أحكام الميم الساكنة والتنوين في الشريعة الإسلامية

فراس الأحمد
4 دقيقة للقراءة

أحكام الميم الساكنة

الميم الساكنة: هي ميم خالية من الحركة، تأتي في الأسماء والأفعال والحروف، ثابتة في الوقف والوصل والرسم واللفظ.1 وعند قولنا ميم خالية من الحركة، خرج من حكمها ما يأي:2

  • الميم المتحركة، مثل: (المُومنين).
  • الميم المشددة، مثل: (ثُمَّ).
  • الميم التي حُركت بسبب التقاء الساكنين، مثل: (قمِ الليل).

وللميم الساكنة ثلاثة أحكام:

الإخفاء الشفوي

وهو النطق بالميم إذا جاء بعدها حرف الباء بحالة ما بين الإدغام والإظهار، وذلك بإطباق الشفتين بشكلٍ غير تامّ مع بقاء الغنة بمقدار حركتين، ويكون الإخفاء عند حرف الباء لتجانسه مع الميم في المخرج، وسمي شفويًا؛ لأن مخرج الباء والميم من الشفتين، ولتميزه عن الإخفاء الحقيقي، ومن الأمثلة عليه: “يعتصمْ بالله”، “ترميهمْ بحجارة”.3

الإدغام الشفوي

هو إدخال الميم الساكنة بميم متحركة، بحيث يصبحان عن النطق بهما ميمًا مشددةً بمقدار حركتين، وسمي شفويًا لأن مخرج الميم من الشفتين، ومثال ذلك: “كمْ من”، “ولكمْ ما”.3

الإظهار الشفوي

هو النطق بالميم الساكنة من مخرجها بدون غنة ظاهرة معها، وذلك إذا جاء بعدها باقي حروف الهجاء عدا الباء والميم، وسمي شفويًا لأن الميم مخرجها الشفتين، وتجدر الإشارة لوجود حالة في هذا الحكم تسمى أشد حالات الإظهار، وتكون عند حرف الواو لاتحاده مع الميم في المخرج، وحرف الفاء لقربها من الميم في المخرج، فعلى القارئ الحذر عند هذين الحرفين للخوف من أن يسبق اللسان بإخفاء الميم، ومثال ذلك: “أزكى لكم وأطهر”، “ولهم فيها”.3

أحكام التنوين

التنوين: هو نون ساكنة زائدة، تأتي آخر الأسماء، تثبت بالوصل لا بالوقف وباللفظ لا بالخط، ويعبر عنه بضمتين أو فتحتين أو كسرتين، مثال: أحدٌ، أحداً، أحدٍ. والفرق بين النون الساكنة والتنوين هو:4

  • النون الساكنة أصلية في الكلمة، أما التنوين فزائدة.
  • النون الساكنة تقع في الأسماء والأفعال والحروف، أما التنوين لا يكون إلا بالأسماء.
  • النون الساكنة تقع متوسطة ومتطرفة، أما التنوين لا يكون إلا متطرفًا.
  • النون الساكنة ثابتة وصلاً ووقفًا ولفظًا وخطًا، أما التنوين ثابت وصلاً لا وقفًا ولفظًا لا خطًا.
  • يشترك التنوين مع النون الساكنة في أحكامه الأربعة، وهي:5

الإظهار الحلقي

هو إخراج التنوين من مخرجه بدون غنة ظاهرة معه؛ وسمي حلقياً لخروج أحرفه من الحلق، وحروف الإظهار الحلقي: (الهمزة والهاء والعين والحاء والغين والخاء)، ومن الأمثلة عليه: “حكيمٍ حميدٍ”، “أجرٌ عظيم”.

الإدغام

هو إدخال حرف ساكن (التنوين) في حرف متحرك (أحد أحرف الادغام)، بحيث يصبحان حرفًا واحدًا مشددًا كالثاني، ويقسم الإدغام إلى قسمين:

  • إدغام بغنة

إذا جاء بعد التنوين الياء أو النون أو الميم أو الواو، مثال: “خيراً يره”.

  • إدغام بغير غنة

إذا جاء بعد التنوين اللام أو الراء، مثال: “شيطانٍ رَّجيم”.

الإقلاب

هو قلب التنوين ميمًا خالصة قبل حرف الباء مع بقاء الغنة، مع إخفاء للميم المنقلبة، وحرف الإقلاب: الباء، ومن الأمثلة عليه: “خبيراً بصيراً”، “وساربٌ بالنهار”.

الإخفاء الحقيقي

هو النطق بالتنوين في حالة متوسطة بين الإدغام والإظهار بدون تشديد، مع بقاء غنة في الحرف المخفي، وسُمّي حقيقاً لتميزه عن الشفوي، وحروف الإخفاء: (الصاد والذال والثاء والكاف والجيم والشين والقاف والسين والدال والطاء والزاي والفاء والتاء والضاء والظاء)، ومن الأمثلة عليه: “عذابٌ شديد”، “شراباً طهوراً”.

المراجع

  1. فريال العبد، الميزان في أحكام تجويد القرآن، صفحة 129. بتصرّف.
  2. فريال العبد، الميزان في أحكام تجويد القرآن، صفحة 129-130.
  3. ^ أ ب ت على أبو الوفا، القول السديد في علم التجويد، صفحة 71-77. بتصرّف.
  4. ابراهيم الجرمي، معجم علوم القرآن، صفحة 107. بتصرّف.
  5. محمود البدوي، الوجيز في علم التجويد، صفحة 16-20. بتصرّف.
شارك في هذا المقال
صورة شخصية الكاتب فراس الأحمد - متخصص في تاريخ الفكر الإسلامي
بواسطة فراس الأحمد
أنا فراس الأحمد، كاتب وباحث شغوف بدراسة الإسلام وتاريخه العريق. حصلت على درجة الماجستير في الدراسات الإسلامية من جامعة الأزهر، حيث ركزت على تاريخ الفكر الإسلامي وتأثيره على الحضارات. لدي خبرة تمتد لأكثر من عشر سنوات في الكتابة والبحث، حيث نشرت العديد من المقالات والكتب التي تناقش القضايا المعاصرة من منظور إسلامي. شغفي يكمن في توضيح الجوانب التاريخية والفكرية للإسلام، وأسعى دائمًا لتقديم محتوى يجمع بين الأصالة والمعاصرة. أهدف من خلال كتاباتي إلى بناء جسور من التفاهم بين الثقافات المختلفة، وإبراز جمال وقيم الإسلام في حياتنا اليومية.
Leave a Comment