تفسير سورة الكوثر للأطفال: توضيح المعاني بطريقة مبسطة

MohamedTair
4 دقيقة للقراءة

تفسير آيات سورة الكوثر

قال الله -تعالى- في سورة الكوثر: (إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ* فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ* إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ)،1وفيما يأتي في المقال تفسير سورة الكوثر للأطفال:

إنا أعطيناك الكوثر

معنى هذه الآية الكريمة: أي أنَّ الله -عزَّ وجل- أعطى النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- الخير الكثير الدَّائم في الدُّنيا والآخرة، وجاءت صيغة الفعل بالماضي؛ إشارةً لتحقُّق وقوع هذا الخير في الدُّنيا والآخرة،2 وقد قال النبيُّ -صلى الله عليه وسلّم- لأصحابه حين نزلت عليه سورة الكوثر: (..أتَدْرُونَ ما الكَوْثَرُ؟ فَقُلْنَا اللَّهُ ورَسولُهُ أعْلَمُ، قالَ: فإنَّه نَهْرٌ وعَدَنِيهِ رَبِّي عزَّ وجلَّ، عليه خَيْرٌ كَثِيرٌ، هو حَوْضٌ تَرِدُ عليه أُمَّتي يَومَ القِيَامَةِ، آنِيَتُهُ عَدَدُ النُّجُومِ).3

فصل لربك وانحر

معنى هذه الآية الكريمة: أي اجعل يا محمّد صلاتك لله وحده، واجعل نحرك للأضحية في العيد والهدي في الحجِّ لله -تعالى-، ويتحقَّق في ذلك شكر الله -تبارك وتعالى- على ما أعطاه للنبيِّ -صلى الله عليه وسلم-.</span>4

إن شانئك هو الأبتر

معنى هذه الآية الكريمة: أي الذي أبغضك يا محمد هو المنقطع عن الخير في الدُّنيا والآخرة، أو هو الذي لا يبقى ذكره بعد موته، وهذه الآية على العموم؛ فمن يُبغِضُ النبيَّ-صلى الله عليه وسلم- ينقطع عن الخير.5

لماذا أنزل الله سورة الكوثر على النبي؟

كانت قريش تتفاخر بكثرة الأولاد الذُّكور، وعندما مات أولاد النبيِّ-صلى الله عليه وسلم- القاسم في مكَّة وإبراهيم في المدينة، شَمِتَ به الكفَّار ومنهم العاص بن وائل وقالوا أنَّّه أبتر، وكان الكفار يفرحون بوقوع مصيبةٍ أو محنةٍ للمؤمنين، فنزلت هذه السورة إعلاماً بأنَّ الرَّسول -صلى الله عليه وسلم- قويٌ منتصرٌ، ومواساةً للرسول -صلى الله عليه وسلم- ولأصحابه -رضوان الله عليهم- أنَّ هذا الدِّين سينتصر.6

ماذا تعرف عن سورة الكوثر؟

فيما يأتي نبذةٌ وتعريفٌ عامٌ عن سورة الكوثر:7

  • تُسمَّى بسورة الكوثر بسبب ذكر اسم الكوثر فيها.
  • تُسمّى سورة النَّحر.
  • نزلت هذه السُّورة بعد سورة العاديات، ونزلت سورة العاديات في الفترة بين بدء الوحي والهجرة إلى الحبشة.
  • تُعدُّ أقصر سورةٍ في القرآن الكريم.
  • يبلغ عدد آياتها ثلاث آيات.
  • ذكرت السُّورة النِّعم التي أنعمها الله على النبيِّ – صلى الله عليه وسلم- في الدُّنيا؛ كالوحي والرِّسالة، وفي الآخرة؛ كنهر الكوثر.
  • تمحورت السُّورة على تذكير النبيِّ-صلى الله عليه وسلم- بنعم الله عليه؛ ممَّا يستوجب شكر الله -تعالى-.
  • أخبرت السورة بهلاك الأعداء وزوالهم وانقطاع أثرهم.
  • جاء في سبب نزول سورة الكوثر، قول الصحابيِّ أنس بن مالك-رضي الله عنه-: (غْفَي رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إغفاءةً ، فرفعَ رأسَه مُتَبَسِّمًا فإما قال لهم ، وإما قالوا له: يا رسولَ اللهِ لم ضحكتَ ؟ فقال: إنه أُنزِلَت عليَّ آنفًا سورةٌ فقرأَ بسم الله الرحمن الرحيم ، إنا أعطيناك الكوثرَ حتى ختمَها فلما قرأها قال: هل تدرُون ما الكوثرُ ؟ قالوا: اللهُ ورسولُه أعلمُ قال: فإنه نهرٌ وعدنِيه ربِّي عز وجل في الجنةِ ، وعليه خيرٌ كثيرٌ ، عليه حوضٌ ترِدُ عليه أمتِي يومَ القيامةِ ، آنِيَتُه عددُ الكواكبِ).8

خلاصة المقال: إنّ محور سورة الكوثر أنّ الله -تعالى-وعد النبيّ بالخير الدَّائم غير المنقطع في الدُّنيا والآخرة، وبشَّره بزوال وانقطاع أثر الكفار.

المراجع

  1. سورة الكوثر، آية:1-3
  2. إبراهيم الإبياري ، الموسوعة القرآنية، صفحة 502. بتصرّف.
  3. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:400، صحيح.
  4. محمد الأمين الهرري، تفسير حدائق الروح والريحان في روابي علوم القرآن، صفحة 382. بتصرّف.
  5. صديق حسن خان، فتح البيان في مقاصد القرآن، صفحة 414. بتصرّف.
  6. وهبة الزحيلي، التفسير المنير للزحيلي، صفحة 430-431. بتصرّف.
  7. جعفر شرف الدين، كتاب الموسوعة القرآنية خصائص السور، صفحة 243. بتصرّف.
  8. رواه أنس بن مالك، في صحيح أبي داود، عن الألباني، الصفحة أو الرقم:4747، حسن.
شارك في هذا المقال
Leave a Comment