قصيدة أمن ازديارك في الدجى الرقباء
يقول المتنبي:1
أمِنَ ازدِيارَكِ في الدُّجى الرُّقَبَاءُ
-
-
- إذْ حَيثُ كنتِ مِنَ الظّلامِ ضِياءُ
-
قَلَقُ المَليحَةِ وِهْيَ مِسْكٌ هَتكُها
-
-
- ومَسيرُها في اللّيلِ وهيَ ذُكاءُ
-
أسَفي على أسَفي الذي دَلّهْتِني
-
-
- عَنْ عِلْمِهِ فَبِهِ عَليّ خَفَاءُ
-
وَشَكِيّتي فَقْدُ السّقامِ لأنّهُ
-
-
- قَدْ كانَ لمّا كانَ لي أعضاءُ
-
مَثّلْتِ عَيْنَكِ في حَشايَ جِراحَةً
-
-
- فتَشابَها كِلْتاهُما نَجْلاءُ
-
نَفَذَتْ عَلَيّ السّابِرِيَّ ورُبّما
-
-
- تَنْدَقّ فيهِ الصَّعدَةُ السّمْراءُ
-
أنا صَخْرَةُ الوادي إذا ما زُوحمَتْ
-
-
- وإذا نَطَقْتُ فإنّني الجَوْزاءُ
-
وإذا خَفِيتُ على الغَبيّ فَعَاذِرٌ
-
-
- أنْ لا تَراني مُقْلَةٌ عَمْيَاءُ
-
شِيَمُ اللّيالي أنْ تُشكِّكَ ناقَتي
-
-
- صَدْري بها أفضَى أمِ البَيداءُ
-
فَتَبيتُ تُسْئِدُ مُسْئِداً في نَيّها
-
-
- إسْآدَها في المَهْمَهِ الإنْضاءُ
-
بَيْني وبَينَ أبي عليٍّ مِثْلُهُ
-
-
- شُمُّ الجِبالِ ومِثْلُهنّ رَجاءُ
-
وعِقابُ لُبنانٍ وكيفَ بقَطْعِها
-
-
- وهُوَ الشّتاءُ وصَيفُهُنّ شِتاءُ
-
لَبَسَ الثُّلُوجُ بها عَليّ مَسَالِكي
-
-
- فَكَأنّها بِبيَاضِها سَوْداءُ
-
وكَذا الكَريمُ إذا أقامَ ببَلْدَةٍ
-
-
- سَالَ النُّضارُ بها وقامَ الماءُ
-
جَمَدَ القِطارُ ولَوْ رَأتْهُ كمَا تَرَى
-
-
- بُهِتَتْ فَلَمْ تَتَبَجّسِ الأنْواءُ
-
في خَطّهِ من كلّ قَلبٍ شَهْوَةٌ
-
-
- حتى كأنّ مِدادَهُ الأهْواءُ
-
ولكُلّ عَيْنٍ قُرّةٌ في قُرْبِهِ
-
-
- حتى كأنّ مَغيبَهُ الأقْذاءُ
-
مَنْ يَهتَدي في الفِعْلِ ما لا تَهْتَدي
-
-
- في القَوْلِ حتى يَفعَلَ الشّعراءُ
-
في كلّ يَوْمٍ للقَوافي جَوْلَةٌ
-
-
- في قَلْبِهِ ولأُذْنِهِ إصْغَاءُ
-
وإغارَةٌ في ما احْتَواهُ كأنّمَا
-
-
- في كُلّ بَيْتٍ فَيْلَقٌ شَهْبَاءُ
-
مَنْ يَظلِمُ اللّؤماءَ في تَكليفِهِمْ
-
-
- أنْ يُصْبِحُوا وَهُمُ لَهُ أكْفاءُ
-
ونَذيمُهُمْ وبهِمْ عَرَفْنَا فَضْلَهُ
