قصيدة وَاحَرّ قَلْباهُ
وَاحَرّ قَلْباهُ ممّنْ قَلْبُهُ شَبِمُ
-
-
- وَمَنْ بجِسْمي وَحالي عِندَهُ سَقَمُ
-
ما لي أُكَتِّمُ حُبّاً قَدْ بَرَى جَسَدي
-
-
- وَتَدّعي حُبّ سَيفِ الدّوْلةِ الأُمَمُ
-
إنْ كَانَ يَجْمَعُنَا حُبٌّ لِغُرّتِهِ
-
-
- فَلَيْتَ أنّا بِقَدْرِ الحُبّ نَقْتَسِمُ
-
قد زُرْتُهُ وَسُيُوفُ الهِنْدِ مُغْمَدَةٌ
-
-
- وَقد نَظَرْتُ إلَيْهِ وَالسّيُوفُ دَمُ
-
فكانَ أحْسَنَ خَلقِ الله كُلّهِمِ
-
-
- وَكانَ أحسنَ ما في الأحسَنِ الشّيَمُ
-
فَوْتُ العَدُوّ الذي يَمّمْتَهُ ظَفَرٌ
-
-
- في طَيّهِ أسَفٌ في طَيّهِ نِعَمُ
-
قد نابَ عنكَ شديدُ الخوْفِ وَاصْطنعتْ
-
-
- لَكَ المَهابَةُ ما لا تَصْنَعُ البُهَمُ
-
أَلزَمتَ نَفسَكَ شَيئًا لَيسَ يَلزَمُها
-
-
- أَن لا يُوارِيَهُم أَرضٌ وَلا عَلَمُ
-
أكُلّمَا رُمْتَ جَيْشًا فانْثَنَى هَرَبًا
-
-
- تَصَرّفَتْ بِكَ في آثَارِهِ الهِمَمُ
-
عَلَيْكَ هَزْمُهُمُ في كلّ مُعْتَرَكٍ
-
-
- وَمَا عَلَيْكَ بهِمْ عارٌ إذا انهَزَمُوا
-
أمَا تَرَى ظَفَرًا حُلْوًا سِوَى ظَفَرٍ
-
-
- تَصافَحَتْ فيهِ بِيضُ الهِنْدِ وَاللِّممُ
-
يا أعدَلَ النّاسِ إلاّ في مُعامَلَتي
-
-
- فيكَ الخِصامُ وَأنتَ الخصْمُ وَالحكَمُ
-
أُعِيذُها نَظَراتٍ مِنْكَ صادِقَةً
-
-
- أن تحسَبَ الشّحمَ فيمن شحمهُ وَرَمُ
-
وَمَا انْتِفَاعُ أخي الدّنْيَا بِنَاظِرِهِ
-
-
- إذا اسْتَوَتْ عِنْدَهُ الأنْوارُ وَالظُّلَمُ
-
سَيعْلَمُ الجَمعُ ممّنْ ضَمّ مَجلِسُنا
-
-
- بأنّني خَيرُ مَنْ تَسْعَى بهِ قَدَمُ
-
أنَا الذي نَظَرَ الأعْمَى إلى أدَبي
-
-
- وَأسْمَعَتْ كَلِماتي مَنْ بهِ صَمَمُ
-
أنَامُ مِلْءَ جُفُوني عَنْ شَوَارِدِهَا
-
-
- وَيَسْهَرُ الخَلْقُ جَرّاهَا وَيخْتَصِمُ
-
وَجاهِلٍ مَدّهُ في جَهْلِهِ ضَحِكي
-
-
- حَتى أتَتْه يَدٌ فَرّاسَةٌ وَفَمُ
-
إذا رَأيْتَ نُيُوبَ اللّيْثِ بارِزَةً
-
-
- فَلا تَظُنّنّ أنّ اللّيْثَ يَبْتَسِمُ
-
وَمُهْجَةٍ مُهْجَتي من هَمّ صَاحِبها
-
-
- أدرَكْتُهَا بجَوَادٍ ظَهْرُه حَرَمُ
-
رِجلاهُ في الرّكضِ رِجلٌ وَاليدانِ يَدٌ
-
-
- وَفِعْلُهُ مَا تُريدُ الكَفُّ وَالقَدَمُ
-
وَمُرْهَفٍ سرْتُ بينَ الجَحْفَلَينِ بهِ
-
-
- حتى ضرَبْتُ وَمَوْجُ المَوْتِ يَلْتَطِمُ
-
الخَيْلُ وَاللّيْلُ وَالبَيْداءُ تَعرِفُني
-
-
- وَالسّيفُ وَالرّمحُ والقرْطاسُ وَالقَلَمُ
-
صَحِبْتُ في الفَلَواتِ الوَحشَ
-
-
- منفَرِدًا حتى تَعَجّبَ مني القُورُ وَالأكَمُ
-
يَا مَنْ يَعِزّ عَلَيْنَا أنْ نُفَارِقَهُمْ
-
-
- وِجدانُنا كُلَّ شيءٍ بَعدَكمْ عَدَمُ
-
مَا كانَ أخلَقَنَا مِنكُمْ بتَكرِمَةٍ
-
-
- لَوْ أنّ أمْرَكُمُ مِن أمرِنَا أمَمُ
-
إنْ كانَ سَرّكُمُ ما قالَ حاسِدُنَا
-
-
- فَمَا لجُرْحٍ إذا أرْضاكُمُ ألَمُ
-
وَبَيْنَنَا لَوْ رَعَيْتُمْ ذاكَ مَعرِفَةٌ
-
-
- إنّ المَعارِفَ في أهْلِ النُّهَى ذِمَمُ
-
كم تَطْلُبُونَ لَنَا عَيْباً فيُعجِزُكمْ
-
-
- وَيَكْرَهُ الله ما تَأتُونَ وَالكَرَمُ
-
ما أبعدَ العَيبَ والنّقصانَ منْ شرَفي
-
-
- أنَا الثّرَيّا وَذانِ الشّيبُ وَالهَرَمُ
-
لَيْتَ الغَمَامَ الذي عندي صَواعِقُهُ
-
-
- يُزيلُهُنّ إلى مَنْ عِنْدَهُ الدِّيَمُ
-
أرَى النّوَى يَقتَضيني كلَّ مَرْحَلَةٍ
-
-
- لا تَسْتَقِلّ بها الوَخّادَةُ الرُّسُمُ
-
لَئِنْ تَرَكْنَ ضُمَيرًا عَنْ مَيامِنِنا
-
-
- لَيَحْدُثَنّ لمَنْ وَدّعْتُهُمْ نَدَمُ
-
إذا تَرَحّلْتَ عن قَوْمٍ وَقَد قَدَرُوا
-
-
- أنْ لا تُفارِقَهُمْ فالرّاحِلونَ هُمُ
-
شَرُّ البِلادِ مَكانٌ لا صَديقَ بِهِ
-
-
- وَشَرُّ ما يَكسِبُ الإنسانُ ما يَصِمُ
-
وَشَرُّ ما قَنّصَتْهُ رَاحَتي قَنَصٌ
-
-
- شُهْبُ البُزاةِ سَواءٌ فيهِ والرَّخَمُ
-
بأيّ لَفْظٍ تَقُولُ الشّعْرَ زِعْنِفَةٌ
-
-
- تَجُوزُ عِندَكَ لا عُرْبٌ وَلا عَجَمُ
-
هَذا عِتابُكَ إلاّ أنّهُ مِقَةٌ
-
-
- قد ضُمّنَ الدُّرَّ إلاّ أنّهُ كَلِمُ
-
قصيدة على قدر أهل العزم
عَلى قَدْرِ أهْلِ العَزْم تأتي العَزائِمُ
-
-
- وَتأتي علَى قَدْرِ الكِرامِ المَكارمُ
-
وَتَعْظُمُ في عَينِ الصّغيرِ صغارُها
-
-
- وَتَصْغُرُ في عَين العَظيمِ العَظائِمُ
-
يُكَلّفُ سيفُ الدّوْلَةِ الجيشَ هَمّهُ
-
-
- وَقد عَجِزَتْ عنهُ الجيوشُ الخضارمُ
-
وَيَطلُبُ عندَ النّاسِ ما عندَ نفسِه
-
-
- وَذلكَ ما لا تَدّعيهِ الضّرَاغِمُ
-
يُفَدّي أتَمُّ الطّيرِ عُمْرًا سِلاحَهُ
-
-
- نُسُورُ الفَلا أحداثُها وَالقَشاعِمُ
-
وَما ضَرّها خَلْقٌ بغَيرِ مَخالِبٍ
-
-
- وَقَدْ خُلِقَتْ أسيافُهُ وَالقَوائِمُ
-
هَلِ الحَدَثُ الحَمراءُ تَعرِفُ لوْنَها
-
-
- وَتَعْلَمُ أيُّ السّاقِيَيْنِ الغَمَائِمُ
-
سَقَتْها الغَمَامُ الغُرُّ قَبْلَ نُزُولِهِ
-
-
- فَلَمّا دَنَا مِنها سَقَتها الجَماجِمُ
-
بَنَاهَا فأعْلى وَالقَنَا يَقْرَعُ القَنَا
-
-
- وَمَوْجُ المَنَايَا حَوْلَها مُتَلاطِمُ
-
وَكانَ بهَا مثْلُ الجُنُونِ فأصْبَحَتْ
-
-
- وَمِنْ جُثَثِ القَتْلى عَلَيْها تَمائِمُ
-
طَريدَةُ دَهْرٍ ساقَها فَرَدَدْتَهَا
-
-
- على الدّينِ بالخَطّيّ وَالدّهْرُ رَاغِمُ
-
تُفيتُ کللّيالي كُلَّ شيءٍ أخَذْتَهُ
-
-
- وَهُنّ لِمَا يأخُذْنَ منكَ غَوَارِمُ
-
إذا كانَ ما تَنْوِيهِ فِعْلاً مُضارِعًا
-
-
- مَضَى قبلَ أنْ تُلقى علَيهِ الجَوازِمُ
-
وكيفَ تُرَجّي الرّومُ والرّوسُ هدمَها
-
-
- وَذا الطّعْنُ آساسٌ لهَا وَدَعائِمُ
-
وَقَد حاكَمُوهَا وَالمَنَايَا حَوَاكِمٌ
-
-
- فَما ماتَ مَظلُومٌ وَلا عاشَ ظالِمُ
-
أتَوْكَ يَجُرّونَ الحَديدَ كَأنّمَا
-
-
- سَرَوْا إليك بِجِيَادٍ ما لَهُنّ قَوَائِمُ
-
إذا بَرَقُوا لم تُعْرَفِ البِيضُ منهُمُ
-
-
- ثِيابُهُمُ من مِثْلِها وَالعَمَائِمُ
-
خميسٌ بشرْقِ الأرْضِ وَالغرْبِ زَحْفُهُ
-
-
- وَفي أُذُنِ الجَوْزَاءِ منهُ زَمَازِمُ
-
تَجَمّعَ فيهِ كلُّ لِسْنٍ وَأُمّةٍ
-
-
- فَمَا يُفْهِمُ الحُدّاثَ إلاّ الترَاجِمُ
-
فَلِلّهِ وَقْتٌ ذَوّبَ الغِشَّ نَارُهُ
-
-
- فَلَمْ يَبْقَ إلاّ صَارِمٌ أوْ ضُبارِمُ
