قصيدة البدر: أروع قصيدة شعر في تصنيف الآداب” يمكن إعادة صياغته ليصبح: “قصيدة

شيماء الصاعدي
5 دقيقة للقراءة

قصيدة هل البدر إلا ما حواه لثامها

يقول الشهاب محمود بن سلمان:

هل البدر إلا ما حواه لثامها

أو الصبح إلا ما جلاه ابتسامها

أو النار إلا ما بدا فوق خدها

سناها وفي قلب المحب ضرامها

أقامت بقلبي إذ أقام بحبها

فدارتها قلبي وداري خيامها

مهاة نقاً لو يستطاع اقتناصها

وكعبة حسن لو يطاق استلامها

إذا ما نضت عنها اللثام وأسفرت

تقشع من شمس النهار غمامها

نهاية حظي أن أقبل تربها

وأيسر حظ للثام التثامها

تريك محيا الشمس في ليل شعرها

على قيد رمح وجهها وقوامها

وتزهى على البدر المنير فإنها

مدى الدهر لا يخشى السرار تمامها

تغني على أعطافها ورق حليها

إذا ناح في هيف الغصون حمامها

تردد بين الخمر والسحر لحظها

وحازها والدر أيضاً كلامها

كلانا نشاوي غير أن جفونها

مدام المعنى والدلال مدامها

وليلة زارت والثريا كأنها

نظاماً وحسناً عقدها وابتسامها

وحيت فأحيت ما أمات صدودها

وردت فرد الروح في سلامها

وقالت بعيني ذا السقام الذي أرى

فقلت وهل بلواي إلا سقامها

فأبدت ثناياها فقل في خميلة

بدا نورا وانشق عنها كمامها

وأبعدت لا بل سمط در تصونه

بأصداف ياقوت لماها ختامها

وقالت وما للعين عهد بطيفها

ولا النوم مذ صدت وعز مرامها

لقد أتعبت عيني جفونك في الدجى

فقلت سلي جفنيك أين منامها

وما علمت أن الرقاد وقد جفت

كمثل حياتي في يديها زمامها

وكم ليلة سامرت فيها نجومها

كأني راع ضل عنه سوامها

كأن الثريا والهلال ودارة

حوته وقد زان الثريا التئامها

حباب طفا من حول رفرف فضة

بكف فتاة طاف بالراح جامها

كأن نجوماً في المجرة خرد

سواق رماها في غدير زحامها

كأن رياضاً قد تسلسل ماؤها

فشقت أقاحيها وشاق خزامها

كأن سنا الجوزاء إكليل جوهر

أضاءت لآليه فراق انتظامها

كأن لدى النسرين في الجو غلمة

رماة رمى ذا دون هذا سهامها

كأن سهيلاً والنجوم وراءه

صفوف صلاة قام فيها إمامها

كأن الدجى هيجاء جرت نجومه

أسنتها والبرق فيها حسامها

كأن الرجوم الهاديات فوارس

تساقط ما بين الأسنة هامها

كأن سنا المريخ شعلة قابس

تلوح على بعدويخفى ضرامها

كأن السها صب سها نحو إلفه

يراعي الليالي جفنه لا ينامها

كأن خفوق القلب قلب متيم

رأى بلدة الأحباب أقوى مقامها

كأن ثريا أفقه في انبساطها

يمين كريم لا يخاف انضمامها

كأن بفتح الدين في جوده اقتدت

فروى الروابي والأكام انركامها

قصيدة إذا ما طاف بالشرفة ضوء القمر

يقول علي محمود طه:

إذا ما طاف بالشرفة ضوء القمر المُضنى

ورفّ عليكِ مثل الحلم أو إشراقة المعنى

وأنت على فراش الطهر، كالزنبقة الوسنى

فضمي جسمك العاري، وصوني ذلك الحسنا

أغار عليك من سابٍ، كأن لضوئه لحنا

تدق له قلوب الحور أشواقاً إذا غنى

رقيق اللمس، عربيدٌ، بكل مليحةٍ يُعنى

جريء، إن دعاه الشوق، أن يقتحم الحصنا

أغار أغار إن قبل هذا الثغر أو ثنى

و لفَّ النهد فى لينٍ، وضم الجسد اللدنّا

فإن لضوئه قلباً وإنّ لسحره جفناً

يصيد الموجة العذراء من أغوارها وهنا

فردي الشرفة الحمراء دون المخدع الأسنى

وصونى الحسن من ثورة هذا العاشق المضنى

مخافة أن يظن الناس في مخدعك الظنا

فكم أقلقت من ليلٍ، وكم من قمرٍ جنّا.

قصيدة قمرَ الأماني يا قمر

يقول إبراهيم ناجي:

قمرَ الأماني يا قمر.
إني بهمٍّ مسقمِ.
أنت الشفاء المدَّخر
أفرغ خلودك في الشباب
واخلعْ على قلبي الصفاءْ
خذني اليك ونجّني.
مما أعاني في الثرى.
مهما تسامى موضعُكْ.
وعلا مكانُك في الوجودْ.
فأنا خيالُك أتبعُكْ ظمآن.
أرشفُ ما تجودْ قمرَ الأماني.
يا قمر إني بهمٍّ مسقمِ.
أنت الشفاءُ المدَّخرْ.
فاسكب ضياءك في دمي.
أفرِغ خلودَكَ في الشبابْ.
واخلعْ على قلبي الصفاءْ.
أسفاً لعمرٍ كالحبابْ.
والكأسُ فائضة شقاءْ.
خذني إليك ونجّني.
مما أعاني في الثرى.
قدحي ترنَّق فاسقني.
قدح الشعاع مطهّر.

يا قمر الليل إذا أظلما

يقول الشاعر ابو نواس:

يا قَمَرَ اللَيلِ إِذا أَظلَما

هَل يَنقُصُ التَسليمُ مَن سَلَّما

قَد كُنتُ ذا وَصلٍ فَمَن ذا الَّذي

عَلَمَّكَ الهِجرانَ لا عَلَّما

إِن كُنتَ لي بَينَ الوَرى ظالِماً

رَضيتُ أَن تَبقى وَأَن تَظلِما

هَذا ابنُ إِسماعيلَ يَبني العُلى

وَيَصطَفي الأَكرَمَ فَالأَكرَما

يَزيدُ ذا المالِ إِلى مالِهِ

وَيَخلُفُ المالَ لِمَن أَعدَما

يَرى انتِهازَ الحَمدِ أُكرومَةً

لَيسَ كَمَن إِن جِئتَهُ صَمَّما

سَل حَسَناً تَسأَل بِهِ ماجِداً

يَرى الَّذي تَسأَلُهُ مَغنَما
شارك في هذا المقال
أنا شيماء الصاعدي، كاتبة شغوفة بمجال الآداب، حيث أجد في الكلمات وسيلة للتعبير عن أعمق المشاعر والأفكار. حصلت على درجة البكالوريوس في الأدب العربي من جامعة القاهرة، ومنذ ذلك الحين كرست حياتي لدراسة وكتابة النصوص الأدبية التي تحاكي الروح الإنسانية. لدي خبرة تمتد لأكثر من خمس سنوات في كتابة المقالات النقدية والقصص القصيرة التي تنشر في مجلات أدبية مرموقة. أسعى دائمًا لاستكشاف الأبعاد الثقافية والتاريخية في الأدب، وأؤمن بأن الكتابة هي جسر يربط بين الحضارات والأجيال. شغفي يكمن في صياغة النصوص التي تترك أثرًا في قلوب القراء وتدفعهم للتفكير والتأمل.
Leave a Comment