أدعية المظلوم: كيفية استخدام الدعاء لتحقيق النصر

فراس الأحمد
2 دقيقة للقراءة

حرّم الله سبحانه و تعالى الظّلم على نفسه قبل أن يحرمه على عباده ، و بيّن النّبي صلّى الله عليه و سلّم أنّ الظّلم هو ظلمات يوم القيامة ، و تتعدّد أشكال الظّلم في الحياة ، فقد يظلم الإنسان أخيه الإنسان ، بل و قد يظلم الإنسان نفسه حين يوردها المهالك بإرتكاب الآثام و المنكرات ، و ما نحن بصدد التّكلم عنه هو ظلم الإنسان لأخيه الإنسان ، فماذا يصنع المرء حين يتعرض لمثل هذا النّوع من الظّلم ؟ .

لا شك بأنّ الله سبحانه و تعالى جعل الدّعاء سلاحاً للمسلم يستخدمه حين يتعرّض للظّلم ، فمن أدرك بأنّ الله سبحانه و تعالى هو كافيه و عاصمه من أذى النّاس حين يستعصم به و يتوكل عليه ، و من كانت عقيدته أن لن يصيبه شيءٌ من أذى أو ضرّ إلا ما كتبه الله عليه ، من أدرك ذلك كلّه شعر بالطّمأنينة و الرّاحة في نفسه ، قال تعالى ( و من يتوكل على الله فهو حسبه ) ، و قد كان المسلمون حين يحيط بهم الأعداء و يجمعوا أنفسهم لقتالهم ، تكون كلمتهم و ذكرهم الحصين قولهم حسبنا الله و نعم الوكيل ، فهي التي تقلب موازين الأمور الماديّة و تجعل النّصر حليفاً للمسلمين ، و هي الكلمة التي تردّ أذى الأعداء و مكرهم ، و لا شكّ بأنّ الأنبياء صلوات الله عليهم و حين تعرّضوا للظّلم كانوا يدعون ربّهم و منها دعاء سيّدنا نوح عليه السّلام ( فدعا ربّه أنّي مغلوبٌ فانتصر ) ، فمن يتعرّض للظّلم من المسلمين عليه أن يلوذ بالدّعاء بما ورد من السّنة النّبوية الصّحيحة ، و أن يدعو المسلم المظلوم ربّه بأحبّ الأسماء إليه و هو موقنٌ أنّ الله مستجيب دعائه ، و في الحديث إنّ دعوة المظلوم ترفع فوق الغمام و يقول الله و الله لأنصرنك و لو بعد حين .

شارك في هذا المقال
صورة شخصية الكاتب فراس الأحمد - متخصص في تاريخ الفكر الإسلامي
بواسطة فراس الأحمد
أنا فراس الأحمد، كاتب وباحث شغوف بدراسة الإسلام وتاريخه العريق. حصلت على درجة الماجستير في الدراسات الإسلامية من جامعة الأزهر، حيث ركزت على تاريخ الفكر الإسلامي وتأثيره على الحضارات. لدي خبرة تمتد لأكثر من عشر سنوات في الكتابة والبحث، حيث نشرت العديد من المقالات والكتب التي تناقش القضايا المعاصرة من منظور إسلامي. شغفي يكمن في توضيح الجوانب التاريخية والفكرية للإسلام، وأسعى دائمًا لتقديم محتوى يجمع بين الأصالة والمعاصرة. أهدف من خلال كتاباتي إلى بناء جسور من التفاهم بين الثقافات المختلفة، وإبراز جمال وقيم الإسلام في حياتنا اليومية.
Leave a Comment