-
-
- وبِضِدّها تَتَبَيّنُ الأشْياءُ
-
مَنْ نَفْعُهُ في أنْ يُهاجَ وضَرُّهُ
-
-
- في تَرْكِهِ لَوْ تَفْطَنُ الأعداءُ
-
فالسّلمُ يَكسِرُ من جَناحَيْ مالهِ
-
-
- بنَوالِهِ ما تَجْبُرُ الهَيْجاءُ
-
يُعطي فتُعطَى من لُهَى يدِهِ اللُّهَى
-
-
- وتُرَى بِرُؤيَةِ رَأيِهِ الآراءُ
-
مُتَفَرّقُ الطّعْمَينِ مُجْتَمعُ القُوَى
-
-
- فكأنّهُ السّرّاءُ والضّرّاءُ
-
وكأنّهُ ما لا تَشاءُ عُداتُهُ
-
-
- مُتَمَثّلاً لوُفُودِهِ ما شَاؤوا
-
يا أيّهَا المُجدَى علَيْهِ رُوحُهُ
-
-
- إذْ لَيسَ يأتيهِ لها اسْتِجداءُ
-
احْمَدْ عُفاتَكَ لا فُجِعْتَ بفَقدِهم
-
-
- فَلَتَرْكُ ما لم يأخُذوا إعْطاءُ
-
لا تَكْثُرُ الأمواتُ كَثرَةَ قِلّةٍ
-
-
- إلاّ إذا شَقِيَتْ بكَ الأحْياءُ
-
والقَلْبُ لا يَنْشَقّ عَمّا تَحْتَهُ
-
-
- حتى تَحِلّ بهِ لَكَ الشّحْناءُ
-
لمْ تُسْمَ يا هَرُونُ إلاّ بَعدَمَا اقْـ
-
-
- ـتَرَعَتْ ونازَعتِ اسمَكَ الأسماءُ
-
فغَدَوْتَ واسمُكَ فيكَ غيرُ مُشارِكٍ
-
-
- والنّاسُ في ما في يَدَيْكَ سَواءُ
-
لَعَمَمْتَ حتى المُدْنُ منكَ مِلاءُ
-
-
- ولَفُتَّ حتى ذا الثّناءُ لَفَاءُ
-
ولجُدْتَ حتى كِدْتَ تَبخَلُ حائِلاً
-
-
- للمُنْتَهَى ومنَ السّرورِ بُكاءُ
-
أبْدَأتَ شَيئاً ليسَ يُعرَفُ بَدْؤهُ
-
-
- وأعَدْتَ حتى أُنْكِرَ الإبْداءُ
-
فالفَخْرُ عَن تَقصِيرِهِ بكَ ناكِبٌ
-
-
- والمَجْدُ مِنْ أنْ يُسْتَزادَ بَراءُ
-
فإذا سُئِلْتَ فَلا لأنّكَ مُحوِجٌ
-
-
- وإذا كُتِمتَ وشَتْ بكَ الآلاءُ
-
وإذا مُدِحتَ فلا لتَكسِبَ رِفْعَةً
-
-
- للشّاكِرينَ على الإلهِ ثَنَاءُ
-
وإذا مُطِرْتَ فَلا لأنّكَ مُجْدِبٌ
-
-
- يُسْقَى الخَصِيبُ ويُمْطَرُ الدّأمَاءُ
-
لم تَحْكِ نائِلَكَ السّحابُ وإنّما
-
-
- حُمّتْ بهِ فَصَبيبُها الرُّحَضاءُ
-
لم تَلْقَ هَذا الوَجْهَ شَمسُ نَهارِنَا
-
-
- إلاّ بوَجْهٍ لَيسَ فيهِ حَيَاءُ
-
فَبِأيّما قَدَمٍ سَعَيْتَ إلى العُلَى
-
-
- أُدُمُ الهِلالِ لأخمَصَيكَ حِذاءُ
-
