِمين مُصلَّم
-
تأوي له قلصُ النَّعام كما أوتْ
-
-
- حزقٌ يمانية ٌ لأعجمَ طمطمِ
-
يتبعنَ قلة رأسهِ وكأنهُ
-
-
- حِدْجٌ على نعْش لهُنَّ مخيَّمِ
-
صَعلٍ يَعودُ بِذي العُشَيرَةِ بَيضَهُ
-
-
- كَالعَبدِ ذي الفَروِ الطَويلِ الأَصلَمِ
-
شَربتْ بماءِ الدُّحرُضينِ فأَصْبحتْ
-
-
- زوراءَ تنفرُ عن حياض الدَّيلم
-
هِرٍّ جَنيبٍ كلّما عطفتْ لهُ
-
-
- غضبى اتقاها باليدين وبالفم
-
بَرَكَت عَلى جَنبِ الرِداعِ كَأَنَّما
-
-
- بَرَكَت عَلى قَصَبٍ أَجَشَّ مُهَضَّمِ
-
وَكأَنَّ رُبّاً أَو كُحَيلاً مُعقَداً
-
-
- حَشَّ الوَقودُ بِهِ جَوانِبَ قُمقُمِ
-
ينْباعُ منْ ذِفْرَى غَضوبٍ جَسرَة ٍ
-
-
- زيافة ٍ مثل الفَنيق المُكْدَمِ
-
إنْ تغدفي دوني القناع فإنني
-
-
- طبٌّ بأخذ الفارس المستلــــئم
-
أثني عليَّ بما علِمْتِ فإنني
-
-
- سمحٌ مخالقتي إذا لم أظلم
-
وإذا ظُلمْتُ فإنَّ ظُلميَ باسلٌ
-
-
- مرٌّ مذَاقَتهُ كَطعم العَلْقم
-
ولقد شربتُ من المدامة بعد ما
-
-
- رَكَدَ الهواجرُ بالمشوفِ المُعْلمِ
-
بزُجاجة ٍ صفْراءَ ذاتِ أسرَّة ٍ
-
-
- قرنتْ بأزهر في الشمالِ مفدَّم
-
فإذا شربتُ فإنني مُسْتَهْلِكٌ
-
-
- مالي وعرضي وافرٌ لم يُكلم
-
وإذا صَحَوْتُ فما أَقصِّرُ عنْ ندى ً
-
-
- وكما عَلمتِ شمائلي وَتَكَرُّمي
-
وحليل غانية ٍ تركتُ مجدلاً
-
-
- تَمكو فريصتُهُ كشدْقِ الأَعْلَمِ
-
سبقتْ يدايَ له بعاجل طعنة ٍ
-
-
- ورشاشِ نافذَة ٍ كلوْن العَنْدَمِ
-
هَلّا سَأَلتِ الخَيلَ يا اِبنَةَ مالِكٍ
-
-
- إِن كُنتِ جاهِلَةً بِما لَم تَعلَمي
-
إذ لا أزالُ على رحالة ِ سابح
-
-
- نهْدٍ تعاوَرُهُ الكُماة ُ مُكَلَّمِ
-
طَوْراً يجَرَّدُ للطعانِ وتارة ً
-
-
- يأوي الى حصدِ القسيِّ عرمرمِ
-
يُخبرْك من شَهدَ الوقيعَة َ أنني
-
-
- أغشى الوغى وأعفُّ عند المغنم
-
ومدَّججٍ كرِهَ الكُماة ُ نِزَالَهُ
-
-
- لا مُمْعنٍ هَرَباً ولا مُسْتَسلم
-
جادتْ له كفي بعاجل طعنة ٍ
-
-
- بمثَقَّفٍ صَدْقِ الكُعُوبِ مُقَوَّم
-
فَشَكَكتُ بِالرُمحِ الأَصَمِّ ثِيابَهُ
-
-
- لَيسَ الكَريمُ عَلى القَنا بِمُحَرَّمِ
-
فتركتهُ جزرَ السباع ينشنهُ
-
-
- يقضمنَ حسنَ بنانهِ والمعصم
-
وَمِشَكِّ سابغة ٍ هَتكتُ فروجَها
-
-
- بالسيف عن حامي الحقيقة معلم
