تشبيهات مثيرة: نماذج مبهرة للتشبيه المقلوب

مازن الفهمي
3 دقيقة للقراءة

التشبيه المقلوب

يعرف التشبيه المقلوب بأنه جعل المشبه مشبهًا به بادعاء أن وجه الشبه فيه أقوى وأظهر، ويسمي أبو الفتح عثمان بن جني هذا النوع من التشبيه في كتابه الخصائص ((غلبة الفروع على الأصول )) كما أنه يقول: ((هذا فصل من فصول العربية طريف، تجده في معاني العرب، كما تجده في معاني الأعراب، ولا تكاد تجد شيئا من ذلك إلا والغرض فيه المبالغة)، والشرط في استعمال التشبيه المقلوب أن لا يكون قد ورد إلا فيما جرى عليه عرف العرب ، وذلك حتى تظهر صورة القلب والانعكاس فيه بوضوح.

أمثلة على التشبيه المقلوب

كما يأتي:1

  • كأن النسيم في الرقة أخلاقه.
  • كأن ضوء النهار جبينه.
  • كأن الماء في الصفاء طباعه.
  • كأن نشر الروض حسن سيرته.
  • كأن سواد الليل شعر فاحم.
  • كأن النبل كلامه وكأن الوبل نواله.
  • كأن جُرأة الأسد جُرأتك.
  • ركبنا قطارًا كأنه الجواد السباق.
  • فاح الزهر كأنه ذكرك الجميل.
  • قصف الرعد يشبه صوتك.
  • ظهر الصبح كأنه حجتك الساطعة.
  • تقلد الفارس سيفًا كأنه عزيمته يوم النزال.
  • سارت بنا السفينة في بحر كأنه جدواك، وقد سطع نور البدر كأنه جمال محياك.

أمثلة على التشبيه المقلوب من القرآن

كما يأتي:

  • في قوله تعالى: (اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِوَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ)23
  • في قوله تعالى: (ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا).4

أمثلة على التشبيه المقلوب من الشعر العربي

كما يأتي:31

  • قال ابن المعتز:

والصبح في طرَّة ليلٍ مسفر

كأنه غرَّة مُهرٍ أشقر
  • قال البحتري:

في طلعة البدر شيء من محاسنها

وللقضيب نصيبٌ من تثنيها5
  • قال البحتري في وصف بركة المتوكل:

كأنها حين لجَّت من تدفقها

يد الخليفة لما سال واديها
  • قال البحتري في المدح:

لجرّ عليّ الغيث هدّاب مزنه

أواخرها فيه وأولها عندي
  • قال أبو نواس:

لدى نرجس غض القطاف كأنه

إذا ما منحناه العيون عيون
  • قال ابن المعتز:

وسارية لا تمل البكا

جرى دمعها في خدود الثرى

سرت تقدح الصبح في ليلها

ببرق كهندية تُنتَضى

المراجع

  1. ^ أ ب علي الجارم ومصطفى أمين، البلاغة الواضحة، صفحة 60-64. بتصرّف.
  2. سورة النور، آية:35
  3. ^ أ ب عبد العزيز عتيق، علم البيان، صفحة 99-100. بتصرّف.
  4. سورة البقرة، آية:275
  5. محمد قاسم ومحيي الدين ديب، علوم البلاغة البديع والبيان والمعاني، صفحة 179. بتصرّف.
شارك في هذا المقال
صورة شخصية الكاتب مازن الفهمي - متخصص في تصميم المناهج الدراسية
بواسطة مازن الفهمي
أنا مازن الفهمي، شغوف بمجال التعليم وتطوير المناهج الدراسية. حصلت على درجة الماجستير في التربية من جامعة الملك سعود، وأمتلك خبرة تمتد لأكثر من 10 سنوات في التدريس وتصميم البرامج التعليمية. عملت كمستشار تربوي في عدة مؤسسات تعليمية، حيث ساهمت في تحسين جودة التعليم من خلال استراتيجيات مبتكرة. شغفي يكمن في إيجاد طرق جديدة لجعل التعليم تجربة ممتعة ومؤثرة للطلاب، وأسعى دائمًا لدمج التكنولوجيا في العملية التعليمية لتعزيز التفاعل والإبداع. أؤمن بأن التعليم هو أساس بناء المجتمعات، وأعمل جاهدًا لتقديم محتوى يلهم المتعلمين ويدفعهم لتحقيق طموحاتهم.
Leave a Comment