-
تَقَطّعَ ما لا يَقْطَعُ الدّرْعَ وَالقَنَا
-
-
- وَفَرّ منَ الفُرْسانِ مَنْ لا يُصادِمُ
-
وَقَفْتَ وَما في المَوْتِ شكٌّ لوَاقِفٍ
-
-
- كأنّكَ في جَفنِ الرّدَى وهْوَ نائِمُ
-
تَمُرّ بكَ الأبطالُ كَلْمَى هَزيمَةً
-
-
- وَوَجْهُكَ وَضّاحٌ وَثَغْرُكَ باسِمُ
-
تجاوَزْتَ مِقدارَ الشّجاعَةِ والنُّهَى
-
-
- إلى قَوْلِ قَوْمٍ أنتَ بالغَيْبِ عالِمُ
-
ضَمَمْتَ جَناحَيهِمْ على القلبِ ضَمّةً
-
-
- تَمُوتُ الخَوَافي تحتَها وَالقَوَادِمُ
-
بضَرْبٍ أتَى الهاماتِ وَالنّصرُ غَائِبٌ
-
-
- وَصَارَ إلى اللّبّاتِ وَالنّصرُ قَادِمُ
-
حَقَرْتَ الرُّدَيْنِيّاتِ حتى طَرَحتَها
-
-
- وَحتى كأنّ السّيفَ للرّمحِ شاتِمُ
-
وَمَنْ طَلَبَ الفَتْحَ الجَليلَ فإنّمَا
-
-
- مَفاتِيحُهُ البِيضُ الخِفافُ الصّوَارِمُ
-
نَثَرْتَهُمُ فَوْقَ الأُحَيْدِبِ كُلّهِ
-
-
- كمَا نُثِرَتْ فَوْقَ العَرُوسِ الدّراهمُ
-
تدوسُ بكَ الخيلُ الوكورَ على الذُّرَى
-
-
- وَقد كثرَتْ حَوْلَ الوُكورِ المَطاعِمُ
-
تَظُنّ فِراخُ الفُتْخِ أنّكَ زُرْتَهَا
-
-
- بأُمّاتِها وَهْيَ العِتاقُ الصّلادِمُ
-
إذا زَلِقَتْ مَشّيْتَها ببُطونِهَا
-
-
- كمَا تَتَمَشّى في الصّعيدِ الأراقِمُ
-
أفي كُلّ يَوْمٍ ذا الدُّمُسْتُقُ مُقدِمٌ
-
-
- قَفَاهُ على الإقْدامِ للوَجْهِ لائِمُ
-
أيُنكِرُ رِيحَ اللّيثِ حتى يَذُوقَهُ
-
-
- وَقد عَرَفتْ ريحَ اللّيوثِ البَهَائِمُ
-
وَقد فَجَعَتْهُ بابْنِهِ وَابنِ صِهْرِهِ
-
-
- وَبالصّهْرِ حَمْلاتُ الأميرِ الغَوَاشِمُ
-
مضَى يَشكُرُ الأصْحَابَ في فوْته الظُّبَى
-
-
- لِمَا شَغَلَتْهَا هامُهُمْ وَالمَعاصِمُ
-
وَيَفْهَمُ صَوْتَ المَشرَفِيّةِ فيهِمِ
-
-
- على أنّ أصْواتَ السّيوفِ أعَاجِمُ
-
يُسَرّ بمَا أعْطاكَ لا عَنْ جَهَالَةٍ
-
-
- وَلكِنّ مَغْنُومًا نَجَا منكَ غانِمُ
-
وَلَسْتَ مَليكًا هازِمًا لِنَظِيرِهِ
-
-
- وَلَكِنّكَ التّوْحيدُ للشّرْكِ هَازِمُ
-
تَشَرّفُ عَدْنانٌ بهِ لا رَبيعَةٌ
-
-
- وَتَفْتَخِرُ الدّنْيا بهِ لا العَوَاصِمُ
-
لَكَ الحَمدُ في الدُّرّ الذي ليَ لَفظُهُ
-
-
- فإنّكَ مُعْطيهِ وَإنّيَ نَاظِمُ
-
وَإنّي لَتَعْدو بي عَطَايَاكَ في الوَغَى
-
-
- فَلا أنَا مَذْمُومٌ وَلا أنْتَ نَادِمُ
-
عَلى كُلّ طَيّارٍ إلَيْهَا برِجْلِهِ
-
-
- إذا وَقَعَتْ في مِسْمَعَيْهِ الغَمَاغِمُ
-
ألا أيّها السّيفُ الذي لَيسَ مُغمَدًا
-
-
- وَلا فيهِ مُرْتابٌ وَلا منْهُ عَاصِمُ
-
هَنيئًا لضَرْبِ الهَامِ وَالمَجْدِ وَالعُلَى
-
-
- وَرَاجِيكَ وَالإسْلامِ أنّكَ سالِمُ
-
وَلِمْ لا يَقي الرّحمنُ حدّيك ما وَقى
-
-
- وَتَفْليقُهُ هَامَ العِدَى بكَ دائِمُ
-
قصيدة عذل العواذل
عَذْلُ العَواذِلِ حَوْلَ قَلبي التّائِهِ
-
-
- وَهَوَى الأحِبّةِ مِنْهُ في سَوْدائِهِ
-
يَشْكُو المَلامُ إلى اللّوائِمِ حَرَّهُ
-
-
- وَيَصُدُّ حينَ يَلُمْنَ عَنْ بُرَحائِهِ
-
وبمُهْجَتي يا عَاذِلي المَلِكُ الذي
-
-
- أسخَطتُ أعذَلَ مِنكَ في إرْضائِهِ
-
إنْ كانَ قَدْ مَلَكَ القُلُوبَ فإنّهُ
-
-
- مَلَكَ الزّمَانَ بأرْضِهِ وَسَمائِهِ
-
ألشّمسُ مِنْ حُسّادِهِ وَالنّصْرُ من
-
-
- قُرَنَائِهِ وَالسّيفُ مِنْ أسمَائِهِ
-
أينَ الثّلاثَةُ مِنْ ثَلاثِ خِلالِهِ
-
-
- مِنْ حُسْنِهِ وَإبَائِهِ وَمَضائِهِ
-
مَضَتِ الدّهُورُ وَمَا أتَينَ بمِثْلِهِ
-
-
- وَلَقَدْ أتَى فَعَجَزْنَ عَنْ نُظَرَائِهِ
-
قصيدة عيد بأي حال عدت يا عيد
عيدٌ بأيّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ
-
-
- بمَا مَضَى أمْ بأمْرٍ فيكَ تجْديدُ
-
أمّا الأحِبّةُ فالبَيْداءُ دونَهُمُ
-
-
- فَلَيتَ دونَكَ بِيداً دونَهَا بِيدُ
-
لَوْلا العُلى لم تجُبْ بي ما أجوبُ بهَا
-
-
- وَجْنَاءُ حَرْفٌ وَلا جَرْداءُ قَيْدودُ
-
وَكَانَ أطيَبَ مِنْ سَيفي مُعانَقَةً
-
-
- أشْبَاهُ رَوْنَقِهِ الغِيدُ الأمَاليدُ
-
لم يَترُكِ الدّهْرُ مِنْ قَلبي وَلا كبدي
-
-
- شَيْئًا تُتَيّمُهُ عَينٌ وَلا جِيدُ
-
يا سَاقِيَيَّ أخَمْرٌ في كُؤوسكُما
-
-
- أمْ في كُؤوسِكُمَا هَمٌّ وَتَسهيدُ؟
-
أصَخْرَةٌ أنَا، ما لي لا تُحَرّكُني
-
-
- هَذِي المُدامُ وَلا هَذي الأغَارِيدُ
-
إذا أرَدْتُ كُمَيْتَ اللّوْنِ صَافِيَةً
-
-
- وَجَدْتُهَا وَحَبيبُ النّفسِ مَفقُودُ
-
ماذا لَقيتُ منَ الدّنْيَا وَأعْجَبُهُ
-
-
- أني بمَا أنَا شاكٍ مِنْهُ مَحْسُودُ
-
أمْسَيْتُ أرْوَحَ مُثْرٍ خَازِنًا وَيَدًا
-
-
- أنَا الغَنيّ وَأمْوَالي المَوَاعِيدُ
-
إنّي نَزَلْتُ بكَذّابِينَ، ضَيْفُهُمُ
-
-
- عَنِ القِرَى وَعَنِ الترْحالِ محْدُودُ
-
جودُ الرّجالِ من الأيدي وَجُودُهُمُ
-
-
- منَ اللّسانِ، فَلا كانوا وَلا الجُودُ
-
ما يَقبضُ المَوْتُ نَفسًا من نفوسِهِمُ
-
-
- إلاّ وَفي يَدِهِ مِنْ نَتْنِهَا عُودُ
-
أكُلّمَا اغتَالَ عَبدُ السّوْءِ سَيّدَهُ أوْ
-
-
- خَانَهُ فَلَهُ في مصرَ تَمْهِيدُ
-
صَارَ الخَصِيّ إمَامَ الآبِقِينَ بِهَا
-
-
- فالحُرّ مُسْتَعْبَدٌ وَالعَبْدُ مَعْبُودُ
-
نَامَتْ نَوَاطِيرُ مِصرٍ عَنْ ثَعَالِبِها
-
-
- فَقَدْ بَشِمْنَ وَما تَفنى العَنَاقيدُ
-
العَبْدُ لَيْسَ لِحُرٍّ صَالِحٍ بأخٍ
-
-
- لَوْ أنّهُ في ثِيَابِ الحُرّ مَوْلُودُ
-
لا تَشْتَرِ العَبْدَ إلاّ وَالعَصَا مَعَهُ
-
-
- إنّ العَبيدَ لأنْجَاسٌ مَنَاكِيدُ
-
ما كُنتُ أحْسَبُني أحْيَا إلى زَمَنٍ
-
-
- يُسِيءُ بي فيهِ عَبْدٌ وَهْوَ مَحْمُودُ
-
ولا تَوَهّمْتُ أنّ النّاسَ قَدْ فُقِدوا
-
-
- وَأنّ مِثْلَ أبي البَيْضاءِ مَوْجودُ
-
وَأنّ ذا الأسْوَدَ المَثْقُوبَ مَشْفَرُهُ
-
-
- تُطيعُهُ ذي العَضَاريطُ الرّعاديد
-
جَوْعانُ يأكُلُ مِنْ زادي وَيُمسِكني
-
-
- لكَيْ يُقالَ عَظيمُ القَدرِ مَقْصُودُ
-
وَيْلُمِّهَا خُطّةً وَيْلُمِّ قَابِلِهَا
-
-
- لِمِثْلِها خُلِقَ المَهْرِيّةُ القُودُ
-
وَعِنْدَها لَذّ طَعْمَ المَوْتِ شَارِبُهُ
-
-
- إنّ المَنِيّةَ عِنْدَ الذّلّ قِنْديدُ
-
مَنْ عَلّمَ الأسْوَدَ المَخصِيّ مكرُمَةً
-
-
- أقَوْمُهُ البِيضُ أمْ آبَاؤهُ الصِّيدُ