-
زبدٍ يداهُ بالقداح إذا شتا
-
-
- هتَّاك غايات التجار ملوَّم
-
لما رآني قَدْ نَزَلْتُ أُرِيدُهُ
-
-
- أبدى نواجذهُ لغير تبسُّم
-
عهدي به مَدَّ النّهار كأَنما
-
-
- خضبَ اللبان ورأسهُ بالعظلم
-
فطعنتهُ بالرُّمح ثم علوتهُ
-
-
- بمهندٍ صافيِ الحديد مخذَم
-
بَطَلٍ كَأَنَّ ثِيابَهُ في سَرحَةٍ
-
-
- يُحذى نِعالَ السِبتِ لَيسَ بِتَوأَمِ
-
يَا شَاة َ ما قَنَصٍ لِمَنْ حَلَّتْ لَهُ
-
-
- حرمتْ عليَّ وليتها لم تحرُم
-
فَبَعَثْتُ جاريتي فقلْتُ لها اذْهبي
-
-
- فَتجسَّسي أخبارَها ليَ واعلمي
-
قالتْ رأيتُ منْ الأعادي غرَّة ً
-
-
- والشاة ُ مُمكِنة ٌ لمنْ هُو مُرْتَمِ
-
وكأنما التفتتْ بجيدِ جداية ٍ
-
-
- رَشَاءٍ من الغِزْلانِ حُرٍّ أرثم
-
نِبِّئتُ عَمرواً غَيرَ شاكِرِ نِعمَتي
-
-
- وَالكُفرُ مَخبَثَةٌ لَنَفسِ المُنعِمِ
-
ولقد حفظتُ وصاة عمّي بالضحى
-
-
- إذ تقلصُ الشفتانِ عنْ وضح الفم
-
في حومة ِ الحربِ التى لا تشتكي
-
-
- غَمَرَاتِها الأَبطالُ غيْرَ تَغَمْغُمِ
-
إذْ يتقُون بي الأسَّنة لم أخمْ
-
-
- عنها ولكني تضايق مُقدَمي
-
لما رأيتُ القومَ أقبلَ جمعهُم
-
-
- يتذَامرونَ كَرَرْتُ غَيْرَ مذَمّم
-
يدعون عنترَ والرِّماحُ كأنها
-
-
- أشطانُ بئرٍ في لبانِ الأدهم
-
ما زلتُ أرميهمْ بثغرة ِ نحره
-
-
- ولِبانِهِ حتى تَسَرْبلَ بالدّم
-
فازورّ من وقع القنا بلبانهِ
-
-
- وشكا إليّ بعَبْرة ٍ وَتَحَمْحُمِ
-
لَو كانَ يَدري ما المُحاوَرَةُ اِشتَكى
-
-
- وَلَكانَ لَو عَلِمَ الكَلامَ مُكَلِّمي
-
ولقد شفى نفسي وأبرأ سُقمها
-
-
- قيلُ الفوارس ويكَ عنتر أقدم
-
والخيلُ تقْتَحِمُ الخَبَارَ عوابساً
-
-
- ما بين شيْظمة ِ وآخر شيْظم
-
ذللٌ ركابي حيثُ شئتُ مشايعي
-
-
- لُبِّي وأجْفزُهُ بِأَمْرٍ مُبْرَمِ
-
-
-
- ولقد خشيتُ بأنْ اموتَ ولم تدرْ
-
للحربِ دائرة ٌ على ابْنَي ضَمْضَمِ
الشَّاتِمِيْ عِرْضِي ولم أشْتِمْهُما
-
-
- والنَّاذِرَيْنِ إذا لم ألقهما دَمي
-
إن يفعلاَ فلقد تركتُ أباهما
-
-
- جزرَ السباع وكلِّ نسرٍ قعشم
-
شعر أبو الطيب المتنبي عن الحب
أرَقٌ عَلى أرَقٍ وَمِثْلي يَأرَقُ
-
-
- وَجَوًى يَزيدُ وَعَبْرَةٌ تَتَرَقْرَقُ
-
جُهْدُ الصّبابَةِ أنْ تكونَ كما أُرَى
-
-
