موقع غار حراء
يقع غار حراء في أعلى مكة المكرّمة على جبل حراء (جبل النور)، شمال شرق المسجد الحرام، ويبعد عن مكة المكرمة مسافةً تُقدّر بحوالي 4.8 كم،1 ومن يذهب من مكة إلى منى2 وعرفات يكون الجبل على يساره،3 يبلغ ارتفاعه عن سفح الجبل 261 مترًا، وأما ارتفاعه عن مستوى سطح البحر، فيبلغ 621 مترًا، وغار حراء موجود في قمة جبل حراء وهو جزء من سلسلة الجبال المتلاصقة التي تكون على البحر، الذاهب إلى منى، ويُعرف كذلك بجبل النور، ويطلّ هذا الجبل على مساحات كبيرة جدًا من الجبال والأراضي.45
ميزات موقع غار حراء
امتاز موقع غار حراء بمميزات عديدة؛ وهو الأمر الذي جعل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يختاره ليختلي فيه، ويتعبّد قبل بعثته، حيث روت أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- فقالت: (كان يخلو بغارِ حِراءَ، فيتحنَّثُ فيه -وهو التعبدُ- الليالي ذواتِ العددِ قبل أن ينزعَ إلى أهله)،6 وفيما يأتي ذكر أهمّ هذه الميّزات:7
- يجمع الجلوس في غار حراء بين مناسبته للاختلاء والتعبّد فيه، والنظر إلى بيت الله الحرام؛ فهو يطلّ على الكعبة المشرّفة.
- مكان غار حراء بعيد عن الناس، والوصول إليه صعب، وهذا كان يُسهّل على النبي -عليه الصلاة والسلام- الاختلاء والتفكّر فيه لوقت طويلٍ وحده دون أن يُعكّر عليه أحد.
وصف غار حراء
الغار يعني الكهف، أو الثقب الموجود في الجبل،8 وغار حراء هو فجوة في جبل، قمّته تشبه سنام الجمل، وباب الغار فيه من ناحية الشمال، وقيل إنه يتّسع لخمسة أشخاص جالسين، وارتفاعه من الداخل كارتفاع رجلٍ متوسّط الطول، وهو جبلٌ فريد في شكله، ويستطيع الواقف عليه أن يرى من خلاله مكّة المكرّمة والبيت الحرام والأبنية وجبل ثور،9 وقد كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يختلي فيه قبل البعثة، وقبل أن يصبح نبيّاً ليتفكّر في خلق الله تعالى، أما بعد البعثة، فلم يقصده أو يزره، ممّا يدلّ على عدم مشروعية زيارته بقصد العبادة.1
لماذا سمي غار حراء بهذا الاسم؟
سُمّي غار الحراء هذا الاسم؛ لوقوعه وتواجده في جبلٍ يُسمّى حراء، وهذا الجبل معروفٌ ومشهورٌ بين أهل مكة باسم جبل حراء، وقد تناقل السلف الصالح اسم هذا الغار فيما بينهم ولمن جاء بعدهم، وورد هذا الاسم في كتب السير والتاريخ،10 ولغار حراء اسمٌ آخر، حيث كان يُسمّيه أهل مكّة أيضًا باسم النور، ويُطلقون على جبل حراء اسم جبل النور.11
الفرق بين غار حراء وغار ثور والعلاقة بينهما
يفترق غار ثورٍ عن غار حراء في أنّه -أي غار ثور- أكبر مساحةً من غار حراء، كما أنّه أبعد عن مكة المكرمة، ويقع جنوبها، أمّا غار حراء فهو إلى الشمال من مكة المكرمة، وأمّا العلاقة بينهما، فتتمثّل في أنّ كلًا منهما له مكانةٌ في الإسلام، وورد ذكره في السيرة النبوية، وقد زار النبي -عليه الصلاة والسلام- كلاهما؛ حيث كان يزور غار حراء قبل بعثته للخلوة والتفكّر، وأما غار ثور، فقد دخله ومكث فيه مع أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- أثناء طريق هجرتهما إلى المدينة، واحتميا فيه من أعين المشركين.12
مكانة غار حراء
تبرز مكانة غار حراء في أنّه المكان الذي نزل فيه الوحي جبريل -عليه السلام- أول مرةٍ، ليبلّغه بتكليف الله تعالى له وبعثته نبيًا، وخاطبه بأمر الله تعالى له المتمثل بآيات سورة العلق: (اقرأ باسم ربك الذي خلق)؛13 فالتكليف برسالة الإسلام وانطلاقها كان من غار حراء.1
المراجع
- ^ أ ب ت “غار حراء”، إسلام ويب، 28/8/2016، اطّلع عليه بتاريخ 4/8/2024. بتصرّف.
- أحمد أحمد غلوش، السيرة النبوية والدعوة في العهد المكي، صفحة 302. بتصرّف.
- وهبة الزحيلي، الفقه الإسلامي وأدلته، صفحة 2394. بتصرّف.
- محمد الطيب النجار، القول المبين في سيرة سيد المرسلين، صفحة 106. بتصرّف.
- محمد محيي الدين حمادة، كتاب الحج من نظم الإمام العمريطي الشافعي في نهاية التدريب في نظم غاية التدريب، صفحة 185. بتصرّف.
- رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:106، حديث صحيح.
- حمزة قاسم، منار القاري شرح مختصر صحيح البخاري، صفحة 35. بتصرّف.
- سعيد المرصفي، الجامع الصحيح للسيرة النبوية، صفحة 589-590. بتصرّف.
- مجموعة من المؤلفين، جلة البحوث الإسلامية، صفحة 512. بتصرّف.
- التقي الفاسي، شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام، صفحة 369. بتصرّف.
- محمد حسن شراب، المعالم الأثيرة في السنة والسيرة، صفحة 97-98. بتصرّف.
- مجموعة من المؤلفين، مجلة البحوث الإسلامية، صفحة 710. بتصرّف.
- سورة العلق، آية:1