-
أمْ أُذْنُهُ في يَدِ النّخّاسِ دامِيَةً
-
-
- أمْ قَدْرُهُ وَهْوَ بالفِلْسَينِ مَرْدودُ
-
أوْلى اللّئَامِ كُوَيْفِيرٌ بمَعْذِرَةٍ
-
-
- في كلّ لُؤمٍ، وَبَعضُ العُذرِ تَفنيدُ
-
وَذاكَ أنّ الفُحُولَ البِيضَ عاجِزَةٌ
-
-
- عنِ الجَميلِ فكَيفَ الخِصْيةُ السّودُ؟
-
قصيدة كفى بك داء
كفى بكَ داءً أنْ ترَى الموْتَ شافِيَا
-
-
- وَحَسْبُ المَنَايَا أنْ يكُنّ أمانِيَا
-
تَمَنّيْتَهَا لمّا تَمَنّيْتَ أنْ تَرَى
-
-
- صَديقًا فأعْيَا أوْ عَدُواً مُداجِيَا
-
إذا كنتَ تَرْضَى أنْ تَعيشَ بذِلّةٍ
-
-
- فَلا تَسْتَعِدّنّ الحُسامَ اليَمَانِيَا
-
وَلا تَستَطيلَنّ الرّماحَ لِغَارَةٍ
-
-
- وَلا تَستَجيدَنّ العِتاقَ المَذاكِيَا
-
فما يَنفَعُ الأُسْدَ الحَياءُ من الطَّوَى
-
-
- وَلا تُتّقَى حتى تكونَ ضَوَارِيَا
-
حَبَبْتُكَ قَلْبي قَبلَ حُبّكَ من نأى
-
-
- وَقد كانَ غَدّاراً فكُنْ أنتَ وَافِيَا
-
وَأعْلَمُ أنّ البَينَ يُشكيكَ بَعْدَهُ
-
-
- فَلَسْتَ فُؤادي إنْ رَأيْتُكَ شَاكِيَا
-
فإنّ دُمُوعَ العَينِ غُدْرٌ بِرَبّهَا
-
-
- إذا كُنّ إثْرَ الغَادِرِين جَوَارِيَا
-
إذا الجُودُ لم يُرْزَقْ خَلاصًا من الأذَى
-
-
- فَلا الحَمدُ مكسوبًا وَلا المالُ باقِيَا
-
وَللنّفْسِ أخْلاقٌ تَدُلّ على الفَتى
-
-
- أكانَ سَخاءً ما أتَى أمْ تَسَاخِيَا
-
أقِلَّ اشتِياقًا أيّهَا القَلْبُ رُبّمَا
-
-
- رَأيْتُكَ تُصْفي الوُدّ من ليسَ صافيَا
-
خُلِقْتُ ألُوفًا لَوْ رَجعتُ إلى الصّبَى
-
-
- لَفارَقتُ شَيبي مُوجَعَ القلبِ باكِيَا
-
وَلَكِنّ بالفُسْطاطِ بَحْرًا أزَرْتُهُ
-
-
- حَيَاتي وَنُصْحي وَالهَوَى وَالقَوَافِيَا
-
وَجُرْدًا مَدَدْنَا بَينَ آذانِهَا القَنَا
-
-
- فَبِتْنَ خِفَافًا يَتّبِعْنَ العَوَالِيَا
-
تَمَاشَى بأيْدٍ كُلّمَا وَافَتِ الصَّفَا
-
-
- نَقَشْنَ بهِ صَدرَ البُزَاةِ حَوَافِيَا
-
وَتَنظُرُ من سُودٍ صَوَادِقَ في الدجى
-
-
- يَرَينَ بَعيداتِ الشّخُوصِ كما هِيَا
-
وَتَنْصِبُ للجَرْسِ الخَفِيِّ سَوَامِعًا
-
-
- يَخَلْنَ مُنَاجَاةَ الضّمِير تَنَادِيَا
-
تُجاذِبُ فُرْسانَ الصّباحِ أعِنّةً
-
-
- كأنّ على الأعناقِ منْهَا أفَاعِيَا
-
بعَزْمٍ يَسيرُ الجِسْمُ في السرْجِ راكبًا
-
-
- بهِ وَيَسيرُ القَلبُ في الجسْمِ ماشِيَا
-
قَوَاصِدَ كَافُورٍ تَوَارِكَ غَيرِهِ
-
-
- وَمَنْ قَصَدَ البَحرَ استَقَلّ السّوَاقِيا
-
فَجاءَتْ بِنَا إنْسانَ عَينِ زَمانِهِ
-
-
- وَخَلّتْ بَيَاضًا خَلْفَهَا وَمَآقِيَا
-
تجُوزُ عَلَيهَا المُحْسِنِينَ إلى الّذي
-
-
- نَرَى عِندَهُمْ إحسانَهُ وَالأيادِيَا
-
فَتىً ما سَرَيْنَا في ظُهُورِ جُدودِنَا
-
-
- إلى عَصْرِهِ إلاّ نُرَجّي التّلاقِيَا
-
تَرَفّعَ عَنْ عُونِ المَكَارِمِ قَدْرُهُ
-
-
- فَمَا يَفعَلُ الفَعْلاتِ إلاّ عَذارِيَا
-
يُبِيدُ عَدَاوَاتِ البُغَاةِ بلُطْفِهِ
-
-
- فإنْ لم تَبِدْ منهُمْ أبَادَ الأعَادِيَا
-
أبا المِسكِ ذا الوَجْهُ الذي كنتُ تائِقًا
-
-
- إلَيْهِ وَذا اليَوْمُ الذي كنتُ رَاجِيَا
-
لَقِيتُ المَرَوْرَى وَالشّنَاخيبَ دُونَهُ
-
-
- وَجُبْتُ هَجيرًا يَترُكُ المَاءَ صَادِيَا
-
أبَا كُلّ طِيبٍ لا أبَا المِسْكِ وَحدَه
-
-
- وَكلَّ سَحابٍ لا أخُصّ الغَوَادِيَا
-
يُدِلّ بمَعنىً وَاحِدٍ كُلُّ فَاخِرٍ
-
-
- وَقد جَمَعَ الرّحْمنُ فيكَ المَعَانِيَا
-
إذا كَسَبَ النّاسُ المَعَاليَ بالنّدَى
-
-
- فإنّكَ تُعطي في نَداكَ المَعَالِيَا
-
وَغَيرُ كَثِيرٍ أنْ يَزُورَكَ رَاجِلٌ
-
-
- فَيَرْجعَ مَلْكًا للعِرَاقَينِ وَالِيَا
-
فَقَدْ تَهَبُ الجَيشَ الذي جاءَ غازِيًا
-
-
- لِسائِلِكَ الفَرْدِ الذي جاءَ عَافِيَا
-
وَتَحْتَقِرُ الدّنْيَا احْتِقارَ مُجَرِّبٍ
-
-
- يَرَى كلّ ما فيهَا وَحاشاكَ فَانِيَا
-
وَمَا كُنتَ ممّن أدرَكَ المُلْكَ بالمُنى
-
-
- وَلَكِنْ بأيّامٍ أشَبْنَ النّوَاصِيَا
-
عِداكَ تَرَاهَا في البِلادِ مَساعِيًا
-
-
- وَأنْتَ تَرَاهَا في السّمَاءِ مَرَاقِيَا
-
لَبِسْتَ لهَا كُدْرَ العَجاجِ كأنّمَا تَرَى
-
-
- غيرَ صافٍ أن ترَى الجوّ صَافِيَا
-
وَقُدتَ إلَيْها كلّ أجرَدَ سَابِحٍ
-
-
- يؤدّيكَ غَضْبَانًا وَيَثْنِيكَ رَاضِيَا
-
وَمُخْتَرَطٍ مَاضٍ يُطيعُكَ آمِرًا
-
-
- وَيَعصِي إذا استثنَيتَ أوْ صرْتَ ناهِيَا
-
وَأسْمَرَ ذي عِشرِينَ تَرْضَاه وَارِدًا
-
-
- وَيَرْضَاكَ في إيرادِهِ الخيلَ ساقِيَا
-
كَتائِبَ ما انفَكّتْ تجُوسُ عَمائِرًا
-
-
- من الأرْضِ قد جاسَتْ إلَيها فيافِيَا
-
غَزَوْتَ بها دُورَ المُلُوكِ فَباشَرَتْ
-
-
- سَنَابِكُها هَامَاتِهِمْ وَالمَغانِيَا
-
وَأنْتَ الذي تَغْشَى الأسِنّةَ أوّلاً
-
-
- وَتَأنَفُ أنْ تَغْشَى الأسِنّةَ ثَانِيَا
-
إذا الهِنْدُ سَوّتْ بَينَ سَيفيْ كَرِيهَةٍ
-
-
- فسَيفُكَ في كَفٍّ تُزيلُ التّساوِيَا
-
وَمِنْ قَوْلِ سَامٍ لَوْ رَآكَ لِنَسْلِهِ
-
-
- فِدَى ابنِ أخي نَسلي وَنَفسي وَمالِيَا
-
مَدًى بَلّغَ الأستاذَ أقصَاهُ رَبُّهُ
-
-
- وَنَفْسٌ لَهُ لم تَرْضَ إلاّ التّنَاهِيَا
-
دَعَتْهُ فَلَبّاهَا إلى المَجْدِ وَالعُلَى
-
-
- وَقد خالَفَ النّاسُ النّفوسَ الدّوَاعيَا
-
فأصْبَحَ فَوْقَ العالَمِينَ يَرَوْنَهُ
-
-
- وَإنْ كانَ يُدْنِيهِ التّكَرُّمُ نَائِيَا
-
قصيدة أرقٌ على أرقٍ
أَرَقٌ عَلى أَرَقٍ وَمِثلِيَ يَأرَقُ
-
-
- وَجَوىً يَزيدُ وَعَبرَةٌ تَتَرَقرَقُ
-
جُهدُ الصَبابَةِ أَن تَكونَ كَما أَرى
-
-
- عَينٌ مُسَهَّدَةٌ وَقَلبٌ يَخفِقُ
-
ما لاحَ بَرقٌ أَو تَرَنَّمَ طائِرٌ
-
-
- إِلّا اِنثَنَيتُ وَلي فُؤادٌ شَيِّقُ
-
جَرَّبتُ مِن نارِ الهَوى ما تَنطَفي
-
-
- نارُ الغَضى وَتَكِلُّ عَمّا تُحرِقُ
-
وَعَذَلتُ أَهلَ العِشقِ حَتّى ذُقتُهُ
-
-
- فَعَجِبتُ كَيفَ يَموتُ مَن لا يَعشَقُ
-
وَعَذَرتُهُم وَعَرَفتُ ذَنبِيَ أَنَّني
-
-
- عَيَّرتُهُم فَلَقيتُ فيهِ ما لَقوا
-
أَبَني أَبينا نَحنُ أَهلُ مَنازِلٍ
-
-
- أَبَداً غُرابُ البَينِ فيها يَنعَقُ
-
نَبكي عَلى الدُنيا وَما مِن مَعشَرٍ
-
-