ولَكَ الزّمانُ مِنَ الزّمانِ وِقايَةٌ
-
-
- ولَكَ الحِمامُ مِنَ الحِمامِ فِداءُ
-
لوْ لم تكنْ من ذا الوَرَى اللّذْ منك هُوْ
-
-
- عَقِمَتْ بمَوْلِدِ نَسْلِها حَوّاءُ
-
قصيدة أحلماً نرى أم زماناً جديدا
يقول المتنبي:2
أحُلماً نَرَى أم زماناً جديدَا
-
-
- أمِ الخَلقُ في شَخصِ حيٍّ أُعيدَا
-
تَجَلّى لنا فأضَأنَا بِهِ
-
-
- كأنّنا نُجُومٌ لَقينَ سُعُودَا
-
رَأيْنا بِبَدْرٍ وآبائِهِ
-
-
- لبَدْرٍ وَلُوداً وبَدْراً وَليدَا
-
طَلَبْنا رِضاهُ بتَرْكِ الّذي
-
-
- رَضِينا لَهُ فَتَرَكْنا السّجُودَا
-
أمِيرٌ أمِيرٌ عَلَيْهِ النّدَى
-
-
- جَوادٌ بَخيلٌ بأنْ لا يَجُودَا
-
يُحَدَّثُ عَن فَضْلِهِ مُكْرَهاً
-
-
- كأنّ لَهُ مِنْهُ قَلْباً حَسُودَا
-
ويُقْدِمُ إلاّ عَلى أنْ يَفِرّ
-
-
- ويَقْدِرُ إلاّ عَلى أنْ يَزيدَا
-
كأنّ نَوالَكَ بَعضُ القَضاءِ
-
-
- فَما تُعْطِ منهُ نجِدْهُ جُدودَا
-
ورُبّتَما حَمْلَةٍ في الوَغَى
-
-
- رَدَدتَ بها الذُّبّلَ السُّمرَ سُودَا
-
وهَوْلٍ كَشَفْتَ ونَصلٍ قصَفْتَ
-
-
- ورُمْحٍ تَركْتَ مُباداً مُبيدَا
-
ومَالٍ وهَبْتَ بِلا مَوْعِدٍ
-
-
- وقِرْنٍ سَبَقْتَ إلَيْهِ الوَعِيدَا
-
بهَجْرِ سُيُوفِكَ أغْمادَهَا
-
-
- تَمَنّى الطُّلى أن تكونَ الغُمودَا
-
إلى الهَامِ تَصْدُرُ عَنْ مِثْلِهِ
-
-
- تَرَى صَدَراً عَنْ وُرُودٍ وُرُودا
-
قَتَلْتَ نُفُوسَ العِدَى بالحَديـ
-
-
- ـدِ حتى قَتَلتَ بهنَّ الحَديدَا
-
فأنْفَدْتَ مِنْ عَيشِهِنّ البَقاءَ
-
-
- وأبْقَيْتَ ممّا ملَكْتَ النّفُودَا
-
كأنّكَ بالفَقْرِ تَبغي الغِنى
-
-
- وبالموْتِ في الحرْبِ تَبغي الخلودَا
-
خَلائِقُ تَهْدي إلى رَبّهَا
-
-
- وآيَةُ مَجْدٍ أراها العَبيدَا
-
مُهَذَّبَةٌ حُلْوَةٌ مُرّةٌ
-
-
- حَقَرْنَا البِحارَ بها والأسُودَا
-
بَعيدٌ عَلى قُرْبِهَا وَصْفُهَا
-
-
- تغولُ الظّنونَ وتُنضِي القَصيدَا
-
فأنْتَ وَحيدُ بَني آدَمٍ
-
-
- ولَسْتَ لفَقْدِ نَظيرٍ وَحيدَا
-
قصيدة أقل فعالي بله أكثره مجد
يقول المتنبي:
