مواقع بحيرات المرة حول العالم: دراسة في علوم الأرض

محمد الزهراني
3 دقيقة للقراءة

قناة السويس

قناة السويس وهي أحد المشاريع العظيمة التي تضمها مصر، حيث تم حفر هذه القناة المائية الاصطناعية في عام 1869، وتعتبر قناة عالمية تربط ما بين البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر كمعبر مائي يختصر المسافة التي كانت قديماً تجبر السفن على التنقل حول قارة إفريقيا للذهاب إلى آسيا وأوروبا.

بعد سنوات من البناء خضعت القناة لتوسعة بحفر تفريعات جديدة ومن أبرز التفريعات التي تم حفرها هي تفريعة البلاح، وتفريعة الكبريت، وتفريعة البحيرات المرة، وأكثرها شهرة هي الأخيرة لأنها مورد مهم في إنتاج الأسماك.

موقع البحيرات المرة

تقع البحيرات المرة في الجزء الشمال الشرقي من مصر، وتحديداً في منطقة قناة السويس، فالجزء الشمالي يحتضن البحيرة المرة الكبرى والجزء الجنوبي توجد البحيرة المرة الصغرى وكلاهما بحيرات مالحة، وتبلغ مساحة البحيرات معاً ما مساحته مائتين وخمسين كم2، ومن أبرز المدن المصرية القريبة لهذه البحيرات هي مدينة الإسماعيلية، حيث يطالب السكان بتحويل البحيرات لميناء عالمي.

تاريخ البحيرات المرة

تم بناء البحيرات المرة بعد أن كانت ودياناً جافة في عام 1955 في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وكانت التفريعة بطول أحد عشر كيلومتراً، وبما أن مناخ مصر من المناخات الحارة التي تعمل على تبخر المياه، فيتم تعويض المياه التي تفقده البحيرات من المياه المتدفقة والقادمة من البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر، فقناة السويس قناة مفتوحة ليس لها أبواب وفي ذات الوقت تعتبر حاجزاً تقلل من تيارات المد والجزر التي تؤثر على القناة.

أهمية البحيرات المرة

في عام 2014 تم ظهور فكرة تأسيس وتوسعة لقناة السويس بحفر مجرى ملاحي جديد وهو مشروع قناة السويس الجديد، فالهدف من إنشائه تقليل فرق الوقت التي تمكثه السفن في البحيرات المرة. ومن هنا يطالب السكان بتحويل البحيرات إلى ميناء بسبب مكوث السفن بها، فالمشكلة الحالية التي تعاني منها السفن هو توقف ما يسمى بقافلة الشمال لمدة تتجاوز الإحدى عشرة ساعة.

يهدف المشروع كذلك إلى توسيع وتعميق البحيرات إلى ما طوله سبعة وثلاثين كيلومتراً، فالبحيرات المرة وتفريعة الملاح قناة موازية لقناة السويس الأصلية، فهذا من شأنه يقلل من زمن عبور السفن إلى إحدى عشرة ساعة بدلاً من ثماني عشرة ساعة.

كون البحيرات المرة معبراً للسفن والناقلات فهي أيضاً منتجة للأسماك الذي يقدر بحوالي خمسة آلاف وسبعمائة طن، وكذلك يوجد بها الكثير من الشواطئ السياحية ومن أبرز هذه المدن مدينة أبو سلطان، وأبو فايد وجنيفة.

شارك في هذا المقال
أنا محمد الزهراني، كاتب وباحث شغوف بعلوم الأرض. حصلت على درجة الدكتوراه في الجيولوجيا من جامعة الملك عبد العزيز، حيث ركزت على دراسة النشاط الزلزالي في المنطقة العربية. لدي خبرة تمتد لأكثر من 10 سنوات في كتابة المقالات العلمية والتقارير البحثية التي تهدف إلى نشر الوعي بأهمية فهم ديناميكيات كوكبنا. شغفي يكمن في تحويل المفاهيم العلمية المعقدة إلى محتوى يسهل فهمه للجمهور العام. أسعى دائمًا لاستكشاف الظواهر الطبيعية وتوثيقها بأسلوب يلهم القراء للتفكير في علاقتهم بالبيئة المحيطة. كتاباتي تجمع بين الدقة العلمية والإبداع لتقديم رؤى جديدة حول عالمنا المتغير باستمرار.
Leave a Comment