- جَمَعَتهُمُ الدُنيا فَلَم يَتَفَرَّقوا
-
أَينَ الأَكاسِرَةُ الجَبابِرَةُ الأُلى
-
-
- كَنَزوا الكُنوزَ فَما بَقينَ وَلا بَقوا
-
مِن كُلِّ مَن ضاقَ الفَضاءُ بِجَيشِهِ
-
-
- حَتّى ثَوى فَحَواهُ لَحدٌ ضَيِّقُ
-
خُرسٌ إِذا نودوا كَأَن لَم يَعلَموا
-
-
- أَنَّ الكَلامَ لَهُم حَلالٌ مُطلَقُ
-
وَالمَوتُ آتٍ وَالنُفوسُ نَفائِسٌ
-
-
- وَالمُستَغِرُّ بِما لَدَيهِ الأَحمَقُ
-
وَالمَرءُ يَأمُلُ وَالحَياةُ شَهِيَّةٌ
-
-
- وَالشَيبُ أَوقَرُ وَالشَبيبَةُ أَنزَقُ
-
وَلَقَد بَكَيتُ عَلى الشَبابِ وَلِمَّتي
-
-
- مُسوَدَّةٌ وَلِماءِ وَجهِيَ رَونَقُ
-
حَذَراً عَلَيهِ قَبلَ يَومِ فِراقِهِ
-
-
- حَتّى لَكِدتُ بِماءِ جَفنِيَ أَشرَقُ
-
أَمّا بَنو أَوسِ اِبنِ مَعنِ اِبنِ الرِضا
-
-
- فَأَعَزُّ مَن تُحدى إِلَيهِ الأَينُقُ
-
كَبَّرتُ حَولَ دِيارِهِم لَمّا بَدَت
-
-
- مِنها الشُموسُ وَلَيسَ فيها المَشرِقُ
-
وَعَجِبتُ مِن أَرضٍ سَحابُ أَكُفِّهِم
-
-
- مِن فَوقِها وَصُخورُها لا تورِقُ
-
وَتَفوحُ مِن طيبِ الثَناءِ رَوائِحٌ
-
-
- لَهُمُ بِكُلِّ مَكانَةٍ تُستَنشَقُ
-
مِسكِيَّةُ النَفَحاتِ إِلّا أَنَّها
-
-
- وَحشِيَّةٌ بِسِواهُمُ لا تَعبَقُ
-
أَمُريدَ مِثلِ مُحَمَّدٍ في عَصرِنا
-
-
- لا تَبلُنا بِطِلابِ ما لا يُلحَقُ
-
لَم يَخلُقِ الرَحمَنُ مِثلَ مُحَمَّدٍ
-
-
- أَبَدًا وَظَنّي أَنَّهُ لا يَخلُقُ
-
يا ذا الَّذي يَهَبُ الجَزيلَ وَعِندَهُ
-
-
- أَنّي عَلَيهِ بِأَخذِهِ أَتَصَدَّقُ
-
أَمطِر عَلَيَّ سَحابَ جودِكَ ثَرَّةً
-
-
- وَاِنظُر إِلَيَّ بِرَحمَةٍ لا أَغرَقُ
-
كَذَبَ اِبنُ فاعِلَةٍ يَقولُ بِجَهلِهِ
-
-
- ماتَ الكِرامُ وَأَنتَ حَيٌّ تُرزَقُ
-
قصيدة أغالبُ فيكَ الشوقَ والشوقُ أغلبُ
أُغالِبُ فيكَ الشَوقَ وَالشَوقُ أَغلَبُ
-
-
- وَأَعجَبُ مِن ذا الهَجرِ وَالوَصلُ أَعجَبُ
-
أَما تَغلَطُ الأَيّامُ فيَّ بِأَن أَرى
-
-
- بَغيضاً تُنائي أَو حَبيباً تُقَرِّبُ
-
وَلِلَّهِ سَيري ما أَقَلَّ تَإِيَّةً
-
-
- عَشِيَّةَ شَرقِيَّ الحَدالَي وَغُرَّبُ
-
عَشِيَّةَ أَحفى الناسِ بي مَن جَفَوتُهُ
-
-
- وَأَهدى الطَريقَينِ الَّتي أَتَجَنَّبُ
-
وَكَم لِظَلامِ اللَيلِ عِندَكَ مِن يَدٍ
-
-
- تُخَبِّرُ أَنَّ المانَوِيَّةَ تَكذِبُ
-
وَقاكَ رَدى الأَعداءِ تَسري إِلَيهِمُ
-
-
- وَزارَكَ فيهِ ذو الدَلالِ المُحَجَّبُ
-
وَيَومٍ كَلَيلِ العاشِقينَ كَمَنتُهُ
-
-
- أُراقِبُ فيهِ الشَمسَ أَيّانَ تَغرُبُ
-
وَعَيني إِلى أُذنَي أَغَرَّ كَأَنَّهُ
-
-
- مِنَ اللَيلِ باقٍ بَينَ عَينَيهِ كَوكَبُ
-
لَهُ فَضلَةٌ عَن جِسمِهِ في إِهابِهِ
-
-
- تَجيءُ عَلى صَدرٍ رَحيبٍ وَتَذهَبُ
-
شَقَقتُ بِهِ الظَلماءَ أُدني عِنانَهُ
-
-
- فَيَطغى وَأُرخيهِ مِرارًا فَيَلعَبُ
-
وَأَصرَعُ أَيَّ الوَحشِ قَفَّيتُهُ بِهِ
-
-
- وَأَنزِلُ عَنهُ مِثلَهُ حينَ أَركَبُ
-
وَما الخَيلُ إِلّا كَالصَديقِ قَليلَةٌ
-
-
- وَإِن كَثُرَت في عَينِ مَن لا يُجَرِّبُ
-
إِذا لَم تُشاهِد غَيرَ حُسنِ شِياتِها
-
-
- وَأَعضائِها فَالحُسنُ عَنكَ مُغَيَّبُ
-
لَحا اللَهُ ذي الدُنيا مُناخًا لِراكِبٍ
-
-
- فَكُلُّ بَعيدِ الهَمِّ فيها مُعَذَّبُ
-
أَلا لَيتَ شِعري هَل أَقولُ قَصيدَةً
-
-
- فَلا أَشتَكي فيها وَلا أَتَعَتَّبُ
-
وَبي ما يَذودُ الشِعرَ عَنّي أَقُلُّهُ
-
-
- وَلَكِنَّ قَلبي يا اِبنَةَ القَومِ قُلَّبُ
-
وَأَخلاقُ كافورٍ إِذا شِئتُ مَدحَهُ
-
-
- وَإِن لَم أَشَء تُملي عَلَيَّ وَأَكتُبُ
-
إِذا تَرَكَ الإِنسانُ أَهلًا وَرائَهُ
-
-
- وَيَمَّمَ كافورًا فَما يَتَغَرَّبُ
-
فَتىً يَملَأُ الأَفعالَ رَأيًا وَحِكمَةً
-
-
- وَنادِرَةً أَحيانَ يَرضى وَيَغضَبُ
-
إِذا ضَرَبَت في الحَربِ بِالسَيفِ كَفُّهُ
-
-
- تَبَيَّنتَ أَنَّ السَيفَ بِالكَفِّ يَضرِبُ
-
تَزيدُ عَطاياهُ عَلى اللَبثِ كَثرَةً
-
-
- وَتَلبَثُ أَمواهُ السَحابِ فَتَنضَبُ
-
أَبا المِسكِ هَل في الكَأسِ فَضلٌ أَنالُهُ
-
-
- فَإِنّي أُغَنّي مُنذُ حينٍ وَتَشرَبُ
-
وَهَبتَ عَلى مِقدارِ كَفّى زَمانِنا
-
-
- وَنَفسي عَلى مِقدارِ كَفَّيكَ تَطلُبُ
-
إِذا لَم تَنُط بي ضَيعَةً أَو وِلايَةً
-
-
- فَجودُكَ يَكسوني وَشُغلُكَ يَسلُبُ
-
يُضاحِكُ في ذا العيدِ كُلٌّ حَبيبَهُ
-
-
- حِذائي وَأَبكي مَن أُحِبُّ وَأَندُبُ
-
أَحِنُّ إِلى أَهلي وَأَهوى لِقاءَهُم
-
-
- وَأَينَ مِنَ المُشتاقِ عَنقاءُ مُغرِبُ
-
فَإِن لَم يَكُن إِلّا أَبو المِسكِ أَو هُمُ
-
-
- فَإِنَّكَ أَحلى في فُؤادي وَأَعذَبُ
-
وَكُلُّ اِمرِئٍ يولي الجَميلَ مُحَبَّبٌ
-
-
- وَكُلُّ مَكانٍ يُنبِتُ العِزَّ طَيِّبُ
-
يُريدُ بِكَ الحُسّادُ ما اللَهُ دافِعٌ
-
-
- وَسُمرُ العَوالي وَالحَديدُ المُذَرَّبُ
-
وَدونَ الَّذي يَبغونَ ما لَو تَخَلَّصوا
-
-
- إِلى المَوتِ مِنهُ عِشتَ وَالطِفلُ أَشيَبُ
-
إِذا طَلَبوا جَدواكَ أَعطوا وَحُكِّموا
-
-
- وَإِن طَلَبوا الفَضلَ الَّذي فيكَ خُيِّبوا
-
وَلَو جازَ أَن يَحوُوا عُلاكَ وَهَبتَها
-
-
- وَلَكِن مِنَ الأَشياءِ ما لَيسَ يوهَبُ
-
وَأَظلَمُ أَهلِ الظُلمِ مَن باتَ حاسِدًا
-
-
- لِمَن باتَ في نَعمائِهِ يَتَقَلَّبُ
-
وَأَنتَ الَّذي رَبَّيتَ ذا المُلكِ مُرضِعًا
-
-
- وَلَيسَ لَهُ أُمٌّ سِواكَ وَلا أَبُ
-
وَكُنتَ لَهُ لَيثَ العَرينِ لِشِبلِهِ
-
-
- وَما لَكَ إِلّا الهِندُوانِيَّ مِخلَبُ
-
لَقيتَ القَنا عَنهُ بِنَفسٍ كَريمَةٍ
-
-
- إِلى المَوتِ في الهَيجا مِنَ العارِ تَهرُبُ
-
وَقَد يَترَكُ النَفسَ الَّتي لا تَهابُهُ
-
-
- وَيَختَرِمُ النَفسَ الَّتي تَتَهَيَّبُ
-
وَما عَدِمَ اللاقوكَ بَأساً وَشِدَّةً
-
-
- وَلَكِنَّ مَن لاقَوا أَشَدُّ وَأَنجَبُ
-
ثَناهُم وَبَرقُ البيضِ في البيضِ صادِقٌ
-
-
- عَلَيهِم وَبَرقُ البَيضِ في البيضِ خُلَّبُ
-
سَلَلتَ سُيوفًا عَلَّمَت كُلَّ خاطِبٍ
-
-
- عَلى كُلِّ عودٍ كَيفَ يَدعو وَيَخطُبُ
-
وَيُغنيكَ عَمّا يَنسُبُ الناسُ أَنَّهُ
-
-
- إِلَيكَ تَناهى المَكرُماتُ وَتُنسَبُ
-
