الحيوانات الجائزة للذبح في الإسلام: دليلك الشامل

فراس الأحمد
5 دقيقة للقراءة

تعريف الأضحية

الأضحية: هي ما يذبح من بهيمة الأنعام في أيام عيد الأضحى المبارك بسبب العيد تقربا إلى الله “عز وجل”، وهي من أعظم شعائر الإسلام المشروعة في كتاب الله وفي سنة نبيه “صلى الله عليه وسلم” وإجماع المسلمين.1

ومشروعية الأضحية في الكتاب قوله تعالى: (فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ)،2 وأما في السنة فقد قال صلى الله عليه وسلم: (من ذبح بعد الصلاة تم نُسُكه، وأصاب سنة المسلمين)،3وثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم: (ضحى بكبشين أملحين أقرنين، ذبحهما بيده، وسمى وكبر، ووضع رجله على صفاحهما)، [4] وأجمع المسلمون على مشروعية الأضحية كونها من شعائر الدين.4

حكم الأضحية

والأضحية عند الشافعية والجمهور سنة مؤكدة على الكفاية، وعند أبي حنيفة تجب على المقيم الموسر، وقال مالك مثل ذلك ولكن لم يقيده بالمقيم، وروي عن الإمام أحمد كراهية تركها مع القدرة، وقيل عنه أيضا أنها واجبة، وعن محمد ابن الحسن أنه قال: هي سنة غير مرخص في تركها.5

وحجة من قال أنها واجبة قوله تعالى: (فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ)،2 أي: انحر الأضحية، فالأمر يستقضي الوجوب، وخلاصة القول أنّ الأضحية واجبة على ذو السعة لقوله صلى الله عليه وسلم: (مَن كان له سَعَةٌ ولم يُضَحِّ، فلا يَقْرَبَنَّ مُصَلَّانا).65

الحيوانات التي يجوز التضحية بها

يجب أن تكون الأضحية من بهيمة الأنعام، وهي الإبل والبقر والضأن والماعز بأنواعها، وذلك لقوله تعالى: (لِّيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّـهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ)،7 وقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا تَذْبَحُوا إلَّا مُسِنَّةً، إلَّا أنْ يَعْسُرَ علَيْكُم، فَتَذْبَحُوا جَذَعَةً مِنَ الضَّأْنِ).89

وأفضل الأضاحي الإبل، ثم البقر، ثم الغنم، وتجزئ الأضحية من الغنم عن المسلم وأهل بيته، ويجوز اشتراك سبعة من المسلمين في بقرة وليس في شاه، وإن كان جماعة يسكنون في بيت واحد ومشتركون في نفقة واحدة فلهم حكم الأسرة الواحدة، ويجوز أن يشتركوا في أضحية يضحيها واحد منهم عنه وعنهم.10

أما السنن المعتبرة شرعاً للأضحية فهي كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم: (لا تَذْبَحُوا إلَّا مُسِنَّةً، إلَّا أنْ يَعْسُرَ علَيْكُم، فَتَذْبَحُوا جَذَعَةً مِنَ الضَّأْنِ)، والمسنة هي الثنية من كل شي؛ من الإبل، والبقر، والغنم فما فوقها، وهذا دليل على أنه لا يجوز الجذع من غير الضأن في أي حال من الأحوال.10

وأما الثني من الإبل هو الذي له خمس سنين ودخل في السادسة، وأما الثني من البقر هو الذي له سنتان ودخل في الثالثة، وأما الثني من الماعز فهو ما له سنة ودخل في الثانية، وأما الجذع من الضأن فهو ما له ستة شهور.10

ولا بدّ في الأضحية أن تكون سليمة من العيوب، والعيوب التي تبطل الأضحية كما يلي:10

  • العوراء، وهي التي برزت عينها أو انخسفت ولا تبصر بها.10
  • المريضة، وقد ظهر عليها أثر المرض كالحمى.10
  • العرجاء، وهي التي لا تستطيع المشي.10
  • الهزيلة، وهي التي لا مخ فيها.10
  • مقطوعة إحدى اليدين أو الرجلين.10
  • ما أصابها سبب الموت، كأن تموت مخنوقة أو بسبب الضرب أو سقطت من علو أو ماتت بسبب النطح أو ما أكل منه السبع فمات بسبب جرحه.10

المراجع

  1. “أحكام الأضحية “، اسلام ويب. بتصرّف.
  2. ^ أ ب سورة الكوثر، آية:2
  3. رواه البخاري، في صحيح بخاري، عن البراء بن عازب، الصفحة أو الرقم:5545 .
  4. “أحكام الأضحية”، طريق الاسلام، 18/10/2012، اطّلع عليه بتاريخ 23/2/2022.
  5. ^ أ ب عبدالحكيم درقاوي (11/11/2009)، “أحكام الأضحية”، شبكة الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 23/2/2022.
  6. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:6490 .
  7. سورة الحج، آية:28
  8. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن جابر بن عبدالله، الصفحة أو الرقم:1963، صحيح.
  9. علاء شعبان الزعفراني (21/9/2015)، “الأضحية آداب وأحكام”، شبكة الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 23/2/2022.
  10. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر يحيى نعيم محمد خلة (16/9/2015)، “شروط الأضحية”، شبكة الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 23/2/2022. بتصرّف.
شارك في هذا المقال
صورة شخصية الكاتب فراس الأحمد - متخصص في تاريخ الفكر الإسلامي
بواسطة فراس الأحمد
أنا فراس الأحمد، كاتب وباحث شغوف بدراسة الإسلام وتاريخه العريق. حصلت على درجة الماجستير في الدراسات الإسلامية من جامعة الأزهر، حيث ركزت على تاريخ الفكر الإسلامي وتأثيره على الحضارات. لدي خبرة تمتد لأكثر من عشر سنوات في الكتابة والبحث، حيث نشرت العديد من المقالات والكتب التي تناقش القضايا المعاصرة من منظور إسلامي. شغفي يكمن في توضيح الجوانب التاريخية والفكرية للإسلام، وأسعى دائمًا لتقديم محتوى يجمع بين الأصالة والمعاصرة. أهدف من خلال كتاباتي إلى بناء جسور من التفاهم بين الثقافات المختلفة، وإبراز جمال وقيم الإسلام في حياتنا اليومية.
Leave a Comment