قصائد الحب والفراق في الشعر الجاهلي: أروع أشعار الوداع في الأدب العربي

شيماء الصاعدي
2 دقيقة للقراءة

قصيدة قِفا نبكِ من ذكرى حبيب ومنزلِ

قال امرؤ القيس في قصيدته:
قِفا نَبكِ مِن ذِكرى حَبيبٍ وَمَنزِلِ

بِسِقطِ اللِوى بَينَ الدَخولِ فَحَومَلِ

فَتوضِحَ فَالمِقراةِ لَم يَعفُ رَسمُه

لِما نَسَجَتها مِن جَنوبٍ وَشَمأَلِ

تَرى بَعَرَ الآرامِ في عَرَصاتِه

وَقيعانِها كَأَنَّهُ حَبُّ فُلفُلِ

كَأَنّي غَداةَ البَينِ يَومَ تَحَمَّلوا

لَدى سَمُراتِ الحَيِّ ناقِفُ حَنظَلِ

وُقوفًا بِها صَحبي عَلَيَّ مَطِيِّهُم

يَقولونَ لا تَهلِك أَسىً وَتَجَمَّلِ

وَإِنَّ شِفائي عَبرَةٌ مَهَراقَةٌ

فَهَل عِندَ رَسمٍ دارِسٍ مِن مُعَوَّلِ

كَدَأبِكَ مِن أُمِّ الحُوَيرِثِ قَبلَه

وَجارَتِها أُمِّ الرَبابِ بِمَأسَلِ

فَفاضَت دُموعُ العَينِ مِنّي صَبابَةً

عَلى النَحرِ حَتّى بَلَّ دَمعِيَ مِحمَلي

أَلا رُبَّ يَومٍ لَكَ مِنهُنَّ صالِحٌ

وَلا سِيَّما يَومٍ بِدارَةِ جُلجُلِ

وَيَومَ عَقَرتُ لِلعَذارى مَطِيَّتي

فَيا عَجَبًا مِن كورِها المُتَحَمَّلِ

فَظَلَّ العَذارى يَرتَمينَ بِلَحمِه

وَشَحمٍ كَهُدّابِ الدِمَقسِ المُفَتَّلِ

وَيَومَ دَخَلتُ الخِدرَ خِدرَ عُنَيزَةٍ

فَقالَت لَكَ الوَيلاتُ إِنَّكَ مُرجِلي

تَقولُ وَقَد مالَ الغَبيطُ بِنا مَع

عَقَرتَ بَعيري يا اِمرَأَ القَيسِ فَاِنزُلِ

قصيدة أمر على الديار

قال قيس بن الملوح في قصيدته:
أمر على الديار ديار ليلى

بقلب في جناح الوجد طارا

فامكث ف جوانبها بشوق

أقبل ذا الجدار وذا الجدارا

وما حب الديار شغفن قلبي

ولا هبهن أجج في نارا

ولا حسن الرسوم أطار نومي

ولكن حب من سكن الديارا

قصيدة نقل فؤادك حَيْثُ شِئْـتَ مِنَ الهَـوَى

قال أبو تمام في قصيدته:

نَقِّلْ فُـؤَادَكَ حَيْثُ شِئْـتَ مِنَ الهَـوَى
مَـا الحُـبُّ إِلاَّ لِلْـحَبِيــبِ الأَوَلِ
كَـمْ مَنْـزِلٍ فِي الأَرْضِ يَأْلَفُهُ الفَتَـى
وحَـنِينُــهُ أَبَــداً لأَوَّلِ مَنْــزِلِ
الحُـبُّ رُوحُ الكَــوْنِ لَـوْلاهُ
لَمَـا عَاشَـتْ بِهِ الأَحْـيَاءُ بِضْـعَ ثَوَانِـي
الحُـبُّ يَنْبُـوعُ الحَيَــاةِ تَفَجَّـرَتْ
مِـنْ رَاحَتَيْـهِ سَـعَـادَةُ الأَكْـوَان

قصيدة سما لك شوق

سَما لَكَ شَوقٌ بَعدَما كانَ أَقصَرا

وَحَلَّت سُلَيمى بَطنَ قَوِّ فَعَرعَرا

كِنانِيَّةٌ بانَت وَفي الصَدرِ وُدُّه

مُجاوِرَةٌ غَسّانَ وَالحَيُّ يَعمُرا

بِعَينَيَّ ظَعنُ الحَيِّ لَمّا تَحَمَّلو

لَدى جانِبِ الأَفلاجِ مِن جَنبِ تَيمَرى

فَشَبَّهتَهُم في الآلِ لَمّا تَكَمَّشو

حَدائِقَ دومِ أَو سَفيناً مُقَيَّرا

أَوِ المُكرَعاتِ مِن نَخيلِ اِبنِ يامِنٍ

دُوَينَ الصَفا اللائي يَلينَ المُشَقَّرا
شارك في هذا المقال
أنا شيماء الصاعدي، كاتبة شغوفة بمجال الآداب، حيث أجد في الكلمات وسيلة للتعبير عن أعمق المشاعر والأفكار. حصلت على درجة البكالوريوس في الأدب العربي من جامعة القاهرة، ومنذ ذلك الحين كرست حياتي لدراسة وكتابة النصوص الأدبية التي تحاكي الروح الإنسانية. لدي خبرة تمتد لأكثر من خمس سنوات في كتابة المقالات النقدية والقصص القصيرة التي تنشر في مجلات أدبية مرموقة. أسعى دائمًا لاستكشاف الأبعاد الثقافية والتاريخية في الأدب، وأؤمن بأن الكتابة هي جسر يربط بين الحضارات والأجيال. شغفي يكمن في صياغة النصوص التي تترك أثرًا في قلوب القراء وتدفعهم للتفكير والتأمل.
Leave a Comment