وَأَيُّ قَبيلٍ يَستَحِفُّكَ قَدرُهُ
-
-
- مَعَدُّ بنُ عَدنانَ فِداكَ وَيَعرُبُ
-
وَما طَرَبي لَمّا رَأَيتُكَ بِدعَةً
-
-
- لَقَد كُنتُ أَرجو أَن أَراكَ فَأَطرَبُ
-
وَتَعذِلُني فيكَ القَوافي وَهِمَّتي
-
-
- كَأَنّي بِمَدحٍ قَبلَ مَدحِكَ مُذنِبُ
-
وَلَكِنَّهُ طالَ الطَريقُ وَلَم أَزَل
-
-
- أُفَتَّشُ عَن هَذا الكَلامِ وَيُنهَبُ
-
فَشَرَّقَ حَتّى لَيسَ لِلشَرقِ مَشرِقٌ
-
-
- وَغَرَّبَ حَتّى لَيسَ لِلغَربِ مَغرِبُ
-
إِذا قُلتُهُ لَم يَمتَنِع مِن وُصولِهِ
-
-
- جِدارٌ مُعَلّى أَو خِباءٌ مُطَنَّبُ
-
قصيدة إذا غامرتَ في شرفٍ مروم
إِذا غامَرتَ في شَرَفٍ مَرومٍ
-
-
- فَلا تَقنَع بِما دونَ النُجومِ
-
فَطَعمُ المَوتِ في أَمرٍ صَغيرٍ
-
-
- كَطَعمِ المَوتِ في أَمرٍ عَظيمِ
-
سَتَبكي شَجوَها فَرَسي وَمُهري
-
-
- صَفائِحُ دَمعُها ماءُ الجُسومِ
-
قَرَبنَ النارَ ثُمَّ نَشَأنَ فيها
-
-
- كَما نَشَأَ العَذارى في النَعيمِ
-
وَفارَقنَ الصَياقِلَ مُخلَصاتٍ
-
-
- وَأَيديها كَثيراتُ الكُلومِ
-
يَرى الجُبَناءُ أَنَّ العَجزَ عَقلٌ
-
-
- وَتِلكَ خَديعَةُ الطَبعِ اللَئيمِ
-
وَكُلُّ شَجاعَةٍ في المَرءِ تُغني
-
-
- وَلا مِثلَ الشَجاعَةِ في الحَكيمِ
-
وَكَم مِن عائِبٍ قَولًا صَحيحًا
-
-
- وَآفَتُهُ مِنَ الفَهمِ السَقيمِ
-
وَلَكِن تَأخُذُ الآذانُ مِنهُ
-
-
- عَلى قَدرِ القَرائِحِ وَالعُلومِ
-
قصيدة لعينيكَ ما يلقى الفؤاد وما لقي
لِعَينَيكِ ما يَلقى الفُؤادُ وَما لَقي
-
-
- وَلِلحُبِّ مالَم يَبقَ مِنّي وَما بَقي
-
وَما كُنتُ مِمَّن يَدخُلُ العِشقُ قَلبَهُ
-
-
- وَلَكِنَّ مَن يُبصِر جُفونَكِ يَعشَقِ
-
وَبَينَ الرِضا وَالسُخطِ وَالقُربِ وَالنَوى
-
-
- مَجالٌ لِدَمعِ المُقلَةِ المُتَرَقرِقِ
-
وَأَحلى الهَوى ما شَكَّ في الوَصلِ رَبُّهُ
-
-
- وَفي الهَجرِ فَهوَ الدَهرَ يُرجو وَيُتَّقي
-
وَغَضبى مِنَ الإِدلالِ سَكرى مِنَ الصِبا
-
-
- شَفَعتُ إِلَيها مِن شَبابي بِرَيِّقِ
-
وَأَشنَبَ مَعسولِ الثَنِيّاتِ واضِحٍ
-
-
- سَتَرتُ فَمي عَنهُ فَقَبَّلَ مَفرِقي
-
وَأَجيادِ غِزلانٍ كَجيدِكِ زُرنَني
-
-
- فَلَم أَتَبَيَّن عاطِلًا مِن مُطَوَّقِ
-
وَما كُلُّ مَن يَهوى يَعِفُّ إِذا خَلا
-
-
- عَفافي وَيُرضي الحِبَّ وَالخَيلُ تَلتَقي
-
سَقى اللَهُ أَيّامَ الصِبا ما يَسُرُّها
-
-
- وَيَفعَلُ فِعلَ البابِلِيِّ المُعَتَّقِ
-
إِذا ما لَبِستَ الدَهرَ مُستَمتِعًا بِهِ
-
-
- تَخَرَّقتَ وَالمَلبوسُ لَم يَتَخَرَّقِ
-
وَلَم أَرَ كَالأَلحاظِ يَومَ رَحيلِهِم
-
-
- بَعَثنَ بِكُلِّ القَتلِ مِن كُلِّ مُشفِقِ
-
أَدَرنَ عُيونًا حائِراتٍ كَأَنَّها
-
-
- مُرَكَّبَةٌ أَحداقُها فَوقَ زِئبَقٍ
-
عَشِيَّةَ يَعدونا عَنِ النَظَرِ البُكا
-
-
- وَعَن لَذَّةِ التَوديعِ خَوفُ التَفَرُّقِ
-
نُوَدِّعُهُم وَالبَينُ فينا كَأَنَّهُ
-
-
- قَنا اِبنِ أَبي الهَيجاءِ في قَلبِ فَيلَقِ
-
قَواضٍ مَواضٍ نَسجُ داوُودَ عِندَها
-
-
- إِذا وَقَعَت فيهِ كَنَسجِ الخَدَرنَقِ
-
هَوادٍ لِأَملاكِ الجُيوشِ كَأَنَّها
-
-
- تَخَيَّرُ أَرواحَ الكُماةِ وَتَنتَقي
-
تَقُدُّ عَلَيهِم كُلَّ دِرعٍ وَجَوشَنٍ
-
-
- وَتَفري إِلَيهِم كُلَّ سورٍ وَخَندَقِ
-
يُغيرُ بِها بَينَ اللُقانِ وَواسِطٍ
-
-
- وَيُركِزُها بَينَ الفُراتِ وَجِلِّقِ
-
وَيُرجِعُها حُمراً كَأَنَّ صَحيحَها
-
-
- يُبَكّي دَمًا مِن رَحمَةِ المُتَدَقِّقِ
-
فَلا تُبلِغاهُ ما أَقولُ فَإِنَّهُ
-
-
- شُجاعٌ مَتى يُذكَر لَهُ الطَعنُ يَشتَقِ
-
ضَروبٌ بِأَطرافِ السُيوفِ بَنانُهُ
-
-
- لَعوبٌ بِأَطرافِ الكَلامِ المُشَقَّقِ
-
كَسائِلِهِ مَن يَسأَلُ الغَيثَ قَطرَةً
-
-
- كَعاذِلِهِ مَن قالَ لِلفَلَكِ اِرفُقِ
-
لَقَد جُدتَ حَتّى جُدتَ في كُلِّ مِلَّةٍ
-
-
- وَحَتّى أَتاكَ الحَمدُ مِن كُلِّ مَنطِقِ
-
رَأى مَلِكُ الرومِ اِرتِياحَكَ لِلنَدى
-
-
- فَقامَ مَقامَ المُجتَدي المُتَمَلِّقِ
-
وَخَلّى الرِماحَ السَمهَرِيَّةَ صاغِرًا
-
-
- لِأَدرَبَ مِنهُ بِالطِعانِ وَأَحذَقِ
-
وَكاتَبَ مِن أَرضٍ بَعيدٍ مَرامُها
-
-
- قَريبٍ عَلى خَيلٍ حَوالَيكَ سُبَّقِ
-
وَقَد سارَ في مَسراكَ مِنها رَسولُهُ
-
-
- فَما سارَ إِلّا فَوقَ هامٍ مُفَلَّقِ
-
فَلَمّا دَنا أَخفى عَلَيهِ مَكانَهُ
-
-
- شُعاعُ الحَديدِ البارِقِ المُتَأَلِّقِ
-
وَأَقبَلَ يَمشي في البِساطِ فَما دَرى
-
-
- إِلى البَحرِ يَمشي أَم إِلى البَدرِ يَرتَقي
-
وَلَم يَثنِكَ الأَعداءُ عَن مُهَجاتِهِم
-
-
- بِمِثلِ خُضوعٍ في كَلامٍ مُنَمَّقِ
-
وَكُنتَ إِذا كاتَبتَهُ قَبلَ هَذِهِ
-
-
- كَتَبتَ إِلَيهِ في قَذالِ الدُمُستُقِ
-
فَإِن تُعطِهِ مِنكَ الأَمانَ فَسائِلٌ
-
-
- وَإِن تُعطِهِ حَدَّ الحُسامِ فَأَخلِقِ
-
وَهَل تَرَكَ البيضُ الصَوارِمُ مِنهُمُ
-
-
- أَسيرًا لِفادٍ أَو رَقيقًا لِمُعتِقِ
-
لَقَد وَرَدوا وِردَ القَطا شَفَراتِها
-
-
- وَمَرّوا عَلَيها زَردَقًا بَعدَ زَردَقِ
-
بَلَغتُ بِسَيفِ الدَولَةِ النورِ رُتبَةً
-
-
- أَثَرتُ بِها مابَينَ غَربٍ وَمَشرِقِ
-
إِذا شاءَ أَن يَلهو بِلِحيَةِ أَحمَقٍ
-
-
- أَراهُ غُباري ثُمَّ قالَ لَهُ اِلحَقِ
-
وَما كَمَدُ الحُسّادِ شَيئًا قَصَدتُهُ
-
-
- وَلَكِنَّهُ مَن يَزحَمِ البَحرَ يَغرَقِ
-
وَيَمتَحِنُ الناسَ الأَميرُ بِرَأيِهِ
-
-
- وَيُغضي عَلى عِلمٍ بِكُلِّ مُمَخرِقِ
-
وَإِطراقُ طَرفِ العَينِ لَيسَ بِنافِعٍ
-
-
- إِذا كانَ طَرفُ القَلبِ لَيسَ بِمُطرِقِ
-
فَيا أَيُّها المَطلوبُ جاوِرهُ تَمتَنِع
-
-
- وَيا أَيُّها المَحرومُ يَمِّمهُ تُرزَقِ
-
وَيا أَجبَنَ الفُرسانِ صاحِبهُ تَجتَرِئ
-
-
- وَيا أَشجَعَ الشُجعانِ فارِقهُ تَفرَقِ
-
إِذا سَعَتِ الأَعداءُ في كَيدِ مَجدِهِ
-
-
- سَعى جَدُّهُ في كَيدِهِم سَعيَ مُحنَقِ
-
وَما يَنصُرُ الفَضلُ المُبينُ عَلى العِدا
-
-
- إِذا لَم يَكُن فَضلَ السَعيدِ المُوَفَّقِ
-
قصيدة أنا الغريقُ فما خوفي من البلل
وَالهَجرُ أَقتَلُ لي مِمّا أُراقِبُهُ
-
-
- أَنا الغَريقُ فَما خَوفي مِنَ البَلَلِ
-