- عَينٌ مُسَهَّدَةٌ وقَلْبٌ يَخْفِقُ
-
مَا لاحَ بَرْقٌ أوْ تَرَنّمَ طائِرٌ
-
-
- إلاّ انْثَنَيْتُ وَلي فُؤادٌ شَيّقُ
-
جَرّبْتُ مِنْ نَارِ الهَوَى ما تَنطَفي
-
-
- نَارُ الغَضَا وَتَكِلُّ عَمّا يُحْرِقُ
-
وَعَذَلْتُ أهْلَ العِشْقِ حتى ذُقْتُهُ
-
-
- فعجبتُ كيفَ يَموتُ مَن لا يَعشَقُ
-
وَعَذَرْتُهُمْ وعَرَفْتُ ذَنْبي أنّني
-
-
- عَيّرْتُهُمْ فَلَقيتُ منهُمْ ما لَقُوا
-
أبَني أبِينَا نَحْنُ أهْلُ مَنَازِلٍ
-
-
- أبَداً غُرابُ البَينِ فيها يَنْعَقُ
-
نَبْكي على الدّنْيا وَمَا مِنْ مَعْشَرٍ
-
-
- جَمَعَتْهُمُ الدّنْيا فَلَمْ يَتَفَرّقُوا
-
أينَ الأكاسِرَةُ الجَبابِرَةُ الأُلى
-
-
- كَنَزُوا الكُنُوزَ فَما بَقينَ وَلا بَقوا
-
من كلّ مَن ضاقَ الفَضاءُ بجيْشِهِ
-
-
- حتى ثَوَى فَحَواهُ لَحدٌ ضَيّقُ
-
خُرْسٌ إذا نُودوا كأنْ لم يَعْلَمُوا
-
-
- أنّ الكَلامَ لَهُمْ حَلالٌ مُطلَقُ
-
فَالمَوْتُ آتٍ وَالنُّفُوسُ نَفائِسٌ
-
-
- وَالمُسْتَعِزُّ بِمَا لَدَيْهِ الأحْمَقُ
-
وَالمَرْءُ يأمُلُ وَالحَيَاةُ شَهِيّةٌ
-
-
- وَالشّيْبُ أوْقَرُ وَالشّبيبَةُ أنْزَقُ
-
وَلَقَدْ بَكَيْتُ على الشَّبابِ وَلمّتي
-
-
- مُسْوَدّةٌ وَلِمَاءِ وَجْهي رَوْنَقُ
-
حَذَراً عَلَيْهِ قَبلَ يَوْمِ فِراقِهِ
-
-
- حتى لَكِدْتُ بمَاءِ جَفني أشرَقُ
-
أمّا بَنُو أوْسِ بنِ مَعْنِ بنِ الرّضَى
-
-
- فأعزُّ مَنْ تُحْدَى إليهِ الأيْنُقُ
-
كَبّرْتُ حَوْلَ دِيارِهِمْ لمّا بَدَتْ
-
-
- منها الشُّموسُ وَليسَ فيها المَشرِقُ
-
وعَجِبتُ من أرْضٍ سَحابُ أكفّهمْ
-
-
- من فَوْقِها وَصُخورِها لا تُورِقُ
-
وَتَفُوحُ من طِيبِ الثّنَاءِ رَوَائِحٌ
-
-
- لَهُمُ بكُلّ مكانَةٍ تُسْتَنشَقُ
-
مِسْكِيّةُ النّفَحاتِ إلاّ أنّهَا
-
-
- وَحْشِيّةٌ بِسِواهُمُ لا تَعْبَقُ
-
أمُريدَ مِثْلِ مُحَمّدٍ في عَصْرِنَا
-
-
- لا تَبْلُنَا بِطِلابِ ما لا يُلْحَقُ
-
لم يَخْلُقِ الرّحْمنُ مثلَ مُحَمّدٍ
-
-
- أحَداً وَظَنّي أنّهُ لا يَخْلُقُ
-
يا ذا الذي يَهَبُ الكَثيرَ وَعِنْدَهُ
-
-
- أنّي عَلَيْهِ بأخْذِهِ أتَصَدّقُ
-
أمْطِرْ عَليّ سَحَابَ جُودِكَ ثَرّةً
-
-
- وَانظُرْ إليّ برَحْمَةٍ لا أغْرَقُ
-
كَذَبَ ابنُ فاعِلَةٍ يَقُولُ بجَهْلِهِ
