تحليل أسباب الاقتصاد البخيل والإفراط في الاقتناء

مفهوم البخل والشحّ

البُخل والبَخل؛ وهو المنع من مال نفسه، وقيل البخل هو ترك الإيثار عند الحاجة،¹ أمّا الشُحّ فقيل أنّه البخل مع شدّة الحرص، ويعد الشّحّ أشدّ في المنع من البخل، وقيل أنّ البخل إنّما يكون بالمال، أمّا الشحّ فإنّه يشمل المال والمعروف، وعليه فإنّ الشُحّ أعمّ من البخل.²

أسباب البخل والشحّ

يأتي البخل والشُحّ نتيجة الكثير من الدوافع، منها ما يأتي:³

• ضعف إيمان البخيل، وقلة ثقته بالله وسوء ظنّه به، فهو لا يعلم أنّ المال مال الله، وأن الإنفاق في سبيل الله سيردّه الله إليه أضعاف الأضعاف.
• الظلم؛ فيكون من آثاره منع الآخرين من حقوقهم.
• حبّ المال والتمسّك به.
• ضعف الهمّة، وعدم الرغبة بالذكر الحسن والسمعة الطيبة بين الخلق.
• الاعتقاد بأنّ البخل نوعٌ من أنواع الذكاء وحسن التدبير.
• الحرص على المستقبل، والخوف مما قد يكون فيه من العوَز والحاجة والفقر.
• الخوف على الأبناء في المستقبل، والعمل على تأمين مستقبلهم.
• التربية على البخل، أو أنّ البخيل قد نشأ في بيئةٍ تتصف بهذه الصفة فيكون قد تشرّبها واتصف بها.
• الجهل بما أعدّه الله للبخيل من العقوبة يوم القيامة، وعدم العلم بالأجر العظيم الذي أعدّه الله لعباده المنفقين الذين قاموا بواجباتهم في الإنفاق.
• السعي وراء شهوات النفس وملذاتها، فيعتقد البخيل أنّه في حال أنفق من أمواله فسيكون ذلك عائقاً أمام تحقيق ما تريده نفسه والسعي وراء ملذاتها.
• طول الأمل، والتمسك بالحياة.

ذمّ البخل والشحّ

جاء الأمر في النصوص الشرعية من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة بالإنفاق، وذمّت هذه النصوص البخل والمنع وشدّة الحرص،⁴ ومن هذه النصوص ما يأتي:

• قال -تعالى-: (وَأَمَّا مَن بَخِلَ وَاسْتَغْنَى*وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى*فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى*وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى).⁵⁶
• قال -تعالى-: (وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ).⁷⁶
• روى جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- فقال: (اتَّقُوا الظُّلْمَ، فإنَّ الظُّلْمَ ظُلُماتٌ يَومَ القِيامَةِ، واتَّقُوا الشُّحَّ، فإنَّ الشُّحَّ أهْلَكَ مَن كانَ قَبْلَكُمْ، حَمَلَهُمْ علَى أنْ سَفَكُوا دِماءَهُمْ واسْتَحَلُّوا مَحارِمَهُمْ).⁸⁶
• روى أبو هريرة -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- فقال: (لا يَـجْتَمِعُ شُحٌّ وإيمانٌ في قَلْبِ رَجُلٍ مُسْلِمٍ).⁹¹⁰

آثار البخل والشحّ

للبخل والشحّ أضرارٌ وآثارٌ سلبيةٌ تعود على صاحبها بالضرر في الدنيا والآخرة، منها ما يأتي:¹¹

• الحرمان من الأجر والثواب الذي أعدّه الله لعباده المنفقين، واستحقاق العقاب من الله.
• بُغض الناس للبخيل، وبخاصةٍ من يعيشون معه كالأبناء والزوجة والوالدين.
• حرمان السعة في الرزق، والبركة في المال.
• وقوعه في الإثم بسبب تقصيره في القيام بالواجبات المطلوبة منه.
• حرمان نفسه ومن حوله من الاستمتاع بالملذات المباحة في الدنيا.
• كشف عيوب البخيل وصفاته الذميمة.
• كثرة التواجد في الأسواق لكسب المزيد من المال، والأسواق من أبغض الأماكن إلى الله.
• الاتصاف بالعديد من الأخلاق السيئة نتيجة الاتصاف بالبخل؛ كالحسد، والجهل، وسوء الظنّ بالله.
• سوء العلاقات بين الناس، وصعوبة الإصلاح فيما بينهم.