كل ما تحتاج معرفته عن حركة عدم الانحياز في التعليم: دليل شامل

مازن الفهمي
3 دقيقة للقراءة

مفهوم حركة عدم الانحياز

ظهر مفهوم حركة عدم الانحياز بعد الحرب العالميّة الثانية، نتيجة لوجود عدد من الدول التي رفضت التحالف مع أيّ من المعسكرين الشرقي ّأو الغربيّ، فقامت هذه الدول بتأسيس تجمع يقوم على تأييد حركات التحرّر الوطنيّ، ورفض الانضمام إلى تحالفات عسكرية تعقد في نطاق الصراع بين الدول، وعرف هذا التجمّع باسم حركة عدم الانحياز.

حركة عدم الانحياز

ظروف نشأة الحركة

بعد انتهاء الحرب الثانية عام 1945م، ظهرت قوتان عالميتان متصارعتان ولكن بشكل جديد، الأولى كانت الولايات المتحدة الأمريكيّة التي تبنت النظام الاقتصاديّ الرأسماليّ من خلال إقامة مشروع مارشال لإعادة إعمار أوروبا، الأمر الذي دفع الاتحاد السوفيتي والذي كان ثاني أقوى قطب في العالم إلى الرد على هذه المشاريع بإقامة مشاريع جديدة مشابهة في القارة الأوروبيّة، الأمر الذي أدّى إلى اختلال موازين القوى بين القطبين، وعرف هذا الاختلال بمفهوم (الحرب الباردة)، ونتيجة لذلك نالت العديد من الشعوب استقلالها سياسيّاً مع بقائها تابعة اقتصادياً للدول المستعمرة، وبالتالي تحولت هذه الدول إلى مشاريع استثماريّة للشركات الأجنبيّة التي كانت تستغلّ خيراتها ومواردها، ومن هنا ظهرت فكرة إقامة تحالف (إفريقي-آسيوي)، كان العامل المشترك بين الدول المتحالفة هو (الحقد على الاستعمار) كما وصفه رئيس جمهورية أندونيسيا آنذاك.

مبادئ حركة عدم الانحياز

يقوم مفهوم حركة عدم الانحياز على عدة مبادئ كانت قد حددت في مؤتمرها الأول في بلغراد عام 1961م، وكانت هذه المبادئ بمثابة شروط تقع على عاتق كل دولة ترغب بالانضمام إلى الحركة، وتتضمن هذه المبادئ:

  • أن تؤيّد الدولة المنضمة حركات التحرر والاستقلال الوطني.
  • ألّا تسمح الدولة المنضمة بإقامة قواعد عسكرية على أراضيها بموافقتها.
  • عدم وجود اتفاقية ثنائية بين الدولة المنضمة وأي دولة كبرى.
  • أن تؤيد الدولة المنضمة حق الشعوب في تقرير مصيرها.

أهداف حركة عدم الانحياز

  • التأكيد على حق الشعوب في تقرير مصيرها.
  • دعم الاستقلال الوطني للشعوب، ومقاومة الاستعمار بكافة أشكاله.
  • حق السيادة، والحدود الإقليميّة للدولة.
  • رفض التمييز العنصريّ بكلّ أشكاله.
  • عدم التبعية العسكريّة لأيّ حلف عسكريّ متصارع.
  • الالتزام بالحلّ السلميّ لجميع الصراعات الدوليّة.

تناقضات بين المفهوم والواقع

إنّ مفهوم عدم الانحياز يشير إلى حالة من الحياديّة عن الصراعات الدوليّة، والبقاء في حالة السلم بعيداً عن أي حرب، ولكن بالنظر إلى واقع هذا المفهوم اليوم يمكن الاستنتاج بأن هذا المفهوم قد تعارض مع واقعه منذ زمن، حيث لم تستطع هذه الدول أن تبقي نفسها بعيدة عن صراعات الدول الكبرى، وذلك من خلال تأييدها لقطب على حساب الآخر، مماّ يتنافى مع مبادئ هذه الحركة، ومن ناحية أخرى فإن معظم هذه الدول تفتقر لسيادتها، وذلك من خلال تدخل الدول الكبرى في قراراتها الداخلية والخارجية على حد سواء، وأخيراً فإنّ العديد من دول عدم الانحياز لعبت دور المستعمر بحق العديد من الدول، وعلى سبيل المثال: فإن فيتنام دولة من دول حركة عدم الانحياز إلّا أنها استعمرت كمبوديا دون أي معارضة من الحركة.

بالرغم مما سبق، فإنّ عدد الدول المنضمة للحركة بازدياد متسارع من عام لآخر، وقد شهدت الحركة بالفترة الأخيرة انضمام لدول متنوعة ثقافياً، وسياسياً، واجتماعياً.

شارك في هذا المقال
صورة شخصية الكاتب مازن الفهمي - متخصص في تصميم المناهج الدراسية
بواسطة مازن الفهمي
أنا مازن الفهمي، شغوف بمجال التعليم وتطوير المناهج الدراسية. حصلت على درجة الماجستير في التربية من جامعة الملك سعود، وأمتلك خبرة تمتد لأكثر من 10 سنوات في التدريس وتصميم البرامج التعليمية. عملت كمستشار تربوي في عدة مؤسسات تعليمية، حيث ساهمت في تحسين جودة التعليم من خلال استراتيجيات مبتكرة. شغفي يكمن في إيجاد طرق جديدة لجعل التعليم تجربة ممتعة ومؤثرة للطلاب، وأسعى دائمًا لدمج التكنولوجيا في العملية التعليمية لتعزيز التفاعل والإبداع. أؤمن بأن التعليم هو أساس بناء المجتمعات، وأعمل جاهدًا لتقديم محتوى يلهم المتعلمين ويدفعهم لتحقيق طموحاتهم.
Leave a Comment