ما بالُ كُلِّ فُؤادٍ في عَشيرَتِها
-
-
- بِهِ الَّذي بي وَما بي غَيرُ مُنتَقِلِ
-
قصيدة بم التعللُ لا أهلٌ ولا وطنُ
بِمَ التَعَلُّلُ لا أَهلٌ وَلا وَطَنُ
-
-
- وَلا نَديمٌ وَلا كَأسٌ وَلا سَكَنُ
-
أُريدُ مِن زَمَني ذا أَن يُبَلِّغَني
-
-
- ما لَيسَ يَبلُغُهُ مِن نَفسِهِ الزَمَنُ
-
لا تَلقَ دَهرَكَ إِلّا غَيرَ مُكتَرِثٍ
-
-
- مادامَ يَصحَبُ فيهِ روحَكَ البَدَنُ
-
فَما يَدومُ سُرورُ ما سُرِرتَ بِهِ
-
-
- وَلا يَرُدُّ عَلَيكَ الفائِتَ الحَزَنُ
-
مِمّا أَضَرَّ بِأَهلِ العِشقِ أَنَّهُمُ
-
-
- هَوُوا وَما عَرَفوا الدُنيا وَما فَطِنوا
-
تَفنى عُيونُهُمُ دَمعاً وَأَنفُسُهُم
-
-
- في إِثرِ كُلِّ قَبيحٍ وَجهُهُ حَسَنُ
-
تَحَمَّلوا حَمَلَتكُم كُلُّ ناجِيَةٍ
-
-
- فَكُلُّ بَينٍ عَلَيَّ اليَومَ مُؤتَمَنُ
-
ما في هَوادِجِكُم مِن مُهجَتي عِوَضٌ
-
-
- إِن مُتُّ شَوقًا وَلا فيها لَها ثَمَنُ
-
يا مَن نُعيتُ عَلى بُعدٍ بِمَجلِسِهِ
-
-
- كُلٌّ بِما زَعَمَ الناعونَ مُرتَهَنُ
-
كَم قَد قُتِلتُ وَكَم قَد مُتُّ عِندَكُمُ
-
-
- ثُمَّ اِنتَفَضتُ فَزالَ القَبرُ وَالكَفَنُ
-
قَد كانَ شاهَدَ دَفني قَبلَ قَولِهِمِ
-
-
- جَماعَةٌ ثُمَّ ماتوا قَبلَ مَن دَفَنوا
-
ما كُلُّ ما يَتَمَنّى المَرءُ يُدرِكُهُ
-
-
- تَجري الرِياحُ بِما لا تَشتَهي السُفُنُ
-
رَأَيتُكُم لا يَصونُ العِرضَ جارُكُمُ
-
-
- وَلا يَدِرُّ عَلى مَرعاكُمُ اللَبَنُ
-
جَزاءُ كُلِّ قَريبٍ مِنكُمُ مَلَلٌ
-
-
- وَحَظُّ كُلِّ مُحِبٍّ مِنكُمُ ضَغَنُ
-
وَتَغضَبونَ عَلى مَن نالَ رِفدَكُمُ
-
-
- حَتّى يُعاقِبَهُ التَنغيصُ وَالمِنَنُ
-
فَغادَرَ الهَجرُ ما بَيني وَبَينَكُمُ
-
-
- يَهماءَ تَكذِبُ فيها العَينُ وَالأُذُنُ
-
تَحبو الرَواسِمُ مِن بَعدِ الرَسيمِ بِها
-
-
- وَتَسأَلُ الأَرضَ عَن أَخفافِها الثَفِنُ
-
إِنّي أُصاحِبُ حِلمي وَهوَ بي كَرَمٌ
-
-
- وَلا أُصاحِبُ حِلمي وَهوَ بي جُبُنُ
-
وَلا أُقيمُ عَلى مالٍ أَذِلُّ بِهِ
-
-
- وَلا أَلَذُّ بِما عِرضي بِهِ دَرِنُ
-
سَهِرتُ بَعدَ رَحيلي وَحشَةً لَكُمُ
-
-
- ثُمَّ اِستَمَرَّ مَريري وَاِرعَوى الوَسَنُ
-
وَإِن بُليتُ بِوُدٍّ مِثلِ وُدِّكُمُ
-
-
- فَإِنَّني بِفِراقٍ مِثلِهِ قَمِنُ
-
أَبلى الأَجِلَّةَ مُهري عِندَ غَيرِكُمُ
-
-
- وَبُدِّلَ العُذرُ بِالفُسطاطِ وَالرَسَنُ
-
عِندَ الهُمامِ أَبي المِسكِ الَّذي غَرِقَت
-
-
- في جودِهِ مُضَرُ الحَمراءِ وَاليَمَنُ
-
وَإِن تَأَخَّرَ عَنّي بَعضُ مَوعِدِهِ
-
-
- فَما تَأَخَّرُ آمالي وَلا تَهِنُ
-
هُوَ الوَفِيُّ وَلَكِنّي ذَكَرتُ لَهُ
-
-
- مَوَدَّةً فَهوَ يَبلوها وَيَمتَحِنُ
-
قصيدة لا خيلَ عندكَ تهديها ولا مال
لا خَيلَ عِندَكَ تُهديها وَلا مالُ
-
-
- فَليُسعِدِ النُطقُ إِن لَم تُسعِدِ الحالُ
-
وَاِجزِ الأَميرَ الَّذي نُعماهُ فاجِئَةٌ
-
-
- بِغَيرِ قَولِ وَنُعمى الناسِ أَقوالُ
-
فَرُبَّما جَزِيَ الإِحسانَ مولِيَهُ
-
-
- خَريدَةٌ مِن عَذارى الحَيِّ مِكسالُ
-
وَإِن تَكُن مُحكَماتُ الشُكلِ تَمنَعُني
-
-
- ظُهورَ جَريٍ فَلي فيهِنَّ تَصهالُ
-
وَما شَكَرتُ لِأَنَّ المالَ فَرَّحَني
-
-
- سِيّانَ عِندِيَ إِكثارٌ وَإِقلالُ
-
لَكِن رَأَيتُ قَبيحاً أَن يُجادَلَنا
-
-
- وَأَنَّنا بِقَضاءِ الحَقِّ بُخّالُ
-
فَكُنتُ مَنبِتَ رَوضِ الحُزنِ باكَرَهُ
-
-
- غَيثٌ بِغَيرِ سِباخِ الأَرضِ هَطّالُ
-
غَيثٌ يُبَيِّنُ لِلنُظّارِ مَوقِعُهُ
-
-
- أَنَّ الغُيوثَ بِما تَأتيهِ جُهّالُ
-
لا يُدرِكُ المَجدَ إِلّا سَيِّدٌ فَطِنٌ
-
-
- لِما يَشُقُّ عَلى الساداتِ فَعّالُ
-
لا وارِثٌ جَهِلَت يُمناهُ ما وَهَبَت
-
-
- وَلا كَسوبٌ بِغَيرِ السَيفِ سَئالُ
-
قالَ الزَمانُ لَهُ قَولاً فَأَفهَمَهُ
-
-
- إِنَّ الزَمانَ عَلى الإِمساكِ عَذّالُ
-
تَدري القَناةُ إِذا اِهتَزَّت بِراحَتِهِ
-
-
- أَنَّ الشَقِيَّ بِها خَيلٌ وَأَبطالُ
-
كَفاتِكٍ وَدُخولُ الكافِ مَنقَصَةٌ
-
-
- كَالشَمسِ قُلتُ وَما لِلشَمسِ أَمثالُ
-
القائِدِ الأُسدَ غَذَّتها بَراثِنُهُ
-
-
- بِمِثلِها مِن عِداهُ وَهيَ أَشبالُ
-
القاتِلِ السَيفَ في جِسمِ القَتيلِ بِهِ
-
-
- وَلِلسُيوفِ كَما لِلناسِ آجالُ
-
تُغيرُ عَنهُ عَلى الغاراتِ هَيبَتُهُ
-
-
- وَمالُهُ بِأَقاصي الأَرضِ أَهمالُ
-
لَهُ مِنَ الوَحشِ ما اِختارَت أَسِنَّتُهُ
-
-
- عَيرٌ وَهَيقٌ وَخَنساءٌ وَذَيّالُ
-
تُمسي الضُيوفُ مُشَهّاةً بِعَقوَتِهِ
-
-
- كَأَنَّ أَوقاتَها في الطيبِ آصالُ
-
لَوِ اِشتَهَت لَحمَ قاريها لَبادَرَها
-
-
- خَرادِلٌ مِنهُ في الشيزى وَأَوصالُ
-
لا يَعرِفُ الرُزءَ في مالٍ وَلا وَلَدٍ
-
-
- إِلّا إِذا حَفَزَ الأَضيافَ تَرحالُ
-
يُروي صَدى الأَرضِ مِن فَضلاتِ ما شَرِبوا
-
-
- مَحضُ اللِقاحِ وَصافي اللَونِ سَلسالُ
-
تَقري صَوارِمُهُ الساعاتِ عَبطَ دَمٍ
-
-
- كَأَنَّما الساعُ نُزّالٌ وَقُفّالُ
-
تَجري النُفوسُ حَوالَيهِ مُخَلَّطَةً
-
-
- مِنها عُداةٌ وَأَغنامٌ وَآبالُ
-
لا يَحرِمُ البُعدُ أَهلَ البُعدِ نائِلَهُ
-
-
- وَغَيرُ عاجِزَةٍ عَنهُ الأُطَيفالُ
-
أَمضى الفَريقَينِ في أَقرانِهِ ظُبَةً
-
-
- وَالبيضُ هادِيَةً وَالسُمرُ ضُلّالُ
-
يُريكَ مَخبَرُهُ أَضعافَ مَنظَرِهِ
-
-
- بَينَ الرِجالِ وَفيها الماءُ وَالآلُ
-
وَقَد يُلَقِّبُهُ المَجنونَ حاسِدُهُ
-
-
- إِذا اِختَلَطنَ وَبَعضُ العَقلِ عُقّالُ
-
يَرمي بِها الجَيشَ لا بُدٌّ لَهُ وَلَها
-
-
- مِن شَقِّهِ وَلَوَ أَنَّ الجَيشَ أَجبالُ
-
إِذا العِدى نَشِبَت فيهِم مَخالِبُهُ
-
-
- لَم يَجتَمِع لَهُمُ حِلمٌ وَرِئبالُ
-
يَروعُهُم مِنهُ دَهرٌ صَرفُهُ أَبَدًا
-
-
- مُجاهِرٌ وَصُروفُ الدَهرِ تَغتالُ
-
أَنالَهُ الشَرَفَ الأَعلى تَقَدُّمُهُ
-
-
- فَما الَّذي بِتَوَقّي ما أَتى نالوا
-
إِذا المُلوكُ تَحَلَّت كانَ حِليَتَهُ
-
-
- مُهَنَّدٌ وَأَضَمُّ الكَعبِ عَسّالُ
-
أَبو شُجاعٍ أَبو الشُجعانِ قاطِبَةً
-
-
- هَولٌ نَمَتهُ مِنَ الهَيجاءِ أَهوالُ
-
تَمَلَّكَ الحَمدَ حَتّى ما لِمُفتَخِرٍ
