شعر الشنفري الأزدي في الحب
أَصبَحتُ بَينَ جِبالِ قَوٍّ
إِذا أَصبَحتُ بَينَ جِبالِ قَوٍّ
-
-
- وَبيضانِ القُرى لَم تَحذَريني
-
فَإِمّا أَن تَوَدّينا فَنَرعى
-
-
- أَمانَتَكُم وَإِمّا أَن تَخوني
-
سَأُخلِي لِلظَّعينَةِ ما أَرادَت
-
-
- وَلَستُ بِحارِسٍ لَكِ كُلَّ حينِ
-
إِذا ما جِئتِ ما أَنهاكِ عَنهُ
-
-
- وَلَم أُنكِر عَلَيكِ فَطَلِّقيني
-
فَأَنتِ البَعلُ يَومَئِذٍ فَقومي
-
-
- بِسَوطِكِ لا أَبا لَكِ فَاِضرِبيني2
-
أَلا لَيتَ شِعرِيَ وَالتَلَهُّفُ ضَلَّةٌ
أَلا لَيتَ شِعرِيَ وَالتَلَهُّفُ ضَلَّةٌ
-
-
- بِما ضَرَبَت كَفُّ الفَتاةِ هَجينَها
-
وَلَو عَلِمَت قُعسوسُ أَنسابَ وَالِدي
-
-
- وَوالِدِها ظَلَّت تَقَاصَرُ دونَها
-
أَبي اِبنُ خِيارِ الحُجر بَيتاً وَمَنصِباً
-
-
- وَأُمّي اِبنَةُ الأحرَارِ لَو تَعرِفينَها
-
إِذا قُلتُ بَعضَ القَولِ بَيني وبَينَها
-
-
- تَؤُمُّ بَياضَ الوَجهِ مِنِّي يَمينَها3
-
وَلا تَقبُروني إِنَّ دَفني مُحَرَّمٌ
وَلا تَقبُروني إِنَّ دَفني مُحَرَّمٌ
-
-
- عَلَيكُم وَلَكِن أَبشِري أُمَّ عامِرِ
-
إِذا ضَرَبوا رَأسي وَفي الرَأسِ أَكثَري
-
-
- وَغودِرَ عِندَ المُلتَقى ثَمَّ سائِري
-
هُنالِكَ لا أَرجو حَياةً تَسُرُّني
-
-
- سَجيسَ اللَيالِي مُبسَلاً بِالجَرائِرِ
-
لَقُلتُ لها قَد كانَ ذَلِكَ مَرَّةً
-
-
- ولَستُ على ما قَد عَهدتُ بِقادِرِ4
-
قصيدة ألا أم عمرو أجمعت فاستقلت
أَلا أَمُّ عَمرو أَجمَعَت فَاِستَقَلَّتِ
-
-
- وَما وَدَّعَت جيرانَها إِذ تَوَلَّتِ
-
وَقَد سَبَقَتنا أُمُّ عَمرو بِأَمرِها
-
-
- وَكَانَت بِأَعناقِ المَطِيَّ أَظَلَّتِ
-
بِعَينَيَّ ما أَمسَت فَباتَت فَأَصبحَتَ
-
-
- فَقَضَّت أُموراً فَاِستَقَلَّت فَوَلَّتِ
-
فَوَا كَبِدا عَلى أُمَيمَةَ بَعدَما
-
-
- طَمِعتُ فَهَبها نِعمَةَ العَيشِ زَلَّتِ
-
فَيا جارَتي وَأَنتِ غَيرُ مُليمَةٍ
-
-
- إِذ ذُكِرتُ وَلا بِذاتِ تَقَلَّتِ
-
لَقَد أَعجَبَتني لا سَقوطاً قِناعُها
-
-
- إِذا ما مَشَت وَلا بِذاتِ تَلَفُّتِ
-
تَبيتُ بُعَيدَ النَومِ تُهدي غَبوقَها
-
-
- لِجارَتِها إِذا الهَدِيَّةُ قَلَّتِ
-
تَحُلُّ بِمَنجاةٍ مِنَ اللَومِ بَيتَها
-
-
- إِذا ما بُيوتٌ بِالمَذَمَّةِ حُلَّتِ
-
كَأَنَّ لَها في الأَرضِ نِسياً تَقُصُّهُ
-
-
- عَلى أَمَّها وَإِن تُكَلَّمكَ تَبلَتِ
-
أُمَيمَةُ لا يُخزى نَثاها حَليلَها
-
-
- إِذا ذُكَرِ النِسوانُ عَفَّت وَجَلَّتِ
-
إِذا هُوَ أَمسى آبَ قُرَّةَ عَينِهِ
-
-
- مَآبَ السَعيدِ لَم يَسَل أَينَ ظَلَّتِ
-
فَدَقَّت وَجَلَّت وَاِسبَكَرَّت وَأُكمِلَت
-
-
- فَلَو جُنَّ إِنسانٌ مِنَ الحُسنِ جُنَّتِ
-
فَبِتنا كَأَنَّ البَيتَ حُجَّرَ فَوقَنا
-
-
- بِرَيحانَةٍ ريحَت عِشاءً وَطَلَّتِ
-
بِرَيحانَةٍ مِن بَطنِ حَليَةَ نَوَّرَت
-
-
- لَها أَرَجٌ ما حَولَها غَيرُ مُسنِتِ
-
وَباضِعَةٍ حُمرِ القِسِيَّ بَعَثتُها
