سيرة أبو برزة الأسلمي: شخصية بارزة في تاريخ الإسلام

أبو برزة الأسلميّ

هو الصحابيّ الجليل أبو برزة الأسلميّ رضي الله عنه، وقد اختلف العلماء في تحديد اسمه واسم أبيه؛ فقال الإمام أحمد بن حنبل، ووافقه ابن معين: إنّ اسمه نضلة بن عبيد، وقيل في اسم أبيه إنّه عابد، وجاءت نقولات عن العلماء تقول إنّ اسمه خالد بن نضلة، في حين أورد الواقديّ أنّ اسم أبي برزة ونسبه؛ هو نضلة بن عُبَيْد بن الحارث بن حبال بن دعبل بن ربيعة بن أنس بن خزيمة بن مالك بن سلامان بن أسلم، واسم ابنه عبد الله بن نضلة، وروى عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أحاديث شريفةً، منها قوله: (أنَّ رسولَ اللهِ كانَ يقرأُ في صلاةِ الغداةِ يالستين إلى المائة)،¹ وكما اختلف العلماء في اسمه، فقد اختلفوا في سنة وفاته؛ فقيل إنّه تُوفّي في البصرة سنة ستّين للهجرة، قبل وفاة معاوية رضي الله عنه، وقيل إنّ وفاة أبي برزة كانت في السنة الرابعة والستين للهجرة.²

مناقب أبي برزة وغزواته

ذكرت المصنّفات أنّ أبا برزة أسلم قديماً، وشهد مع النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- فتح مكّة، ورُوي عنه أنّه ما انفكّ يشارك في الغزوات مع رسول الله حتى التحق -عليه الصّلاة والسّلام- بالرفيق الأعلى، وانتقل بعدها أبو برزة -رضي الله عنه- إلى البصرة، وقد رُوي أنّه من حرصه على العمل الصالح سأل النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أن يأمره بعملٍ يعمله؛ فأجابه رسول الله: (أَمِطِ الأذى عن الطريقِ؛ فإنّه لك صدقةٌ).³⁴

فضل عامّة الصحابة

يختصّ الصحابة -رضي الله عنهم- بفضائل عظيمةٍ، جعلت منهم أعلى منزلةً ممّن جاء بعدهم، وجاءت جملةٌ من النصوص الشرعيّة على ذكر جملةٍ من هذه الفضائل، ومن فضائل الصحابة:⁵

• أنّهم خير القرون بين الأمم السابقة واللاحقة، وقد شهد لهم بذلك النبيّ صلّى الله عليه وسلّم.
• أنّهم كانوا الوساطة بين رسول الله وأمّته؛ إذ هم من تلقّت عنهم الأمّةُ الشريعةَ.
• أنّهم أسهموا في نشر الإسلام بالفتوحات الواسعة التي قاموا بها.