أقَلُّ فَعَالي بَلْهَ أكْثَرَهُ مَجْدُ
-
-
- وذا الجِدُّ فيهِ نِلْتُ أم لم أنَلْ جَدُّ
-
سأطْلُبُ حَقّي بالقَنَا ومَشايخٍ
-
-
- كأنّهُمُ من طولِ ما التَثَموا مُرْدُ
-
ثِقالٍ إذا لاقَوْا خِفافٍ إذا دُعُوا
-
-
- كَثيرٍ إذا اشتَدّوا قَليلٍ إذا عُدّوا
-
وطعْنٍ كأنّ الطّعنَ لا طَعنَ عندَهُ
-
-
- وضرْبٍ كأنّ النّارَ من حرّهِ بَرْدُ
-
إذا شِئتُ حَفّتْ بي على كلّ سابحٍ
-
-
- رِجالٌ كأنّ المَوْتَ في فَمِها شَهْدُ
-
أذُمّ إلى هذا الزّمانِ أُهَيْلَهُ
-
-
- فأعْلَمُهُمْ فَدْمٌ وأحزَمُهمْ وَغْدُ
-
وأكرَمُهُمْ كَلْبٌ وأبصرُهُمْ عمٍ
-
-
- وأسهَدُهُمْ فَهدٌ وأشجَعُهم قِرْدُ
-
ومن نَكَدِ الدّنْيا على الحُرّ أنْ يَرَى
-
-
- عَدُوّاً لَهُ ما من صَداقَتِهِ بُدُّ
-
بِقَلْبِي وإنْ لم أرْوَ منها مَلالَةٌ
-
-
- وبي عن غَوانيها وإن وَصَلتْ صَدُّ
-
خَليلايَ دونَ النّاسِ حُزْنٌ وعَبرةٌ
-
-
- على فَقْدِ مَن أحبَبتُ ما لهُما فَقْدُ
-
تَلَجُّ دُمُوعي بالجُفونِ كأنّما
-
-
- جُفُوني لعَيْنيْ كلِّ باكِيَةٍ خَدُّ
-
وإنّي لتُغْنيني مِنَ الماءِ نُغْبَةٌ
-
-
- وأصبرُ عَنْهُ مثلَما تَصبرُ الرُّبْدُ
-
وأمضي كما يَمضي السّنانُ لِطِيّتي
-
-
- وأطوَى كما تَطوَى المُجَلِّحةُ العُقدُ
-
وأُكْبِرُ نَفسي عَن جَزاءٍ بغِيبَةٍ
-
-
- وكلُّ اغتِيابٍ جُهدُ مَن ما لَه جُهدُ
-
وأرْحَمُ أقواماً منَ العِيّ والغَبَى
-
-
- وأعْذِرُ في بُغضِي لأنّهُمُ ضدُّ
-
ويَمْنَعُني ممّن سوَى ابنِ محمّدٍ
-
-
- أيادٍ لهُ عندي تَضيقُ بهَا عِنْدُ
-
تَوالى بلا وَعْدٍ ولَكِنّ قَبْلَها
-
-
- شَمائِلَهُ من غَيرِ وَعْدٍ بها وَعْدُ
-
سرَى السّيفُ ممّا تَطبعُ الهندُ صاحبي
-
-
- إلى السّيفِ ممّا يطبَعُ الله لا الهِنْدُ
-
فَلَمّا رآني مُقْبِلاً هَزّ نَفْسَهُ
-
-
- إليّ حُسامٌ كلُّ صَفْحٍ لهُ حَدُّ
-
فلم أرَ قَبلي مَن مَشَى البحرُ نحوَهُ
-
-
- ولا رَجُلاً قامَتْ تُعانِقُهُ الأُسْدُ
-
كأنّ القِسِيّ العاصِياتِ تُطيعُهُ
-
-
- هَوًى أو بها في غيرِ أُنْمُلِهِ زُهْدُ