-
-
- في الحَمدِ حاءٌ وَلا ميمٌ وَلا دالُ
-
عَلَيهِ مِنهُ سَرابيلٌ مُضاعَفَةٌ
-
-
- وَقَد كَفاهُ مِنَ الماذِيِّ سِربالُ
-
وَكَيفَ أَستُرُ ما أولَيتَ مِن حَسَنٍ
-
-
- وَقَد غَمَرتَ نَوالًا أَيُّها النالُ
-
لَطَّفتَ رَأيَكَ في بِرّي وَتَكرِمَتي
-
-
- إِنَّ الكَريمَ عَلى العَلياءِ يَحتالُ
-
حَتّى غَدَوتَ وَلِلأَخبارِ تَجوالُ
-
-
- وَلِلكَواكِبِ في كَفَّيكَ آمالُ
-
وَقَد أَطالَ ثَنائي طولُ لابِسِهِ
-
-
- إِنَّ الثَناءَ عَلى التِنبالِ تِنبالُ
-
إِن كُنتَ تَكبُرُ أَن تَختالَ في بَشَرٍ
-
-
- فَإِنَّ قَدرَكَ في الأَقدارِ يَختالُ
-
كَأَنَّ نَفسَكَ لا تَرضاكَ صاحِبَها
-
-
- إِلّا وَأَنتَ عَلى المِفضالِ مِفضالُ
-
وَلا تَعُدُّكَ صَوّاناً لِمُهجَتِها
-
-
- إِلّا وَأَنتَ لَها في الرَوعِ بَذّالُ
-
لَولا المَشَقَّةُ سادَ الناسُ كُلُّهُمُ
-
-
- الجودُ يُفقِرُ وَالإِقدامُ قَتّالُ
-
وَإِنَّما يَبلُغُ الإِنسانُ طاقَتُهُ
-
-
- ما كُلُّ ماشِيَةٍ بِالرَحلِ شِملالُ
-
إِنّا لَفي زَمَنٍ تَركُ القَبيحِ بِهِ
-
-
- مِن أَكثَرِ الناسِ إِحسانٌ وَإِجمالُ
-
ذِكرُ الفَتى عُمرُهُ الثاني وَحاجَتُهُ
-
-
- ما قاتَهُ وَفُضولُ العَيشِ أَشغالُ
-
قصيدة لك يا منازلُ في القلوبِ منازلُ
كِ يا مَنازِلُ في القُلوبِ مَنازِلُ
-
-
- أَقفَرتِ أَنتِ وَهُنَّ مِنكِ أَواهِلُ
-
يَعلَمنَ ذاكِ وَما عَلِمتِ وَإِنَّما
-
-
- أَولاكُما بِبُكى عَلَيهِ العاقِلُ
-
وَأَنا الَّذي اِجتَلَبَ المَنِيَّةَ طَرفُهُ
-
-
- فَمَنِ المُطالَبُ وَالقَتيلُ القاتِلُ
-
تَخلو الدِيارُ مِنَ الظِباءِ وَعِندَهُ
-
-
- مِن كُلِّ تابِعَةٍ خَيالٌ خاذِلُ
-
اللاءِ أَفتَكُها الجَبانُ بِمُهجَتي
-
-
- وَأَحَبُّها قُرباً إِلَيَّ الباخِلُ
-
الرامِياتُ لَنا وَهُنَّ نَوافِرٌ
-
-
- وَالخاتِلاتُ لَنا وَهُنَّ غَوافِلُ
-
كافَأنَنا عَن شِبهِهِنَّ مِنَ المَها
-
-
- فَلَهُنَّ في غَيرِ التُرابِ حَبائِلُ
-
مِن طاعِني ثُغَرِ الرِجالِ جَآذِرٌ
-
-
- وَمِنَ الرِماحِ دَمالِجٌ وَخَلاخِلُ
-
وَلِذا اِسمُ أَغطِيَةِ العُيونِ جُفونُها
-
-
- مِن أَنَّها عَمَلَ السُيوفِ عَوامِلُ
-
كَم وَقفَةٍ سَجَرَتكَ شَوقاً بَعدَما
-
-
- غَرِيَ الرَقيبُ بِنا وَلَجَّ العاذِلُ
-
دونَ التَعانُقِ ناحِلَينِ كَشَكلَتَي
-
-
- نَصبٍ أَدَقَّهُما وَصَمَّ الشاكِلُ
-
اِنعَم وَلَذَّ فَلِلأُمورِ أَواخِرٌ
-
-
- أَبَداً إِذا كانَت لَهُنَّ أَوائِلُ
-
ما دُمتَ مِن أَرَبِ الحِسانِ فَإِنَّما
-
-
- رَوقُ الشَبابِ عَلَيكَ ظِلٌّ زائِلُ
-
لِلَّهوِ آوِنَةٌ تَمُرُّ كَأَنَّها
-
-
- قُبَلٌ يُزَوَّدُها حَبيبٌ راحِلُ
-
جَمَحَ الزَمانُ فَما لَذيذٌ خالِصٌ
-
-
- مِمّا يَشوبُ وَلا سُرورٌ كامِلُ
-
حَتّى أَبو الفَضلِ اِبنُ عَبدِ اللَهِ رُؤ
-
-
- يَتُهُ المُنى وَهيَ المَقامُ الهائِلُ
-
مَمطورَةٌ طُرقي إِلَيها دونَها
-
-
- مِن جودِهِ في كُلِّ فَجٍّ وابِلُ
-
مَحجوبَةٌ بِسُرادِقٍ مِن هَيبَةٍ
-
-
- تَثني الأَزِمَّةَ وَالمَطِيُّ ذَوامِلُ
-
لِلشَمسِ فيهِ وَلِلرِياحِ وَلِلسَحا
-
-
- بِ وَلِلبِحارِ وَلِلأُسودِ شَمائِلُ
-
وَلَدَيهِ مِلعِقيانِ وَالأَدَبِ المُفا
-
-
- دِ وَمِلحَياةِ وَمِلمَماتِ مَناهِلُ
-
لَو لَم يُهَب لَجَبُ الوُفودِ حَوالَهُ
-
-
- لَسَرى إِلَيهِ قَطا الفَلاةِ الناهِلُ
-
يَدري بِما بِكَ قَبلَ تُظهِرُهُ لَهُ
-
-
- مِن ذِهنِهِ وَيُجيبُ قَبلَ تُسائِلُ
-
وَتَراهُ مُعتَرِضاً لَها وَمُوَلِّيًا
-
-
- أَحداقُنا وَتَحارُ حينَ يُقابِلُ
-
كَلِماتُهُ قُضُبٌ وَهُنَّ فَواصِلٌ
-
-
- كُلُّ الضَرائِبِ تَحتَهُنَّ مَفاصِلُ
-
هَزَمَت مَكارِمُهُ المَكارِمَ كُلَّها
-
-
- حَتّى كَأَنَّ المَكرُماتِ قَنابِلُ
-
وَقَتَلنَ دَفراً وَالدُهَيمَ فَما تُرى
-
-
- أُمُّ الدُهَيمِ وَأُمُّ دَفرٍ هابِلُ
-
عَلّامَةُ العُلَماءِ وَاللُجُّ الَّذي
-
-
- لا يَنتَهي وَلِكُلِّ لُجٍّ ساحِلُ
-
لَو طابَ مَولِدُ كُلِّ حَيٍّ مِثلَهُ
-
-
- وَلَدَ النِساءُ وَما لَهُنَّ قَوابِلُ
-
لَو بانَ بِالكَرَمِ الجَنينُ بَيانَهُ
-
-
- لَدَرَت بِهِ ذَكَرٌ أَمُ اَنثى الحامِلُ
-
لِيَزِد بَنو الحَسَنِ الشِرافُ تَواضُعاً
-
-
- هَيهاتَ تُكتَمُ في الظَلامِ مَشاعِلُ
-
سَتَروا النَدى سَترَ الغُرابِ سِفادَهُ
-
-
- فَبَدا وَهَل يَخفى الرَبابُ الهاطِلُ
-
جَفَخَت وَهُم لا يَجفَخونَ بِهابِهِم
شِيَمُ عَلى الحَسَبِ الأَغَرِّ دَلائِلُ
مُتَشابِهِي وَرَعِ النُفوسِ كَبيرُهُم
وَصَغيرُهُم عَفُّ الإِزارِ حُلاحِلُ
يا اِفخَر فَإِنَّ الناسِ فيكَ ثَلاثَةٌ
-
-
- مُستَعظِمٌ أَو حاسِدٌ أَو جاهِلُ
-
وَلَقَد عَلَوتَ فَما تُبالي بَعدَما
-
-
- عَرَفوا أَيَحمَدُ أَم يَذُمُّ القائِلُ
-
أُثني عَلَيكَ وَلَو تَشاءُ لَقُلتَ لي
-
-
- قَصَّرتَ فَالإِمساكُ عَنّي نائِلُ
-
لا تَجسُرُ الفُصَحاءُ تُنشِدُ هَهُنا
-
-
- بَيتاً وَلَكِنّي الهِزَبرُ الباسِلُ
-
ما نالَ أَهلُ الجاهِلِيَّةِ كُلُّهُم
-
-
- شِعري وَلا سَمِعَت بِسِحرِيَ بابِلُ
-
وَإِذا أَتَتكَ مَذَمَّتي مِن ناقِصٍ
-
-
- فَهِيَ الشَهادَةُ لي بِأَنِّيَ كامِلُ
-
مَن لي بِفَهمِ أُهَيلِ عَصرٍ يَدَّعي
-
-
- أَن يَحسُبَ الهِندِيَّ فيهِم باقِلُ
-
وَأَما وَحَقِّكَ وَهوَ غايَةُ مُقسِمٍ
-
-
- لِلحَقُّ أَنتَ وَما سِواكَ الباطِلُ
-
الطيبُ أَنتَ إِذا أَصابَكَ طيبُهُ
-
-
- وَالماءُ أَنتَ إِذا اِغتَسَلتَ الغاسِلُ
-
ما دارَ في الحَنَكِ اللِسانُ وَقَلَّبَت
-
-
- قَلَماً بِأَحسَنَ مِن نَثاكَ أَنامِلُ
-
قصيدة ليالي بعد الظاعنينَ شكولُ
لَيَاليّ بَعْدَ الظّاعِنِينَ شُكُولُ
-
-
- طِوالٌ وَلَيْلُ العاشِقينَ طَويلُ
-
يُبِنَّ ليَ البَدْرَ الذي لا أُريدُهُ
-
-
- وَيُخْفِينَ بَدْرًا مَا إلَيْهِ سَبيلُ
-
وَمَا عِشْتُ مِنْ بَعدِ الأحِبّةِ سَلوَةً
-
-
- وَلَكِنّني للنّائِبَاتِ حَمُولُ
-
وَإنّ رَحِيلًا وَاحِدًا حَالَ بَيْنَنَا
-
-
- وَفي المَوْتِ مِنْ بَعدِ الرّحيلِ رَحيلُ
-
إذا كانَ شَمُّ الرَّوحِ أدْنَى إلَيْكُمُ
-
-
- فَلا بَرِحَتْني رَوْضَةٌ وَقَبُولُ
