فهم حديث (من أطاع الله دخل الجنة) في الإسلام

فراس الأحمد
4 دقيقة للقراءة

حديث (من أطاعني دخل الجنة)

أخرج البخاري عن أبي هريرة -رضي الله عنه- في صحيحه أنّ النّبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (كُلُّ أُمَّتي يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ إِلَّا مَن أَبَى، قالوا: يا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَن يَأْبَى؟ قالَ: مَن أَطَاعَنِي دَخَلَ الجَنَّةَ، وَمَن عَصَانِي فقَدْ أَبَى).1

شرح حديث (من أطاعني دخل الجنة)

مفردات الحديث

في الحديث مفردات آتيًا بيان معانيها:

  • أَبَى: اِمْتَنَعَ وَعَصَى.2
  • عَصَانِي: خالف أمره وعانده.3

المعنى الإجماليّ للحديث

أمر الله تعالى بطاعة أمر نبيّه الكريم محمد -صلى الله عليه وسلم- قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ4 وفي الحديث يخبرنا النّبي -عليه الصلاة والسلام- بأنّ النّاس من أمته ستدخل الجنّة، والمقصود بأمته؛ أي أمّة الدّعوة وهي كل النّاس؛ وعلى هذا فيكون من أبى هم الكفّار الذين امتنعوا عن الإيمان بدعوة النّبي -عليه الصلاة والسلام-، وقيل إن المراد بأمّته هي أمّة الإجابة، أي ممن أطاعه والتزم أمره، فإنّ الجزاء الجنّة إلا من عصى أمره وعانده من العصاة وهذا زجرٌ لهم.5

ما يُستفاد من الحديث

في الحديث جملةٌ من المعاني والفوائد، نذكر منها ما يلي:5

  • وجوب طاعة النّبي -عليه الصلاة والسلام-.
  • أنّه من أطاع النّبي -صلى الله عليه وسلم- فله الجنّة ومن عصاه فله النار.

آيات في وجوب طاعة النّبي

ورد في القرآن الكريم آيات دالة على وجوب طاعة النّبي -صلى الله عليه وسلم- نستعرض بعضها تاليًا:6

  • قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ}.7
  • قال تعالى: {قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ}.8
  • قال تعالى: {وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}.9
  • قال تعالى: {مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ}.10
  • قال تعالى: {قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ}.11
  • قال تعالى: {وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا}.12

أحاديث في وجوب طاعة النّبي

ونذكر تاليًا بعض الأحاديث الدّالة على وجوب طاعة النّبي -صلى الله عليه وسلم-:6

  • ما رواه أبو سعيد بن المعلى -رضي الله عنه- قال: (كُنْتُ أُصَلِّي، فَدَعانِي النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَلَمْ أُجِبْهُ، قُلتُ: يا رَسولَ اللَّهِ إنِّي كُنْتُ أُصَلِّي، قالَ: ألَمْ يَقُلِ اللَّهُ: اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ ولِلرَّسُولِ إذا دَعاكُمْ؟، ثُمَّ قالَ: ألا أُعَلِّمُكَ أعْظَمَ سُورَةٍ في القُرْآنِ قَبْلَ أنْ تَخْرُجَ مِنَ المَسْجِدِ، فأخَذَ بيَدِي، فَلَمَّا أرَدْنا أنْ نَخْرُجَ، قُلتُ: يا رَسولَ اللَّهِ، إنَّكَ قُلْتَ: لَأُعَلِّمَنَّكَ أعْظَمَ سُورَةٍ مِنَ القُرْآنِ قالَ: الحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العالَمِينَ، هي السَّبْعُ المَثانِي، والقُرْآنُ العَظِيمُ الذي أُوتِيتُهُ).13
  • ما روته عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- أنها قد قالت: (قَدِمَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ لأَرْبَعٍ مَضَيْنَ مِن ذِي الحِجَّةِ، أَوْ خَمْسٍ، فَدَخَلَ عَلَيَّ وَهو غَضْبَانُ فَقُلتُ: مَن أَغْضَبَكَ، يا رَسولَ اللهِ؟ أَدْخَلَهُ اللَّهُ النَّارَ، قالَ: أَوَما شَعَرْتِ أَنِّي أَمَرْتُ النَّاسَ بأَمْرٍ، فَإِذَا هُمْ يَتَرَدَّدُونَ؟ قالَ الحَكَمُ: كَأنَّهُمْ يَتَرَدَّدُونَ أَحْسِبُ، ولو أَنِّي اسْتَقْبَلْتُ مِن أَمْرِي ما اسْتَدْبَرْتُ، ما سُقْتُ الهَدْيَ مَعِي حتَّى أَشْتَرِيَهُ، ثُمَّ أَحِلُّ كما حَلُّوا).14

المراجع

  1. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:7280، حديث صحيح.
  2. “معنى أبى”، معجم المعاني، اطّلع عليه بتاريخ 23/1/2022.
  3. “معنى عصى”، معجم المعاني، اطّلع عليه بتاريخ 23/1/2022. بتصرّف.
  4. سورة النساء، آية:59
  5. ^ أ ب “شرح حديث من أطاعني دخل الجنة”، الدرر الينية، اطّلع عليه بتاريخ 23/1/2022. بتصرّف.
  6. ^ أ ب “وجوب طاعة النبي صلى الله عليه وسلم”، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 23/1/2022.
  7. سورة الأنفال، آية:20
  8. سورة آل عمران، آية:32
  9. سورة آل عمران، آية:132
  10. سورة النساء، آية:80
  11. سورة النور، آية:54
  12. سورة الحشر، آية:7
  13. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي سعيد بن المعلى، الصفحة أو الرقم:5006، حديث صحيح.
  14. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عأئشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:1211، حديث صحيح.
شارك في هذا المقال
صورة شخصية الكاتب فراس الأحمد - متخصص في تاريخ الفكر الإسلامي
بواسطة فراس الأحمد
أنا فراس الأحمد، كاتب وباحث شغوف بدراسة الإسلام وتاريخه العريق. حصلت على درجة الماجستير في الدراسات الإسلامية من جامعة الأزهر، حيث ركزت على تاريخ الفكر الإسلامي وتأثيره على الحضارات. لدي خبرة تمتد لأكثر من عشر سنوات في الكتابة والبحث، حيث نشرت العديد من المقالات والكتب التي تناقش القضايا المعاصرة من منظور إسلامي. شغفي يكمن في توضيح الجوانب التاريخية والفكرية للإسلام، وأسعى دائمًا لتقديم محتوى يجمع بين الأصالة والمعاصرة. أهدف من خلال كتاباتي إلى بناء جسور من التفاهم بين الثقافات المختلفة، وإبراز جمال وقيم الإسلام في حياتنا اليومية.
Leave a Comment