-
يكادُ يُصيبُ الشيءَ من قَبلِ رَمْيِهِ
-
-
- ويُمْكِنُهُ في سَهْمِهِ المُرْسَلِ الرّدُّ
-
ويُنْفِذُهُ في العَقْدِ وهْوَ مُضَيَّقٌ
-
-
- من الشّعرَةِ السّوداءِ واللّيلُ مُسوَدُّ
-
بنَفسي الذي لا يُزْدَهَى بخَديعَةٍ
-
-
- وإنْ كَثُرَتْ فيها الذّرائعُ والقَصْدُ
-
ومَنْ بُعدُهُ فَقْرٌ ومَن قُرْبُهُ غنًى
-
-
- ومَنْ عِرْضُهُ حُرٌّ ومَن مالُهُ عَبْدُ
-
ويَصْطَنِعُ المَعْرُوفَ مُبْتَدِئاً بهِ
-
-
- ويَمْنَعُهُ من كلّ مَن ذمُّهُ حَمدُ
-
ويَحْتَقِرُ الحُسّادَ عن ذِكْرِهِ لهُمْ
-
-
- كأنّهُمُ في الخَلقِ ما خُلِقوا بَعدُ
-
وتأمَنُهُ الأعداءُ منْ غيرِ ذِلّةٍ
-
-
- ولكن على قَدْرِ الذي يُذنبُ الحِقدُ
-
فإنْ يَكُ سيّارُ بنُ مُكرَمٍ انقَضَى
-
-
- فإنّكَ ماءُ الوَرْدِ إنْ ذهبَ الوَرْدُ
-
مَضَى وبَنُوهُ وانْفَرَدْتَ بفَضْلِهِمْ
-
-
- وألفٌ إذا ما جُمّعَتْ واحِدٌ فَرْدُ
-
لَهُمْ أوْجُهٌ غُرٌّ وأيْدٍ كريمَةٌ
-
-
- ومَعْرِفَةٌ عِدٌّ وألْسِنَةٌ لُدُّ
-
وأرْدِيَةٌ خُضْرٌ ومُلْكٌ مُطاعَةٌ
-
-
- ومَركوزَةٌ سُمْرٌ ومُقرَبَةٌ جُرْدُ
-
وما عِشْتَ ما ماتُوا ولا أبَواهُمُ
-
-
- تَميمُ بنُ مُرٍّ وابنُ طابخَةٍ أُدُّ
-
فبَعضُ الذي يَبدو الذي أنا ذاكِرٌ
-
-
- وبعضُ الذي يخفَى عليّ الذي يَبدو
-
ألُومُ بهِ مَنْ لامَني في وِدادِهِ
-
-
- وحُقَّ لخَيرِ الخَلْقِ من خَيرِهِ الوُدُّ
-
كَذا فَتَنَحّوْا عَن عَليٍّ وطُرْقِهِ
-
-
- بني اللّؤمِ حتى يَعبُرَ المَلِكُ الجَعدُ
-
فَما في سَجاياكُمْ مُنازَعَةُ العُلَى
-
-
- ولا في طِباعِ التُّربَةِ المِسكُ وَالنَّدُّ
-
قصيدة الخيل والليل والبيداء تعرفني
يقول المتنبي:3
وَاحَـرّ قَلْبـاهُ مـمّنْ قَلْبُـهُ شَبِـمُ
-
-
- وَمَنْ بجِسْمـي وَحالي عِنـدَهُ سَقَـمُ
-
ما لي أُكَتِّمُ حُبًّا قَدْ بَـرَى جَسَـدي
-
-
- وَتَدّعي حُبّ سَيفِ الدّوْلـةِ الأمم
-
إنْ كَـانَ يَجْمَعُنَـا حُـبٌّ لِغُرّتِـهِ
-
-
- فَلَيْتَ أنّـا بِقَـدْرِ الحُـبّ نَقْتَسِـمُ
-
