موقع قصر الملكة بلقيس: دليلك الشامل لمعرفة موقع وتاريخ القصر

موقع قصر الملكة بلقيس

يقعُ قصرُ الملكة بلقيس، أو كما يُسمَّى عرش بلقيس، أو قصر بران في مدينة مأرب اليمنيّة التي تبعُدُ مسافةَ مئة وثلاثة وسبعين كيلومتراً عن مركز عاصمة الجمهوريّة اليمنيّة صنعاء، حيث يستقرُّ المعبدُ على بُعد أربعة كيلومترات إلى الناحية الجنوبيّة الغربيّة من مدينة مأرب القديمة، وعلى بُعد نحو كيلومتر واحد شمال غرب محرم بلقيس الذي يُعتبَر أحد آثار مدينة مأرب،¹ وفي الناحية الغربيّة من الطريق الذي يصلُ بين مدينة صافر، ومدينة مأرب.²

نبذة تاريخيّة عن قصر الملكة بلقيس

يُعتبَرُ قصرُ الملكة بلقيس، أو عَرش بلقيس واحداً من أهمّ معابد مملكة سبأ التاريخيّة، حيث تمّ استخدامُه؛ ليكون معبداً لإله (المقة)، علماً بأنّ هيكل المعبد بُنِي في عصر المكربين خلالَ القرنَين: الخامس، والسادس قَبلَ الميلاد، وتدلُّ على ذلك النقوشُ التي عُثِرَ عليها في هيكل المبنى، أمّا أروقة المعبد، فقد بُنِيت في عصر الملوك خلالَ القرنَين: الثالث، والرابع قَبل الميلاد، ويعود تاريخُ بناء السور الطينيّ إلى القرن الأوّل قَبل الميلاد، كما أنّ الأعمدة الضَّخمة بُنِيت خلالَ القرنَين: الثالث، والرابع للميلاد،¹ وقد ظلَّ المعبد منذ ذلك الوقت غارقاً تحتَ الكُثبان الرمليّة إلى أن بدأت بعثة استكشافيّة من المَعهد الألمانيّ للآثار بالاشتراك مع الحكومة اليمنيّة بالتنقيب في المنطقة، واكتشاف عرش بلقيس في عام ألف وتسعمئة وسبعة وسبعين، ومن الجدير بالذكر أنّ المعبد خضعَ فيما بعد لعمليّات ترميم، وإصلاح؛ ليستقبلَ الزوّارَ، والسيّاح.³

الشكل العامّ لقصر الملكة بلقيس

يأخذُ التصميم المعماريُّ لقصر الملكة بلقيس شكلاً مُربَّعاً، ويتمُّ الدخول إليه من الباب الموجود في الناحية الشماليّة، والذي تتقدُّمه ساحة واسعة مكشوفة يتوسَّطُها البئر المُقدَّس، وحوض مائيّ حجريّ يتغذَّى بالمياه من خلال مَصبٍّ قادم من فَمِ الثّور المُقدَّس، وتُحاطُ هذه الساحة بسُور من الطين، ومن المهمّ بمكان ذِكر أنّ القصر يضمُّ عدداً من الأبراج، أمّا القاعة الرئيسيّة للمعبد، فهي مُحاطَة من ثلاث جهات (الشماليّة، والغربيّة، والجنوبيّة) بالجُدران، إذ يُقابلُ الجدارُ الغربيّ للقاعة مجموعةً من المقاعد الحجريّة الثابتة، كما تُوجَد في الداخل ستةُ أعمدة حجريّة كبيرة تعلوها تيجان مُزيَّنة بالمُكعَّبات، ويبلغ طولُ كلٍّ من هذه الأعمدة نحو اثني عشر متراً، وبوزن يبلغ 17.5 طن تقريباً، علماً بأنّه يُمكن الوصول إلى هذه الأعمدة من خلال اثنتي عشرة درجةً حجريّة.⁴