دليل شامل على المنهج البنيوي في دراسة التاريخ

مازن الفهمي
3 دقيقة للقراءة

نشأة المنهج البنيوي

نشأت البنيوية في القرن العشرين، وكان ذلك في فرنسا، حيث قام الفرنسي (تودوروف) بترجمة كتب الشكلانيين الروس إلى لغته الفرنسية، ومن هُنا بدأت بوادر ظهور البنيوية، حيث دعوا فيها بالتركيز على النص الأدبي، والاهتمام بعلم الألسن.1

بالإضافة إلى الاهتمام لداخل النص، وتحديد المكونات الداخلية للغة وتحليل العلاقات، وقد قام تلامذة دي سوسير بتجميع محاضراته في كتاب (محاضرات في اللسانيات)، كما ظهرت مدرسة براغ التي ساهمت في نشر مبادئ البنيوية.1

مؤسس المنهج البنيوي

عمل دي سوسير مؤسس المنهج البنيوي على تكوين نظرة شمولية إلى اللغة تعتمد سمة الثنائيات، حيث جعل الصوت اللغوي يرتبط بثنائيات وهي: (النطق والسمع)، (الدال والمدلول)، (اللغة والكلام)، (التزامن والتعاقب).2

مفاهيم المنهج البنيوي

تتفرع الكثير من المفاهيم من المنهج البنيوي، ومنها ما يأتي:

  • مفهوم القيمة

يرى دي سوسير أنّ اللغة تتكون من نظام من القيم،3التي تعتمد على بعضها، لذلك قال في هذا الموضوع: “إنّ اللغة نظام من العناصر المعتمد بعضها على بعض، تنتج قيمة كل عنصر من وجود العناصر الأخرى في وقت واحد”.4

  • مفهوم الاعتباطية

هو مفهوم ينحدر من ثنائية الدال والمدلول، وقد وصفها سوسير بأنّها إشارة خطية، وهو مفهوم مرتبط بمفهوم القيمة.5

  • مفهوم الوظيفة الجمالية

يُركز على أهمية الأسس الجمالية للخطاب الأدبي من منطلق التركيز على لغة النص، وإهمال النزعة الاجتماعية والسياق التاريخي.6

  • مفهوم الشعرية

بمعنى أنّ الشعرية تتجلى في كون الكلمة تُدرك بوصفها كلمة وليست بديلًا عن الشيء المسمى بها، بل لها وزنها وقيمتها الخاصة.7

  • مفهوم التغريب

مصطلح من تطوير شكلوفسكي، بمعنى أنّ ما يُعطي الفن معناه، هو مقدرته على أن يسقط الألفة على الأشياء ثم يغربها، وعرضها بطريقة مختلفة عما كانت تُعرف به، وإيصال الإحساس كما يدرك وليس كما نعرفه.8

  • مفهوم التحفيز

الحافز وهي الوحدة الصغرى في الحبكة، وهي ما نفهم منها تعبيرًا أو فعلًا واحدًا فقط.9

  • مفهوم المهيمنة

هي المكون البؤري في العمل الفني، كما عرفها ياكبسون.10

المراجع

  1. ^ أ ب محمد بن عبد الله ، البنيوية النشأة والمفهوم، صفحة 233. بتصرّف.
  2. ثامر المصاروة، المنهج البنيوي دراسة نظرية، صفحة 21-23. بتصرّف.
  3. دي سوسير ، علم اللغة العام، صفحة 131. بتصرّف.
  4. دي سوسير ، علم اللغة العام، صفحة 134. بتصرّف.
  5. مارسيلو داسكال ، اتجاهات السيميولوجيا المعاصرة، صفحة 25-26. بتصرّف.
  6. ترانس هوكز ، البنيوية وعلم الاشارة، صفحة 56-57. بتصرّف.
  7. رومان ياكبسون ، قضايا الشعرية، صفحة 19. بتصرّف.
  8. ترانس هوكز ، البنيوية وعلم الاشارة، صفحة 58. بتصرّف.
  9. عبد الله ابراهيم ، معرفة الآخر، صفحة 14. بتصرّف.
  10. رامان سلدن ، النظرية الأدبية المعاصرة، صفحة 29. بتصرّف.
شارك في هذا المقال
صورة شخصية الكاتب مازن الفهمي - متخصص في تصميم المناهج الدراسية
بواسطة مازن الفهمي
أنا مازن الفهمي، شغوف بمجال التعليم وتطوير المناهج الدراسية. حصلت على درجة الماجستير في التربية من جامعة الملك سعود، وأمتلك خبرة تمتد لأكثر من 10 سنوات في التدريس وتصميم البرامج التعليمية. عملت كمستشار تربوي في عدة مؤسسات تعليمية، حيث ساهمت في تحسين جودة التعليم من خلال استراتيجيات مبتكرة. شغفي يكمن في إيجاد طرق جديدة لجعل التعليم تجربة ممتعة ومؤثرة للطلاب، وأسعى دائمًا لدمج التكنولوجيا في العملية التعليمية لتعزيز التفاعل والإبداع. أؤمن بأن التعليم هو أساس بناء المجتمعات، وأعمل جاهدًا لتقديم محتوى يلهم المتعلمين ويدفعهم لتحقيق طموحاتهم.
Leave a Comment