قد زُرْتُهُ وَسُيُـوفُ الهِنْـدِ مُغْمَـدَةٌ
-
-
- وَقـد نَظَـرْتُ إلَيْـهِ وَالسّيُـوفُ دَمُ
-
فكـانَ أحْسَـنَ خَلـقِ الله كُلّهِـمِ
-
-
- وَكانَ أحسنَ ما فِي الأحسَنِ الشّيَـمُ
-
فَوْتُ العَـدُوّ الـذي يَمّمْتَـهُ ظَفَـرٌ
-
-
- فِـي طَيّـهِ أسَـفٌ فِي طَيّـهِ نِعَـمُ
-
قد نابَ عنكَ شديدُ الخوْفِ وَاصْطنعتْ
-
-
- لَكَ المَهـابَـةُ ما لا تَصْنَـعُ البُهَـمُ
-
ألزَمْتَ نَفْسَكَ شَيْئـاً لَيـسَ يَلزَمُهـا
-
-
- أنْ لا يُـوارِيَهُـمْ أرْضٌ وَلا عَـلَـمُ
-
أكُلّمَا رُمْتَ جَيْشـاً فانْثَنَـى هَرَبـاً
-
-
- تَصَرّفَـتْ بِـكَ فِي آثَـارِهِ الهِمَـمُ
-
عَلَيْـكَ هَزْمُهُـمُ فِي كـلّ مُعْتَـرَكٍ
-
-
- وَمَا عَلَيْـكَ بِهِمْ عَـارٌ إذا انهَزَمُـوا
-
أمَا تَرَى ظَفَراً حُلْـواً سِـوَى ظَفَـرٍ
-
-
- تَصافَحَتْ فيهِ بِيضُ الـهِنْدِ وَاللِّمـمُ
-
يا أعدَلَ النّـاسِ إلاّ فِـي مُعامَلَتـي
-
-
- فيكَ الخِصامُ وَأنتَ الخصْمُ وَالحكَـمُ
-
أُعِيذُهـا نَظَـراتٍ مِنْـكَ صادِقَـةً
-
-
- أن تحسَبَ الشّحمَ فيمن شحمـهُ وَرَمُ
-
وَمَا انْتِفَـاعُ أخـي الدّنْيَـا بِنَاظِـرِهِ
-
-
- إذا اسْتَوَتْ عِنْـدَهُ الأنْـوارُ وَالظُّلَـمُ
-
سَيعْلَمُ الجَمعُ مـمّنْ ضَـمّ مَجلِسُنـا
-
-
- بأنّني خَيـرُ مَنْ تَسْعَـى بـهِ قَـدَمُ
-
أنَا الذي نَظَـرَ الأعْمَـى إلى أدَبـي
-
-
- وَأسْمَعَتْ كَلِماتـي مَنْ بـهِ صَمَـمُ
-
أنَامُ مِلْءَ جُفُونـي عَـنْ شَوَارِدِهَـا
-
-
- وَيَسْهَـرُ الخَلْـقُ جَرّاهَـا وَيخْتَصِـمُ
-
وَجاهِلٍ مَـدّهُ فِي جَهْلِـهِ ضَحِكـي
-
-
- حَتَّـى أتَتْـه يَـدٌ فَـرّاسَـةٌ وَفَـمُ
-
إذا رَأيْـتَ نُيُـوبَ اللّيْـثِ بـارِزَةً
-
-
- فَـلا تَظُـنّـنّ أنّ اللّيْـثَ يَبْتَسِـمُ
-
وَمُهْجَةٍ مُهْجَتـي من هَمّ صَاحِبـها
-
-
- أدرَكْتُـهَا بجَـوَادٍ ظَـهْـرُه حَـرَمُ
-
رِجلاهُ فِي الرّكضِ رِجلٌ وَاليدانِ يَـدٌ
-
-
- وَفِعْلُـهُ مَا تُريـدُ الكَـفُّ وَالقَـدَمُ
-
وَمُرْهَفٍ سرْتُ بينَ الجَحْفَلَيـنِ بـهِ
-