-
-
- ماتَ الكِرامُ وَأنْتَ حَيٌّ تُرْزَقُ
-
شعر بشار بن برد عن الحب
وذَات دَلٍّ كانَّ البدر صورتُها
-
-
- باتت تغنِّي عميدَ القلب سكرانا
-
إِنَّ العيونَ التي في طَرْفِها حَوَرٌ
-
-
- قتلننا ثم لم يحيين قتلانا
-
فقُلْتُ أحسنْتِ يا سؤْلي ويا أَمَلِي
-
-
- فأسمعيني جزاكِ الله إحسانا
-
يا حبذا جبلُ الرَّيَّان من جبل
-
-
- وحبذا ساكن الريان مَنْ كانا
-
قالت فَهَلاَّ فدَتْكَ النفس أَحْسنَ مِن
-
-
- هذا لمن كان صبّ القلبِ حيرانا
-
يا قومِ أذْنِي لِبْعضِ الحيِّ عاشقة ٌ
-
-
- والأُذْنُ تَعْشَقُ قبل العَين أَحْيانا
-
فقلتُ أحسنتِ أنتِ الشمسُ طالعة ٌ
-
-
- أَضرمتِ في القلب والأَحشاءِ نِيرانا
-
فأسمعيني صوتاً مطرباً هزجاً
-
-
- يزيد صبًّا محبّاً فيك أشجانا
-
يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُفَّاحاً مُفَلَّجَة ً
-
-
- أوْ كُنْتُ من قُضُبِ الرَّيحان رَيْحَانا
-
حتّى إِذا وَجَدَتْ ريحي فأعْجَبَها
-
-
- ونحنُ في خَلْوة ٍ مُثِّلْتُ إِنسانا
-
فحرَّكتْ عُودَها ثم انثنَتْ طَرَباً
-
-
- تشدو به ثم لا تخفيه كتمانا
-
أصْبحْتُ أَطْوَعَ خلق اللَّه كلِّهِمِ لأَكْثَرِ
-
-
- الخلق لي في الحُبّ عِصيانا
-
فَقُلت: أَطربْتِنا يا زيْنَ مجلسنا
-
-
- فهاتِ إنك بالإحسان أولانا
-
لوْ كنتُ أعلَمُ أَن الحُبَّ يقتلني
-
-
- أعددتُ لي قبلَ أن ألقاكِ أكفانا
-
فَغنَّت الشَّرْبَ صَوْتاً مُؤْنِقاً رَمَلاً
-
-
- يُذْكِي السرور ويُبكي العَيْنَ أَلْوَانا
-
لا يقْتُلُ اللَّهُ من دامَتْ مَودَّتُه
-
-
- واللَّهُ يقتل أهلَ الغدر أَحيانا
-
لا تعذلوني فإنّي من تذكرها
-
-
- نشوانُ هل يعذل الصاحونَ نشوانا
-
لم أدر ما وصفها يقظان قد علمت
-
-
- وقد لهوتُ بها في النومِ أحيانا
-
باتت تناولني فاهاً فألثمهُ
-
-
- جنيّة زُوجت في النوم إنسانا
-
شعر نزار قباني عن الحب
- يا سيِّدتي:
- كنتِ أهم امرأةٍ في تاريخي
- قبل رحيل العامْ.
- أنتِ الآنَ.. أهمُّ امرأةٍ
- بعد ولادة هذا العامْ..
- أنتِ امرأةٌ لا أحسبها بالساعاتِ وبالأيَّامْ.
- أنتِ امرأةٌ..
- صُنعَت من فاكهة الشِّعرِ..
- ومن ذهب الأحلامْ..
- أنتِ امرأةٌ.. كانت تسكن جسدي
- قبل ملايين الأعوامْ..
- يا سيِّدتي:
- يالمغزولة من قطنٍ وغمامْ.
