التاريخ التعليمي لليمن: مراحله وتطوره

مازن الفهمي
3 دقيقة للقراءة

اليمن

تعاقب على اليمن العديد من الحضارات منذ أقدم العصور وحتى قيام الجمهورية الحديثة في عام 1990، ومن أشهر تلك الحضارات سبأ، وحمير، وحضرموت. كانت اليمن في تلك الأزمان في أوج عظمتها، حيث كانت تعرف في الكتب التاريخية باليمن السعيد، وقد تعاقب على اليمن ديانات متعددة أيضاً حيث عرفوا عبادة الأوثان ثم التوحيد الوثني، إلى أن اعتنقوا اليهودية ثم المسيحية بسبب اعتناق بعض الملوك لتلك الديانات، وذلك حتى ظهور الإسلام.

مراحل تاريخ اليمن

مرت على اليمن مراحل تاريخية مهمة أبرزها دخول العثمانيين إليها والوحدة ما بين اليمنيين الجنوبي والشمالي، وهي كالتالي:

العثمانيون

يؤرخ لليمن الحديث بمحاولات دخول العثمانيين إليها، وذلك في القرن السادس عشر الميلادي في الوقت الذي كانت فيه الدولة الطاهرية مفككة، لدرجة بقيت عدن فقط بيد الملك عامر بن داوود، فدخل العثمانيون اليمن عن طريق عدن وتهامة واتخذوا مقراً إدارياً لهم في زبيد، بينما كانت مرتفعات شمال اليمن مستقلة ويحكمها الإمام يحيى شرف الدين أحد الأئمة الزيديين.

استطاع العثمانيون بقيادة أويس باشا وبمساعدة المطهر وأنصاره التحكم في تلك المرتفعات وقلدوا المطهر لقب بك وولوه إماماً على كل من عمرا وثلا، إلا أن المطهر لم يلبث أن قاد تمرداً على السلطة العثمانية ولكنهم استطاعوا إخماده والسيطرة على كامل أجزاء اليمن مرة أخرى.

استمرت مقاومة اليمنيين بقيادة الأئمة للعثمانيين حتى القرن الثامن عشر، حيث استطاع أكثر من إمام الاستقلال بأجزاء من اليمن وإقامة ممالك مستقلة، دون وجود عثماني يذكر في اليمن، وذلك حتى القرن التاسع عشر عندما سقطت الدولة القاسمية واستطاع العثمانيون تأسيس ولاية لهم في اليمن بعد ضم صنعاء، ولكنهم مع ذلك لم يستطيعوا إحكام السيطرة على المناطق الريفية حيث تعيش القبائل.

اليمن الشمالي والجنوبي والوحدة

بعد قيام دولة اليمن الشمالي واليمن الجنوبي كان هناك سعي للوحدة بينهما ثم تم توقيع اتفاقية في القاهرة في عام 1972، حيث أتُفق فيها على بعض الإجراءات من أجل الوحدة، ولكن تم إلغاء تلك الاتفاقية وتلاها عقد اتفاقية في الكويت نصت على الوحدة الفيدرالية بين البلدين مع إقامة حكومة في صنعاء وأخرى في اليمن في عام 1979، بعدها بعشر سنوات تم نزع السلاح في المناطق الحدودية بين البلدين والسماح بالتنقل بحرية بين مواطني شمال وجنوب اليمن ببطاقة الهوية فقط، وتلا ذلك إعلان الوحدة بشكل رسمي في عام 1990 في الثاني والعشرين من شهر مايو.

شارك في هذا المقال
صورة شخصية الكاتب مازن الفهمي - متخصص في تصميم المناهج الدراسية
بواسطة مازن الفهمي
أنا مازن الفهمي، شغوف بمجال التعليم وتطوير المناهج الدراسية. حصلت على درجة الماجستير في التربية من جامعة الملك سعود، وأمتلك خبرة تمتد لأكثر من 10 سنوات في التدريس وتصميم البرامج التعليمية. عملت كمستشار تربوي في عدة مؤسسات تعليمية، حيث ساهمت في تحسين جودة التعليم من خلال استراتيجيات مبتكرة. شغفي يكمن في إيجاد طرق جديدة لجعل التعليم تجربة ممتعة ومؤثرة للطلاب، وأسعى دائمًا لدمج التكنولوجيا في العملية التعليمية لتعزيز التفاعل والإبداع. أؤمن بأن التعليم هو أساس بناء المجتمعات، وأعمل جاهدًا لتقديم محتوى يلهم المتعلمين ويدفعهم لتحقيق طموحاتهم.
Leave a Comment