دور الأم في الإسلام: أهميتها وتأثيرها على الأسرة والمجتمع

فراس الأحمد
3 دقيقة للقراءة

الأم

تُعتبر علاقة الإنسان بأمّه من أشدّ العلاقات متانة ورسوخًا وحميميّةً منذ أن خلق الله تعالى الإنسان واستخلفه على هذه الأرض؛ فالإنسان يحتاج إلى أمّه في كلّ مراحل حياته منذ ولادته إلى حين كبره وبلوغ أشدّه، وقد أدركت المجتمعات قديمًا وحديثًا أهميّة الأمّ حتّى ابتكروا لها عيدًا أسموه عيد الأم تكريمًا لعطائها وتضحياتها، فما هي أهميّة الأمّ بالنّسبة للإنسان؟

الأمّ بالنّسبة للمولود الجديد

تعتبر الأمّ بالنّسبة للمولود الجديد كلّ شيءٍ في حياته، فهي التي حملته تسعة أشهر في بطنها وتحمّلت في سبيل ذلك آلام الحمل والمخاض، وعلى محياها وصورتها تتفتّح عيناه ليكون أوّل إنسانٍ يشاهده ويتأمل فيه هو وجه الأم الحنون الرّؤوم، وبعد الولادة يتلقّى الولد من أمّه رزقه الأوّل وكفاف عيشه وهو اللّبن الذي يخرج من ثدييها ليسدّ رمقه ويروي عطشه ويشفي حاجاته النّفسيّة للحنان والرّحمة؛ فالأمّ هي الرّاعية الأولى للأبناء في سنّ الصّغر حينما تمدّهم بكلّ ما يحتاجونه من أسباب الحياة.

الأمّ بالنّسبة للأبناء الصّغار

عندما يكبر الأولاد تحرص الأم على رعايتهم والعناية بهم من جميع النّواحي، فهمّ الأمّ على الدوام أن ترى أبناءها في أجمل صورةٍ وهيئة وفي أنظف حلّة ولباس، وإذا تعرّض أيّ واحدٍ منهم للتّعب أو المرض رأيت الأمّ تسهر اللّيالي في سبيل العناية بهم، وتدعو الله تعالى أن يكشف ما بهم من المرض، كما تعتني الأمّ بأبنائها من جانب المأكل والمشرب فتحرص على إعداد الطّعام الذي يحبّونه ولا تفعل ذلك إلا لتُرضي ضميرها دون أن تنتظر جزاءً أو شكورا، فهي تأمل في يومٍ تخرُج فيه أجيالٌ صالحة تخدم دينها وأمتها.

الأمّ بالنّسبة للأبناء المراهقين والكبار

تُشكّل الأم بالنّسبة لأغلب المراهقين واليافعين الصّديق المقرّب الذي يلجؤون إليه ليبثّوا ما في داخلهم من هموم ومشاكل، كما أنّها تعتبر
المستشار الأمين على أسرارهم وآمالهم وطموحهم؛ فهي خير ناصحٍ لأبنائها عندما يشعرون بالتّيه والتّخبط بما تمتلكه من خبرة السّنين
وتجارب الأيّام.

الأمّ بالنّسبة للابن المتزوّج

يشدّ الحنين دائمًا الابن إلى أمّه إذا ما انتقل عنها للسّكن في بيته مع زوجة المستقبل، فذكرها لا يكاد يفارقه وهو يحرص دائمًا على زيارتها لأنّ ذلك يشبع حاجاته النّفسيّة وشوقه الفطري إلى الأمّ التي أنجبته وتعبت في تربيته السّنين الطّويلة، ويبقى الابن يتعاهد أمّه بالزّيارة حتّى وفاتها، فإذا توفيت شاخ الابن فجأة دون أن يشعر بذلك لفقده أمه، ويبقى ذكرها يشغل قلبه فهو يدعو لها دائمًا بالمغفرة ويحرص على زيارة قبرها .

شارك في هذا المقال
صورة شخصية الكاتب فراس الأحمد - متخصص في تاريخ الفكر الإسلامي
بواسطة فراس الأحمد
أنا فراس الأحمد، كاتب وباحث شغوف بدراسة الإسلام وتاريخه العريق. حصلت على درجة الماجستير في الدراسات الإسلامية من جامعة الأزهر، حيث ركزت على تاريخ الفكر الإسلامي وتأثيره على الحضارات. لدي خبرة تمتد لأكثر من عشر سنوات في الكتابة والبحث، حيث نشرت العديد من المقالات والكتب التي تناقش القضايا المعاصرة من منظور إسلامي. شغفي يكمن في توضيح الجوانب التاريخية والفكرية للإسلام، وأسعى دائمًا لتقديم محتوى يجمع بين الأصالة والمعاصرة. أهدف من خلال كتاباتي إلى بناء جسور من التفاهم بين الثقافات المختلفة، وإبراز جمال وقيم الإسلام في حياتنا اليومية.
Leave a Comment