-
وَمَا شَرَقي بالمَاءِ إلاّ تَذكّراً
-
-
- لمَاءٍ بهِ أهْلُ الحَبيبِ نُزُولُ
-
يُحَرّمُهُ لَمْعُ الأسِنّةِ فَوْقَهُ
-
-
- فَلَيْسَ لِظَمْآنٍ إلَيْهِ وُصُولُ
-
أما في النّجوم السّائراتِ وغَيرِهَا
-
-
- لِعَيْني عَلى ضَوْءِ الصّباحِ دَليلُ
-
ألمْ يَرَ هذا اللّيْلُ عَيْنَيْكِ رُؤيَتي
-
-
- فَتَظْهَرَ فيهِ رِقّةٌ وَنُحُولُ
-
لَقيتُ بدَرْبِ القُلّةِ الفَجْرَ لَقْيَةً
-
-
- شَفَتْ كَبِدي وَاللّيْلُ فِيهِ قَتيلُ
-
وَيَوْماً كأنّ الحُسْنَ فيهِ عَلامَةٌ
-
-
- بعَثْتِ بهَا والشّمسُ منكِ رَسُولُ
-
وَما قَبلَ سَيفِ الدّوْلَةِ کثّارَ عاشِقٌ
-
-
- ولا طُلِبَتْ عندَ الظّلامِ ذُحُولُ
-
وَلَكِنّهُ يَأتي بكُلّ غَريبَةٍ
-
-
- تَرُوقُ عَلى استِغْرابِها وَتَهُولُ
-
رَمَى الدّرْبَ بالجُرْدِ الجيادِ إلى العِدى
-
-
- وَما عَلِمُوا أنّ السّهامَ خُيُولُ
-
شَوَائِلَ تَشْوَالَ العَقَارِبِ بالقَنَا
-
-
- لهَا مَرَحٌ مِنْ تَحْتِهِ وَصَهيلُ
-
وَما هيَ إلاّ خَطْرَةٌ عَرَضَتْ لَهُ
-
-
- بحَرّانَ لَبّتْهَا قَناً وَنُصُولُ
-
هُمَامٌ إذا ما هَمّ أمضَى هُمُومَهُ
-
-
- بأرْعَنَ وَطْءُ المَوْتِ فيهِ ثَقيلُ
-
وَخَيْلٍ بَرَاهَا الرّكضُ في كلّ بلدةٍ
-
-
- إذا عَرّسَتْ فيها فلَيسَ تَقِيلُ
-
فَلَمّا تَجَلّى مِنْ دَلُوكٍ وَصَنْجةٍ
-
-
- عَلَتْ كلَّ طَوْدٍ رَايَةٌ وَرَعيلُ
-
على طُرُقٍ فيها على الطُّرْقِ رِفْعَةٌ
-
-
- وَفي ذِكرِها عِندَ الأنيسِ خُمُولُ
-
فَمَا شَعَرُوا حَتى رَأوْهَا مُغِيرَةً
-
-
- قِبَاحًا وَأمّا خَلْقُها فَجَميلُ
-
سَحَائِبُ يَمْطُرْنَ الحَديدَ علَيهِمِ
-
-
- فكُلُّ مَكانٍ بالسّيوفِ غَسيلُ
-
وَأمْسَى السّبَايَا يَنْتَحِبنَ بعِرْقَةٍ
-
-
- كأنّ جُيُوبَ الثّاكِلاتِ ذُيُولُ
-
وَعادَتْ فَظَنّوهَا بمَوْزَارَ قُفّلاً
-
-
- وَلَيسَ لهَا إلاّ الدّخولَ قُفُولُ
-
فَخاضَتْ نَجيعَ القَوْمِ خَوْضاً كأنّهُ
-
-
- بكُلِّ نَجيعٍ لمْ تَخُضْهُ كَفيلُ
-
تُسايِرُها النّيرانُ في كلّ مَنزِلٍ
-
-
- بهِ القوْمُ صَرْعَى والدّيارُ طُلولُ
-
وَكَرّتْ فمَرّتْ في دِماءِ مَلَطْيَةٍ
-
-
- مَلَطْيَةُ أُمٌّ للبَنِينَ ثَكُولُ
-
وَأضْعَفْنَ ما كُلّفْنَهُ مِنْ قُباقِبٍ
-
-
- فأضْحَى كأنّ الماءَ فيهِ عَليلُ
-
وَرُعْنَ بِنَا قَلْبَ الفُراتِ كأنّمَا
-
-
- تَخِرُّ عَلَيْهِ بالرّجالِ سُيُولُ
-
يُطارِدُ فيهِ مَوْجَهُ كُلُّ سابحٍ
-
-
- سَواءٌ عَلَيْهِ غَمْرَةٌ وَمسيلُ
-
تَراهُ كأنّ المَاءَ مَرّ بجِسْمِهِ
-
-
- وَأقْبَلَ رَأسٌ وَحْدَهُ وتَليلُ
-
وَفي بَطْنِ هِنريطٍ وَسِمْنينَ للظُّبَى
-
-
- وَصُمِّ القَنَا مِمّنْ أبَدْنَ بَدِيلُ
-
طَلَعْنَ عَلَيْهِمْ طَلْعَةً يَعْرِفُونَها
-
-
- لهَا غُرَرٌ مَا تَنْقَضِي وَحُجُولُ
-
تَمَلُّ الحُصُونُ الشُّمُّ طُولَ نِزالِنَا
-
-
- فَتُلْقي إلَيْنَا أهْلَهَا وَتَزُولُ
-
وَبِتْنَ بحصْنِ الرّانِ رَزْحَى منَ الوَجى
-
-
- وَكُلُّ عَزيزٍ للأمِيرِ ذَلِيلُ
-
وَفي كُلِّ نَفْسٍ ما خَلاهُ مَلالَةٌ
-
-
- وَفي كُلِّ سَيفٍ ما خَلاهُ فُلُولُ
-
وَدُونَ سُمَيْساطَ المَطامِيرُ وَالمَلا
-
-
- وَأوْدِيَةٌ مَجْهُولَةٌ وَهُجُولُ
-
لَبِسْنَ الدّجَى فيها إلى أرْضِ مرْعَشٍ
-
-
- وَللرّومِ خَطْبٌ في البِلادِ جَليلُ
-
فَلَمّا رَأوْهُ وَحْدَهُ قَبْلَ جَيْشِهِ
-
-
- دَرَوْا أنّ كلَّ العالَمِينَ فُضُولُ
-
وَأنّ رِمَاحَ الخَطّ عَنْهُ قَصِيرَةٌ
-
-
- وَأنّ حَديدَ الهِنْدِ عَنهُ كَليلُ
-
فأوْرَدَهُمْ صَدْرَ الحِصانِ وَسَيْفَهُ
-
-
- فَتًى بأسُهُ مِثْلُ العَطاءِ جَزيلُ
-
جَوَادٌ عَلى العِلاّتِ بالمالِ كُلّهِ
-
-
- وَلَكِنّهُ بالدّارِعِينَ بَخيلُ
-
فَوَدّعَ قَتْلاهُمْ وَشَيّعَ فَلَّهُمْ
-
-
- بضَرْبٍ حُزُونُ البَيضِ فيهِ سُهولُ
-
على قَلْبِ قُسْطَنْطينَ مِنْهُ تَعَجّبٌ
-
-
- وَإنْ كانَ في ساقَيْهِ مِنْهُ كُبُولُ
-
لَعَلّكَ يَوْماً يا دُمُسْتُقُ عَائِدٌ
-
-
- فَكَمْ هارِبٍ مِمّا إلَيْهِ يَؤولُ
-
نَجَوْتَ بإحْدَى مُهْجَتَيْكَ جرِيحةً
-
-
- وَخَلّفتَ إحدى مُهجَتَيكَ تَسيلُ
-
أتُسْلِمُ للخَطّيّةِ ابنَكَ هَارِبًا
-
-
- وَيَسْكُنَ في الدّنْيا إلَيكَ خَليلُ
-
بوَجْهِكَ ما أنْساكَهُ مِنْ مُرِشّةٍ
-
-
- نَصِيرُكَ منها رَنّةٌ وَعَوِيلُ
-
أغَرّكُمُ طولُ الجُيوشِ وَعَرْضُهَا
-
-
- عَليٌّ شَرُوبٌ للجُيُوشِ أكُولُ
-
إذا لم تَكُنْ للّيْثِ إلاّ فَريسَةً
-
-
- غَذاهُ وَلم يَنْفَعْكَ أنّكَ فِيلُ
-
إذا الطّعْنُ لم تُدْخِلْكَ فيهِ شَجاعةٌ
-
-
- هيَ الطّعنُ لم يُدخِلْكَ فيهِ عَذولُ
-
وَإنْ تَكُنِ الأيّامُ أبْصَرْنَ صَوْلَهُ
-
-
- فَقَدْ عَلّمَ الأيّامَ كَيفَ تَصُولُ
-
فَدَتْكَ مُلُوكٌ لم تُسَمَّ مَوَاضِيًا
-
-
- فإنّكَ ماضِي الشّفْرَتَينِ صَقيلُ
-
إذا كانَ بَعضُ النّاسِ سَيفًا لدَوْلَةٍ
-
-
- فَفي النّاسِ بُوقاتٌ لهَا وطُبُولُ
-
أنَا السّابِقُ الهادي إلى ما أقُولُهُ
-
-
- إذِ القَوْلُ قَبْلَ القائِلِينَ مَقُولُ
-
وَما لكَلامِ النّاسِ فيمَا يُريبُني
-
-
- أُصُولٌ ولا للقائِليهِ أُصُولُ
-
أُعَادَى على ما يُوجبُ الحُبَّ للفَتى
-
-
- وَأهْدَأُ وَالأفكارُ فيّ تَجُولُ
-
سِوَى وَجَعِ الحُسّادِ داوِ فإنّهُ
-
-
- إذا حلّ في قَلْبٍ فَلَيسَ يحُولُ
-
وَلا تَطْمَعَنْ من حاسِدٍ في مَوَدّةٍ
-
-
- وَإنْ كُنْتَ تُبْديهَا لَهُ وَتُنيلُ
-
وَإنّا لَنَلْقَى الحادِثاتِ بأنْفُسٍ
-
-
- كَثيرُ الرّزايا عندَهنّ قَليلُ
-
يَهُونُ عَلَيْنَا أنْ تُصابَ جُسُومُنَا
-
-
- وَتَسْلَمَ أعْراضٌ لَنَا وَعُقُولُ
-
فَتيهاً وَفَخْرًا تَغْلِبَ ابْنَةَ وَائِلٍ
-
-
- فَأنْتِ لخَيرِ الفاخِرِينَ قَبيلُ
-
يَغُمُّ عَلِيّاً أنْ يَمُوتَ عَدُوُّهُ
-
-
- إذا لم تَغُلْهُ بالأسِنّةِ غُولُ
-
شَريكُ المَنَايَا وَالنّفُوسُ غَنيمَةٌ
-
-
- فَكُلُّ مَمَاتٍ لم يُمِتْهُ غُلُولُ
-
فإنْ تَكُنِ الدّوْلاتُ قِسْماً فإنّهَا
-
-
- لِمَنْ وَرَدَ المَوْتَ الزّؤامَ تَدُولُ
-
لِمَنْ هَوّنَ الدّنْيا على النّفسِ ساعَةً
-
-
- وَللبِيضِ في هامِ الكُماةِ صَليلُ
-