- يا أمطاراً من ياقوتٍ..
- يا أنهاراً من نهوندٍ..
- يا غاباتِ رخام..
- يا من تسبح كالأسماكِ بماءِ القلبِ..
- وتسكنُ في العينينِ كسربِ حمامْ.
- لن يتغيرَ شيءٌ في عاطفتي..
- في إحساسي..
- في وجداني.. في إيماني..
- فأنا سوف أَظَلُّ على دين الإسلامْ..
- يا سيِّدتي:
- لا تَهتّمي في إيقاع الوقتِ وأسماء السنواتْ.
- أنتِ امرأةٌ تبقى امرأةً.. في كلَِ الأوقاتْ.
- سوف أحِبُّكِ..
- عند دخول القرن الواحد والعشرينَ..
- وعند دخول القرن الخامس والعشرينَ..
- وعند دخول القرن التاسع والعشرينَ..
- وسوفَ أحبُّكِ..
- حين تجفُّ مياهُ البَحْرِ..
- وتحترقُ الغاباتْ..
- يا سيِّدتي:
- أنتِ خلاصةُ كلِّ الشعرِ..
- ووردةُ كلِّ الحرياتْ.
- يكفي أن أتهجى إسمَكِ..
- حتى أصبحَ مَلكَ الشعرِ..
- وفرعون الكلماتْ..
- يكفي أن تعشقني امرأةٌ مثلكِ..
- حتى أدخُلَ في كتب التاريخِ..
- وتُرفعَ من أجلي الراياتْ..
- يا سيِّدتي
- لا تَضطربي مثلَ الطائرِ في زَمَن الأعيادْ.
- لَن يتغيرَ شيءٌ منّي.
- لن يتوقّفَ نهرُ الحبِّ عن الجريانْ.
- لن يتوقف نَبضُ القلبِ عن الخفقانْ.
- لن يتوقف حَجَلُ الشعرِ عن الطيرانْ.
- حين يكون الحبُ كبيراً..
- والمحبوبة قمراً..
- لن يتحوّل هذا الحُبُّ
- لحزمَة قَشٍّ تأكلها النيرانْ…
- يا سيِّدتي:
- ليس هنالكَ شيءٌ يملأ عَيني
- لا الأضواءُ..
- ولا الزّيناتُ..
- ولا أجراس العيد..
- ولا شَجَرُ الميلادْ.
- لا يعني لي الشارعُ شيئاً.
- لا تعني لي الحانةُ شيئاً.
- لا يعنيني أي كلامٍ
- يكتبُ فوق بطاقاتِ الأعيادْ.
- يا سيِّدتي:
- لا أتذكَّرُ إلا صوتُكِ
- حين تدقُّ نواقيس الآحادْ.
- لا أتذكرُ إلا عطرُكِ
- حين أنام على ورق الأعشابْ.
- لا أتذكر إلا وجهُكِ..
- حين يهرهر فوق ثيابي الثلجُ..
- وأسمعُ طَقْطَقَةَ الأحطابْ..
- ما يُفرِحُني يا سيِّدتي
- أن أتكوَّمَ كالعصفور الخائفِ
- بين بساتينِ الأهدابْ…
- ما يَبهرني يا سيِّدتي
- أن تهديني قلماً من أقلام الحبرِ..
- أعانقُهُ..
- وأنام سعيداً كالأولادْ…
- يا سيِّدتي:
- ما أسعدني في منفاي
- أقطِّرُ ماء الشعرِ..
- وأشرب من خمر الرهبانْ
- ما أقواني..
- حين أكونُ صديقاً
- للحريةِ.. والإنسانْ…
- يا سيِّدتي:
- كم أتمنى لو أحببتُكِ في عصر التَنْويرِ..
- وفي عصر التصويرِ..
- وفي عصرِ الرُوَّادْ
- كم أتمنى لو قابلتُكِ يوماً
- في فلورنسَا.
- أو قرطبةٍ.
- أو في الكوفَةِ
- أو في حَلَبٍ.
