قصة إكرام الصحابي أبي أيوب للنبي محمد

فراس الأحمد
4 دقيقة للقراءة

إكرام أبي أيوب الأنصاري للرسول

كان يوماً عظيماً عند الصحابي الجليل أبي أيوب الأنصاري حيث نزل لديه سيّد الخلق والمُرسلين محمد صلّى الله عليه وسلّم، ذلك اليوم الّذي دخل فيه الرسول المدينة المنورة مهاجراً مع صاحبه أبو بكر الصدّيق، وقد أقام النبي الكريم في بيت أبي أيوب سبعة أشهر حتّى بُني البيت والمسجد النبوي، وألحّ الصحابي الجليل على الرسول أن يقيم في البيت العلوي لكنه رفض، وزاد في إكرام النبي فلم يكن يأكل حتّى يأكل الرسول فيسأل عن موضع يده ويأكل من حيث كانت.1

ويُذكر أنّه في يوماً كُسرت جرّة ماء في بيت أبي أيوب ففزع هو وزوجته وقاما إلى فراش لهما يجففان به الماء خشية أن ينزل على البيت الأسفل، ومن خُلق إبي أيوب وإكرامه أنّه وأهله ما كانوا ينزلون إلى الأسفل حياء منه، واستمر في الإلحاح على الرسول صلّى الله عليه وسلّم حتّى وافق على الإنتقال إلى البيت العلوي.1

حياة أبو أيوب الأنصاري

أسلم ابو أيوب الأنصاري قبل الهجرة النبوية الشريفة إلى المدينة المنورة، وشهد بيعة العقبة وغزوة بدر وغيرها، وقد روى عن الرسول صلّى الله عليه وسلّم الكثير من الأحاديث، وروى عنه العديد من الصحابة منهم ابن عباس وأنس بن مالك، وقد عاش أبو أيوب الأنصاري أغلب حياته مع جيوش الفتح، وكان آخرها في جيش يزيد بن معاوية الساعي لفتح القسطنطينية.2

وقد بلغ من العمر ما يقارب الثمانين عاماً ولم يمنعه ذلك من الجهاد في سبيل الله، إلا أنّه مرض وعجز عن الاستمرار في القتال، فطلب من يزيد أن يدخل وجند المسلمين إلى أبعد مكان في أرض العدو، وأن يدفنوه فيها، فتُوفّي رضي الله عنه سنة 52 للهجرة، ووري الثرى في القسطنطينية.2

بعض مواقف أبو أيوب الأنصاري

إنّ للصحابي الجليل الكثير من المواقف الثابتة والتي تتسم بالإيمان والحكمة، منها ما يأتي:

أبو أيوب الأنصاري وحادثة الإفك

ظهر أبو أيوب الأنصاري -رضي الله عنه- بموقف ثابت هو وزوجته أم أيوب في حادثة الإفك، فقد دخل أبو أيوب على زوجته فقالت له: “يا أبا أيوب أسمعت ما قيل؟ قال: نعم وذلك الكذب، أكنت يا أم أيوب تفعلينه؟ فقالت: لا والله، قال: فعائشة والله أفضل منك، قالت أم أيوب: نعم”، فنزلت الآية: (لَّوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُّبِينٌ).

شجاعة أبو أيوب الأنصاري في قول الحق

كان أبو أيوب الأنصاري -رضي الله عنه- يحرص على قول الحقّ دائما، ولا يخاف في سبيل ذلك لومة لائم، فقد كان ذات مرة على غير وفاق مع شخصٍ حاكم، فقال له: “ما يحملك على هذا؟ فرد عليه أبو أيوب قائلاً: إني رأيت رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- يُصلّي الصلوات فإن وافقته وافقناك، وإن خالفته خالفناك”.3

المراجع

  1. ^ أ ب محمد أبو شهبة (2006)، السيرة النبوية على ضوء القرآن والسنة (الطبعة الثامنة)، دمشق: دار القلم، صفحة 23-24-26، جزء 3. بتصرّف.
  2. ^ أ ب “أبو أيوب الأنصاري”، islamstory.com، 2006-5-1، اطّلع عليه بتاريخ 12-4-2018. بتصرّف.
  3. شمس الدين الذهبي (1985)، سير أعلام النبلاء (الطبعة الثالثة)، بيروت: مؤسسة الرسالة، صفحة 409، جزء 3. بتصرّف.
شارك في هذا المقال
صورة شخصية الكاتب فراس الأحمد - متخصص في تاريخ الفكر الإسلامي
بواسطة فراس الأحمد
أنا فراس الأحمد، كاتب وباحث شغوف بدراسة الإسلام وتاريخه العريق. حصلت على درجة الماجستير في الدراسات الإسلامية من جامعة الأزهر، حيث ركزت على تاريخ الفكر الإسلامي وتأثيره على الحضارات. لدي خبرة تمتد لأكثر من عشر سنوات في الكتابة والبحث، حيث نشرت العديد من المقالات والكتب التي تناقش القضايا المعاصرة من منظور إسلامي. شغفي يكمن في توضيح الجوانب التاريخية والفكرية للإسلام، وأسعى دائمًا لتقديم محتوى يجمع بين الأصالة والمعاصرة. أهدف من خلال كتاباتي إلى بناء جسور من التفاهم بين الثقافات المختلفة، وإبراز جمال وقيم الإسلام في حياتنا اليومية.
Leave a Comment