استكشاف تاريخ الاحتفال بعيد الحب: من الأصول إلى الاحتفالات الحديثة

أسماء القحطاني
5 دقيقة للقراءة

تاريخ عيد الحب

يحتفل العالم كلُّه تقريباً في الرابع عشر من شهر فبراير بعيد الفالنتاين أو عيد الحُب، والذي أصبح من بين أشهر وأكبر الأعياد؛ حيث يتبادل به العُشَّاق الهدايا وخاصَّة الورود الحمراء وبطاقات الحُب، ولكن ما أصل هذا العيد؟ وكيف بدأ؟ وما هو تاريخه؟ ومن أول من احتفل به؟ وما هي نظرة الأديان لهذا العيد؟ هذه الأسئلة وغيرها سنجيب عنها خلال مقالنا.1

تضارب روايات عيد الحُب

تعدَّدت الرِّوايات حول أصل هذا العيد وتاريخه والأسباب التي أدَّت إلى نشأته، وقد اقتبسنا هنا بعض المراجع الموثوقة التي تكلّمت عنه، ومنها دائرة المعارف الكاثوليكية، ودائرة المعارف الكولومبية، وبعض الكتب ككتاب “الأعياد الأمريكية”، وكتاب قصص الأعياد العالمية “لهنفري” وغيرهم، وكذلك قامت كلية الدَّعوة وأصول الدِّين في جامعة أمِّ القرى بترجمة هذه المراجع وغيرها؛ لمعرفة حقيقة وتاريخ عيد الحب.2

  • الروايات النَّصرانية: أكثر روايات النَّصارى التي وردت في شأن هذا العيد تحدَّثت عن الرجل المُسمَّى “القديس فالنتاين”، حيث إنّ الرِّوايات بلغت 13 رواية، كما أنّ كل هذه الرِّوايات تحدثت عن مقتل هؤلاء الرجال في عصر الاضطهاد الديني عند الرومان، ولكن أشهر هذه الرِّوايات هي:2
    • قبل 1700 سنة تقريباً كانت الوثنيَّة هي الغالبة في المجتمع الروماني؛ حيث كان عندهم أحد القِدِّيسين وهو فالينتاين، فعمد هذا القدِّيس إلى التَّحول من الوثنية إلى الدِّيانة النَّصرانية، فما كان من الحكم الروماني إلا أن يسجنه ويعدمه، وبعد زمن من هذه الحادثة سادت الدِّيانة النصرانيِّة في بلاد الروم، ولذلك جعلوا اليوم الذي أُعدم فيه “فالينتاين” يوم عيد، حتى يبقى تخليداً لتاريخ هذا الرَّجل، وتكفيراً عمَّا صنعوه.
    • قيل إنّ رجلاً كان اسمه أيضاً “فالينتاين” قُتِل خلال فترة الاضطهاد على يد جنود الإمبراطور “أورليان”، حيث إنّه تمَّ دفنه في “فلامينيا فيا”، ورفاته موجود في “بازيليكا” في مدينة “تيرني”.
  • الروايات الأخرى: وهي الروايات التي كانت في عهد الوثنية الرومانية؛ حيث كان للشمس إله، والبحار إله، والمطر إله.. وهكذا، وهي أيضاً متعدِّدة ونذكر أشهرها:2
    • قيل بأنّ 14 فبراير كان يوماً مقدَّساً لملكة الآلهة لدى الرومان في العصر الوثني، حيث إنّهم كانوا يسمُّونها “يونو”، والتي اختصُّوها بالنساء والزواج، ولذلك جعلوا هذا اليوم يوم عيد الحب.
    • قبل ثمانية قرون من ميلاد المسيح عليه السَّلام كان الرومان يحتفلون بعيد “لوبركيليا”، وهو عيد مرتبطٌ بتأسيس مدينة روما؛ حيث إنّ تأسيس روما كان على يد الأخوين “رومولوس” و”ريموس” ابني الحرب “مارس”، واللَّذين أرضعتهما الإلهة الذئبة “لوبا” عندما وجدتهما على ضفة أحد الأنهار، كما أنّ هذا العيد كان من بين الأعياد العظيمة لدى الرومان؛ لأنه يطرد الشَّرَّ ويضمن لهم الخصوبة.

نظرة الأديان لعيد الحب

  • الإسلام: يَعتبر الإسلام أن هذا العيد من الأعياد التي لا يجوز الاحتفال بها لعدة أسباب ومن أهمها:3
    • أنَّ المسلمين لا يعترفون بأيِ عيد آخر غير أعيادهم كعيد الفطر، وعيد الأضحى، ولذلك حرَّم المفتون الإسلاميون أن يحتفل المسلمون بهذا العيد.
    • يُحرِّم الدين الإسلامي للمسلمين التَّشبُّه بالأديان الأخرى، وخاصَّة ما يتعلَّق بالأمور الدِّينية التي تمسُّ صُلب العقيدة، وبما أنّ هذا العيد له علاقة قوية بما يخصُّ العقيدة النَّصرانية، أو العقيدة الوثنية الرومانية، فهو مُحرَّمٌ بإجماع أهل العلم قاطبة.
  • النَّصرانية: تضاربت أفعال النَّصارى بالنِّسبة لهذا العيد، فتارةً يحتفلون وتارةً لا يحتفلون، وسنذكر ما هو اعتقاد النَّصارى بهذا العيد وتاريخهم معه:3
    • في البداية رفض النصارى الاحتفال بهذا العيد لما يحمله من خرافات وثنية متعلِّقة بالحقبة الوثنية الرومانية، ولكن في عام 496 ميلادية أصدر القدِّيس “بوب جيلاسيوس” أمراً بالاحتفال بهذا العيد كعيدٍ للحب، ولكن تحت اسم القديس فالنتاين حتى يكون أكثر ارتباطاً بالعقيدة النصرانية.
    • ألغت وتراجعت الكنيسة عن الاحتفال بهذا العيد رسمياً في عام 1969م، وذلك بسبب تضارب الرِّوايات عن ما حصل بالضَّبط لهذا الرجل “فالينتاين” ومتى، وأيُّ واحدٍ هو المقصود بهذه الرواية من بين الرجال الثلاثة عشر.

المراجع

  1. “Valentine’s Day”, britannica.com, Retrieved 2018-9-10. Edited.
  2. ^ أ ب ت Patti Wigington (2018-2-13), “Valentine’s Day”، www.thoughtco.com, Retrieved 2018-9-10. Edited.
  3. ^ أ ب “عيد الحب عبادة وثنية وعادة نصرانية “، ar.islamway.net، 2014-2-19، اطّلع عليه بتاريخ 2018-9-10. بتصرّف.
شارك في هذا المقال
أنا أسماء القحطاني، كاتبة شغوفة باستكشاف أعماق الحياة والمجتمع من خلال كلماتي. حصلت على درجة البكالوريوس في علم الاجتماع من جامعة الملك سعود، مما ساعدني على فهم الديناميكيات الاجتماعية والثقافية التي تشكل حياتنا. على مدار السنوات الخمس الماضية، كتبت مقالات وتدوينات تسلط الضوء على قضايا المجتمع، ونشرت أعمالي في عدة منصات إلكترونية ومجلات محلية. أؤمن بأن الكتابة أداة قوية لإلهام التغيير وتعزيز الوعي. أسعى دائمًا لتقديم محتوى يعكس الواقع بصدق، ويحفز القراء على التفكير والتفاعل مع محيطهم. شغفي يكمن في سرد القصص الإنسانية التي تلمس القلوب وتترك أثرًا.
Leave a Comment