- أو في بيتٍ من حاراتِ الشامْ…
- يا سيِّدتي:
- كم أتمنى لو سافرنا
- نحو بلادٍ يحكمها الغيتارْ
- حيث الحبُّ بلا أسوارْ
- والكلمات بلا أسوارْ
- والأحلامُ بلا أسوارْ
- يا سيِّدتي:
- لا تَنشَغِلي بالمستقبلِ، يا سيدتي
- سوف يظلُّ حنيني أقوى مما كانَ..
- وأعنفَ مما كانْ..
- أنتِ امرأةٌ لا تتكرَّرُ.. في تاريخ الوَردِ..
- وفي تاريخِ الشعْرِ..
- وفي ذاكرةَ الزنبق والريحانْ…
- يا سيِّدةَ العالَمِ
- لا يُشغِلُني إلا حُبُّكِ في آتي الأيامْ
- أنتِ امرأتي الأولى.
- أمي الأولى
- رحمي الأولُ
- شَغَفي الأولُ
- شَبَقي الأوَّلُ
- طوق نجاتي في زَمَن الطوفانْ…
- يا سيِّدتي:
- يا سيِّدة الشِعْرِ الأُولى
- هاتي يَدَكِ اليُمْنَى كي أتخبَّأ فيها..
- هاتي يَدَكِ اليُسْرَى..
- كي أستوطنَ فيها..
- قولي أيَّ عبارة حُبٍّ
- حتى تبتدئَ الأعيادْ
شعر محمود درويش عن الحب
- كما ينبت العشب بين مفاصل صخرة
- وجدنا غريبين يوما
- وكانت سماء الربيع تؤلف نجماً… و نجماً
- وكنت أؤلّف فقرة حب..
- لعينيك.. غنيتها!
- أتعلم عيناك أني انتظرت طويلاً
- كما انتظر الصيف طائر
- ونمت.. كنوم المهاجر
- فعين تنام لتصحو عين.. طويلاً
- وتبكي على أختها
- حبيبان نحن، إلى أن ينام القمر
- ونعلم أن العناق، وأن القبل
- طعام ليالي الغزل
- وأن الصباح ينادي خطاي لكي تستمرّ
- على الدرب يوماً جديداً
- صديقان نحن، فسيري بقربي كفا بكف
- معا نصنع الخبر والأغنيات
لماذا نسائل هذا الطريق .. لأي مصير
- يسير بنا؟
- ومن أين لملم أقدامنا؟
- فحسبي، وحسبك أنّا نسير…
- معاً، للأبد
- لماذا نفتّش عن أغنيات البكاء
- بديوان شعر قديم؟
- ونسأل يا حبنا هل تدوم؟
- أحبك حب القوافل واحة عشب و ماء
- وحب الفقير الرغيف!
- كما ينبت العشب بين مفاصل صخرة
- وجدنا غريبين يوماً
- و نبقى رفيقين دوماً
شعر الحسين بن مطير الأسدي عن الحب
قَضَى اللّهُ يا أَسْماءُ أَنْ لسْتُ زَائِلاً
-
-
- حَتّى يُغْمِضَ العَيْنَ مُغْمِضُ
-
فَحُبُّكِ بَلْوَى غَيْرَ أَنْ لاَ يسُوؤُنِي
-
-
- وإنْ كَانَ بَلْوَى أَنَّنِي لَكِ مُبْغِضُ
-
فَيَا كَبِداً مِنْ لَوْعَةِ الحُبِّ كُلَّما
-
-
- ذكرتُ وَمِنْ رَفْضِ الهَوَى حِينَ يَرْفُضُ
-
وَمِنْ عَبْرَةٍ تُذْرِي الدُّمُوعَ وَزَفْرَةٍ
-
-
- تُقَضْقِضُ أَطْرَافَ الحَشَا حِينَ ننْهَضُ
-
فَمِنْ حُبِّها أَبْغَضْتُ مَنْ كُنْتُ وَامقاً
-
-
- وِمْن حُبِّها أَحْبَبْتُ مَنْ كُنْتُ أُبْغِضُ
-