-
- حتَّى ضرَبْتُ وَمَوْجُ المَـوْتِ يَلْتَطِـمُ
-
ألخَيْـلُ وَاللّيْـلُ وَالبَيْـداءُ تَعرِفُنـي
-
-
- وَالسّيفُ وَالرّمحُ والقرْطاسُ وَالقَلَـمُ
-
صَحِبْتُ فِي الفَلَواتِ الوَحشَ منفَـرِداً
-
-
- حتى تَعَجّبَ منـي القُـورُ وَالأكَـمُ
-
يَا مَـنْ يَعِـزّ عَلَيْنَـا أنْ نُفَارِقَهُـمْ
-
-
- وَجدانُنا كُلَّ شـيءٍ بَعدَكـمْ عَـدَمُ
-
مَا كـانَ أخلَقَنَـا مِنكُـمْ بتَكرِمَـةٍ
-
-
- لَـوْ أنّ أمْرَكُـمُ مِـن أمرِنَـا أمَـمُ
-
إنْ كـانَ سَرّكُـمُ ما قالَ حاسِدُنَـا
-
-
- فَمَـا لجُـرْحٍ إذا أرْضـاكُـمُ ألَـمُ
-
وَبَيْنَنَـا لَـوْ رَعَيْتُـمْ ذاكَ مَعـرِفَـةٌ
-
-
- إنّ المَعارِفَ فِي أهْـلِ النُّهَـى ذِمَـمُ
-
كم تَطْلُبُونَ لَنَـا عَيْبـاً فيُعجِزُكـمْ
-
-
- وَيَكْـرَهُ الله مـا تَأتُـونَ وَالكَـرَمُ
-
ما أبعدَ العَيبَ والنّقصانَ منْ شَرَفِـي
-
-
- أنَـا الثّرَيّـا وَذانِ الشّيـبُ وَالهَـرَمُ
-
لَيْتَ الغَمَامَ الذي عنـدي صَواعِقُـهُ
-
-
- يُزيلُهُـنّ إلـى مَـنْ عِنْـدَهُ الدِّيَـمُ
-
أرَى النّـوَى يَقتَضينـي كلَّ مَرْحَلَـةٍ
-
-
- لا تَسْتَقِـلّ بِهَـا الوَخّـادَةُ الرُّسُـمُ
-
لَئِـنْ تَرَكْـنَ ضُمَيـراً عَنْ مَيامِنِنـا
-
-
- لَيَحْـدُثَـنّ لـمَنْ وَدّعْتُهُـمْ نَـدَمُ
-
إذا تَرَحّلْـتَ عن قَـوْمٍ وَقَد قَـدَرُوا
-
-
- أنْ لا تُفـارِقَهُـمْ فالرّاحِلـونَ هُـمُ
-
شَرُّ البِـلادِ مَكـانٌ لا صَديـقَ بِـهِ
-
-
- وَشَرُّ ما يَكسِبُ الإنسـانُ ما يَصِـمُ
-
وَشَـرُّ ما قَنّصَتْـهُ رَاحَتـي قَنَـصٌ
-
-
- شُهْبُ البُـزاةِ سَـواءٌ فيهِ والرَّخَـمُ
-
بأيّ لَفْـظٍ تَقُـولُ الشّعْـرَ زِعْنِفَـةٌ
-
-
- تَجُوزُ عِنـدَكَ لا عُـرْبٌ وَلا عَجَـمُ
-
هَـذا عِتـابُـكَ إلاّ أنّـهُ مِـقَـةٌ
-
-
- قـد ضُمّـنَ الـدُّرَّ إلاّ أنّـهُ كَلِـمُ
-
المراجع
- “أمن ازديارك في الدجى الرقباء”، الديوان. بتصرّف.
- “أحلما نرى أم زمانا جديدا”، بحور .
- “الخيل والليل والبيداء تعرفني”، عالم الأدب. بتصرّف.