-
-
- وَمَن يَغزُ يَغنَم مَرَّةً وَيُشَمَّتِ
-
خَرَجنا مِنَ الوادي الَّذي بَينَ مِشعَلٍ
-
-
- وَبَينَ الجَبا هَيهاتَ أَنشَأتُ سُرَبتي
-
أُمَشّي عَلى الأَرضِ الَّتي لَن تَضُرَّني
-
-
- لِأَنكِيَ قَوماً أَو أُصادِفَ حُمَّتي
-
أُمَشّي عَلى أَينِ الغَزاةِ وَبُعدَها
-
-
- يُقَرَّبُني مِنها رَواحي وَغُدوَتي
-
وَأُمَّ عِيالٍ قَد شَهِدتُ تَقوتُهُم
-
-
- إِذا أَطعَمَتهُم أَوتَحَت وَأَقَلَّتِ
-
تَخافُ عَلَينا العَيلَ إِن هِيَ أَكثَرَت
-
-
- وَنَحنُ جِياعٌ أَيَّ آلٍ تَأَلَّتِ
-
وَما إِن بِها ضِنُّ بِما في وِعائِها
-
-
- وَلَكِنَّها مِن خيفَةِ الجوعِ أَبقَتِ
-
مُصَعِلكَةٌ لا يَقصُرُ السِترُ دونَها
-
-
- وَلا تُرتَجى لِلبَيتِ إِن لَم تُبَيَّتِ
-
لَها وَفضَةٌ مِنها ثَلاثونَ سَيحَفاً
-
-
- إِذا آنَسَت أولى العَدِيَّ اقشَعَرَّتِ
-
وَتَأتي العَدِيَّ بارِزاً نِصفُ ساقِها
-
-
- تَجولُ كَعَيرِ العانَةِ المُتَلَفَّتِ
-
إِذا فَزِعوا طارَت بِأَبيَضَ صارِمٍ
-
-
- وَرامَت بِما في جَفرِها ثُمَّ سَلَّتِ
-
حُسامٌ كَلَونِ المِلح صافٍ حَديدُهُ
-
-
- جُرازٍ كَأَقطاع الغَدير المُنَعَّتِ
-
تَراها أمامَ الحَيِّ حينَ تَشايَحوا
-
-
- لدى مَنكِبَيها كُلُّ أبيَضَ مُصلِتِ
-
تَراها كَأَذنابِ الحَسيلِ صَوادِراً
-
-
- وَقَد نَهِلَت مِنَ الدِماءِ وَعَلَّتِ
-
قَتَلنا قَتيلاً مُهدِياً بِمُلَبَّدٍ
-
-
- جِمارَ مِنًى وَسطَ الحَجيج المُصَوَّتِ
-
فَإِن تُقبِلوا تُقبِل بِمَن نيلَ مِنهُمُ
-
-
- وَإِن تُدبِروا فَأُمُّ مَن نيلَ فَيأتِ
-
جَزَينا سَلامانَ بنَ مُفرِجَ قَرضَها
-
-
- بِما قَدَّمَت أَيديهِمُ وَأَزَلَّتِ
-
وَهُنَّئَ بي قَومٌ وَما إِن هَنَأتُهُم
-
-
- وَأَصبَحتُ في قَومٍ وَلَيسوا بِمُنيَتي
-
شَفَينا بِعَبدِ اللَهِ بَعضَ غَليلِنا
-
-
- وَعَوفٍ لَدى المَعدى أَوانَ اِستَهَلَّتِ
-
إِذا ما أَتَتني مِيتَتي لَم أُبالِها
-
-
- وَلَم تُذرِ خالاتي الدُموعَ وَعَمَّتي
-
وَلَو لَم أَرِم في أَهلِ بَيتي قاعِداً
-
-
- إِذَن جاءَني بَينَ العَمودَين حُمَّتي
-
أَلا لا تَعُدني إِن تَشَكَّيتُ خُلَّتي
-
-
- شَفاني بِأَعلى ذي البُرَيقَين غَدَوتي
-
وَإنّي لَحُلوٌ إِن أُرِيَدت حَلاوَتي
-
-
- وَمُرٌّ إِذا نَفسُ العَزوفِ استَمَرَّتِ
-
أَبيٌّ لِما آبي سَريعٌ مَباءَتي
-
-
- إِلى كُلَّ نَفسٍ تَنتَحي في مَسَرَّتي5
-
المراجع
- لأبي فيد مؤرج بن عمرو السدوسي ت 195 هـ، شعر الشنفرى الأزدي، صفحة 1-92. بتصرّف.
- “إذا أصبحت بين جبال قوو”، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 5/1/2022.
- “ألا ليت شعري والتلهف ضلة”، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 5/1/2022.
- “وَلا تَقبُروني إِنَّ دَفني مُحَرَّمٌ”، بوابة الشعراء. بتصرّف.
- “ألا أم عمرو أجمعت فاستقلت”، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 4/1/2022.