إذا أنا رضتُ النَفسَ في حُبِّ غَيْرِها
-
-
- إذَا حُبُّها مِنْ دُونِهِ يَتَعَرَّضُ
-
فَيَا لَيْتَنِي أَقْرَضْتُ جَلْداً صَبَابَتِي
-
-
- وأَقْرَضَنِي صَبْراً عَلى الشَّوْقِ مُقْرِضُ
-
شعر سلام كريح المسك بل هو أطيب عن الحب
سلامٌ كريحِ المسك بل هو أطيبُ
-
-
- وأشهى من الماء الزلازلِ وأعذبُ
-
وأحْلَى من الشهد المشوب بسَلْسَلٍ
-
-
- وأعذب من ريقِ الحبيبِ وأطيبُ
-
يفوقُ على نشر الرياحين نفحُهُ
-
-
- ويزرى بريحِ العودِ حين يُقَلَّبُ
-
يُسَلِّى قلوب الوالهين ملاحةً
-
-
- ويذهب بالأحزان أيَّانَ يُعْرِبُ
-
وإن تُلِيَتْ ألفاظُه في مجالسٍ
-
-
- يصيحُ لها طفلٌ وكهلٌ وأشيبُ
-
فطِرسٌ حكَى كَفَّ الكليم وكاعِبٌ
-
-
- يفوقُ ضياء الشمس من قبلِ تَغْرُبُ
-
تضمَّن ألفاظَ المعاني كأنها
-
-
- سُموطٌ من الياقوتِ بل هو أعجبُ
-
وحسن ثناءِ ما هَمَي المزن هاطلا
-
-
- وحَنَّ إلى وادي العتيق مُعَذَّبُ
-
وذكرى تحيَّاتٍ تجدِّدُ ما مضى
-
-
- من الودِّ والإشفاقِ ما لا يغيَّبُ
-
أخصُّ به الزاكي الكريم محمداً
-
-
- فتى المجد والنَّدْبُ الشجاع المجرَّبُ
-
أخو الفضلِ والإحسانِ والبِشر والرضى
-
-
- هو المرتَضَى في كل قلبٍ محبَّبُ
-
وكان جديراً أن نزور دياركم
-
-
- على الرأسِ نَسْعَى لا على الإبْل نركبُ
-
ونَهْوَى بأن نمشى حُفاةً نزوركم
-
-
- ولكنْ فَلاةٌ دون ذاك وسَبْسَبُ
-
شعر صالح مجدي بك عن الحب
كَم قالَ صَبٌّ إِلى دين الغَرام صَبا
-
-
- تَطوّعا وَالكَرى مِن جفنه غَصبا
-
ما حِيلَتي عيل صَبري وَالجَواد كَبا
-
-
- كَيفَ السَبيل إِلى مَرضاة مَن غَضِبا
-
وَحمّل القَلب مِن فَرط الجَفا وَصَبا
-
-
- وَصدّق الكاذب الواشي وَفنّدني
-
وَكُنت أَزعم أَن الدَهر أَسعَدني
-
-
- فَخابَ ظَني وَحَل السقم في بَدَني
-
وَكُلَّما رُمتُ قرباً مِنهُ أَبعدَني
-
-
- مِن غَير ذَنب وَلَم أَعرف لَهُ سَببا
-
شعر ابن سناء الملك عن الحب
هذا الغرامُ غَرِمْتُ آخرَهُ
-
-
- عُدْماً لَهُ ورَبِحتُ أَوَّلَهُ
-
كم قيل لِي فيمَنْ كَلفتُ بِه
-
-
- هَذَا غرامٌ فيه أَوْ وَلَهُ
-
فأَجبت ما قَدْ مرَّ مِنْ جَسَدِي
-
-
- فيه وما أَبْقاه فَهْوَ لَه
-
لَمْ أَنْس ليلاً كَانَ قَصَّرَهُ
-
-
- وَصْلٌ بِمَنْ لو شَاءَ طوّلَه
-
وافى وكانَ الصَحوُ حرَّمَهُ
-
-
- حتى رأَيت السُّكْرَ حلَّله
-
وشربت من يَدِه مُشَعْشَعَةً
-
-
- عَلَّت عليلاً كان علَّلَه
-
ونَبَذْتُ منديلي بِمَسْحِ فمي
-
-
- جعَلْتُ منديلي مُقَبَّلَهُ
-