تلخيص قصة قنديل وهاشم: جوانب مثيرة من الحكاية

شيماء الصاعدي
3 دقيقة للقراءة

تحكي الرواية عن شاب اسمه اسماعيل ، قد أنهى دراسته في المرحلة الثانويّة ، فقام بالمغادرة متجهاً لأوروبا ليدرس هناك اختصاص طب العيون ، ليعود في يومٍ يحمل شهادة الطب ، وإذ به يرى أمه تقوم بوضع القطرة العينيّة لابنة عمّه التي أصيبت بالرمد ، وكانت القطرة عبارة عن زيت قد أخذ من القنديل المبارك الموجود في مقام السيدة زينب .

قام اسماعيل بإجراء فحص لعيني ابنة عمّه ، ليتبيّن لديه بأنّ جفنيها قد أصابهما التلف من آثار الرمد ، وأيضاً فإن الضرر قد أصاب المقل ، ليبدي انزعاجه إذ أنّها لو توفّرت لها الرعاية الصحيّة وعلاجٍ مناسبٍ لكان وضع عينيها بأحسن حال ، وما استعمال الزيت إلاّ ضرراً كبيراً كان لها بسبب حرارته التي تؤذي العين .

يعلو صوت اسماعيل على امه بكثير من الانفعال ، ويتّهمها بأنها تمارس الخرافات في معتقدها ، إذ أنّه في الدين لا يوجد هكذا طقوس ، ليستنكر بدوره مدى الرجعية التي ما زالت بلدته وأبنائها مغرقين فيها ، وخاصّة هو الذي تعرّف على الحضارة الأوروبيّة ، وعلى تطوّر فكر أهل تلك البلاد ، ويشتدّ غضبه إذ كيف لهذا الزيت الذي يكوي المقلة من شدة حرارته أن يعتقد به شفاءً .

قام اسماعيل بفتح عيادةٍ خاصة به ليعالج المرضى في حي ( السيّدة زينب) ، ولكنّه كان دائم الاستغراب من تأخر شفاء مرضاه ، فيكتشف بعد فترة قصيرة ، بأنّ جميع سكّان الحي يتعالجون بزيت القنديل ذاته ، ليفقد صوابه من هذه الخرافات ، وهذه الممارسات الخاطئة ، وما كان منه إلاّ أن حطّم قنديل الزيت هذا ، وبكثيرٍ من ألفاظ اللعن والسباب التي يغرق فيها مجتمعه .

وما حصد اسماعيل من فعلته هذه ، إلاّ اتهام أهل الحي له بالإساءة لتعاليم الدين ، ليهاجموه ويبتعدوا عنه ، وكذلك الأمر بالنسبة لعائلته ، حيث أصبح منبوذاً .
تخلّلت القصّة صراعاتٍ كثيرة حدثت مع اسماعيل ، وخاصّة فشله في إعادة النظر لعين فاطمة ، مما جعله يعيد ترتيب نفسه وتصرفاته ، حيث وقف يتأمّل ما جناه نتيجة لتهجّمه على معتقدات مجتمعه .

عاود اسماعيل من جديد فتح عيادته هذه ، حيث أخذ يواظف على حمل زيت القنديل معه للعيادة ، وهي محاولة منه لعقد صلح مع أهل حيه ، وليقنعهم بأنّ إيمانه الذي تربّى عليه لا يتزعزع ، وبأنّه يؤمن بفاعلية الزيت في الشفاء ، وبأنّه لم يتخلّ لحظة عن معتقداته هذه ، كجميع أفراد مجتمعه ، ولو أنّه درس في أوربا ، وهو يحاول بطريقة أو بأخرى أن يصالح المجتمع الشرقي الممتلئ بالتمسّك بالدين والمعتقدات ، وبين العلم الذي تعلّمه في أوربا .

شارك في هذا المقال
أنا شيماء الصاعدي، كاتبة شغوفة بمجال الآداب، حيث أجد في الكلمات وسيلة للتعبير عن أعمق المشاعر والأفكار. حصلت على درجة البكالوريوس في الأدب العربي من جامعة القاهرة، ومنذ ذلك الحين كرست حياتي لدراسة وكتابة النصوص الأدبية التي تحاكي الروح الإنسانية. لدي خبرة تمتد لأكثر من خمس سنوات في كتابة المقالات النقدية والقصص القصيرة التي تنشر في مجلات أدبية مرموقة. أسعى دائمًا لاستكشاف الأبعاد الثقافية والتاريخية في الأدب، وأؤمن بأن الكتابة هي جسر يربط بين الحضارات والأجيال. شغفي يكمن في صياغة النصوص التي تترك أثرًا في قلوب القراء وتدفعهم للتفكير والتأمل.
Leave a Comment