تأثير ذكريات الطفولة على نواحي حياتنا: دراسة موجزة

شيماء الصاعدي
3 دقيقة للقراءة

الطفولة :من أهم المراحل التي يمر بها الانسان ، فهي المرحلة النقية الخالية من الهموم والمشاعر السلبية ، والغيرة والحقد وغيرها ، فما أجمل من لحظات نجلس بها لوحدنا ، ونقوم بالتفكير باللحظات السابقة ، والتي تجعلنا نشعر بالدفء ، فمرحلة الطفولة كانت مريحة جدا  ، لا مسؤلية فيها ، ولا هموم ، وأي شيء كان يقهرنا كنا نجد من يقف بجانبنا ،ليخلصنا من همومنا بلعبة أو بهدية أو بحلوى وغيرها ، فهذ الأمور جعلت الامور أبسط بالنسبة للكثيرين ،فما أجمل الحياة في تلك الفترات ، وما أجمل أن نجلس بجوار المدفأة في يوم ماطر نتذكر فيها كيف كنا نجلس تحت قطرات المطر  ، ونتركها تدخل لأفواهنا بكل بساطة وعفوية ، ثم نعود إلى البيت ، وقد تلطخت ملابسنا بالطين ، وماء المطر العذب ، فتقابلنا الأم بكل حنانها ، وتقوم بتغيير ملابسنا بكل حنان ، وتطلب منا ألا نعيد هذه الحركات ، لئلا نمرض ، فكانت هذه اللحظات من أجمل أيام حياتنا ، ولا يمكن أن ننكر هذا ، وعندما كبرنا تكاثرت علينا الهموم ، وأصبحت المشاكل الرفيق الأهم لحياتنا ، ولا زلنا حتى اليوم نتمنى من الله أن يعيدنا إلى تلك اللحظات ، وبعدها نتمنى ألا نكبر أبداً ، فهذه المرحلة كان الأجدر بها ألا تنتهي على الإطلاق ، لولا أن هذه هي سنة الحياة ، وهذه هي الدرب الوحيد لتمشي الحياة بمسارها الصحيح . وحديثنا اليوم سيدور عن كتاب الرجوع للطفولة للكاتبة ليلى أبو زيد ، وهو كتاب عريق ،سنتحدث عنه بالتفصيل :

فكتاب الرجوع إلى الطفولة يتناول حياة الكاتبة الخاصة به ، واستطاعت أن تجد دربها من خلال خطوات محددة اتخذتها للعودة للطفولة ، فلولا هذا الرجوع ، لما استطاعت أن تكتسب الوقت ، وتجد ما يناسبها من أمور محددة وجدتها في طفولته البريئة التي كانت الدريق الممهد للحياة الكريمة التي تعيشها اليوم، فكتاب الرجوع للطفولة يجسد حالات التردد التي عاشتها الكاتبة في حياتها ، وما أثر عليها في هذه الحالة ، فالمرء لا بد أن يجد الطريق مهما كلفه الأمر ، وهذا ما حاولت الكاتبة أن تجسده عبر مسيره فنية طويلة الأمد ، واستطاعت الكاتبة أن تبرز وجهات نظر معينة ، فطريقة عرصها للأفكار والأحداث خلال الكتاب ، تجعلك تدرك التركيب الممزوج بالحنين ، عبر اسطوانات من التأوهات العربية الحسية ، التي تنادي بالحنين ، والعبق المريح للماضي الطفولي .

وختاماً ، فإن هذه  الكتب تجسد الحياة العامة ، التي نتمنى أن نعيشها بحياتنا ، ونتمنى أن نجد الفرص المناسبة التي تمكننا من اختطاف لحظات من الطفولة ونعيشها مع أطفالنا بعيدا عن الجدية ، والمشاكل الاجتماعية والسياسية وغيرها .

شارك في هذا المقال
أنا شيماء الصاعدي، كاتبة شغوفة بمجال الآداب، حيث أجد في الكلمات وسيلة للتعبير عن أعمق المشاعر والأفكار. حصلت على درجة البكالوريوس في الأدب العربي من جامعة القاهرة، ومنذ ذلك الحين كرست حياتي لدراسة وكتابة النصوص الأدبية التي تحاكي الروح الإنسانية. لدي خبرة تمتد لأكثر من خمس سنوات في كتابة المقالات النقدية والقصص القصيرة التي تنشر في مجلات أدبية مرموقة. أسعى دائمًا لاستكشاف الأبعاد الثقافية والتاريخية في الأدب، وأؤمن بأن الكتابة هي جسر يربط بين الحضارات والأجيال. شغفي يكمن في صياغة النصوص التي تترك أثرًا في قلوب القراء وتدفعهم للتفكير والتأمل.
Leave a Comment