فيروز وموشحات أندلسية: فن الآداب في عصر الأندلس

شيماء الصاعدي
4 دقيقة للقراءة

موشحات أندلسية غنتها فيروز

لقد كانت الموشحات الأندلسية من أكثر ما غناه الفنانون وعلى رأسهم فيروز، ومما غنته من تلك الموشحات:

قصيدة جادك الغيث

قال الشاعر في قصيدة جادك الغيث:1

جادَكَ الغيْثُ إذا الغيْثُ هَمى

يا زَمانَ الوصْلِ بالأندَلُسِ

لمْ يكُنْ وصْلُكَ إلاّ حُلُما

في الكَرَى أو خِلسَةَ المُخْتَلِسِ

إذْ يقودُ الدّهْرُ أشْتاتَ المُنَى

تنْقُلُ الخَطْوَ علَى ما يُرْسَمُ

زُفَراً بيْنَ فُرادَى وثُنَى

مثْلَما يدْعو الوفودَ الموْسِمُ

والحَيا قدْ جلّلَ الرّوضَ سَنا

فثُغورُ الزّهْرِ فيهِ تبْسِمُ

ورَوَى النّعْمانُ عنْ ماءِ السّما

كيْفَ يرْوي مالِكٌ عنْ أنسِ

فكَساهُ الحُسْنُ ثوْباً مُعْلَما

يزْدَهي منْهُ بأبْهَى ملْبَسِ

في لَيالٍ كتَمَتْ سرَّ الهَوى

بالدُّجَى لوْلا شُموسُ الغُرَرِ

مالَ نجْمُ الكأسِ فيها وهَوى

مُسْتَقيمَ السّيْرِ سعْدَ الأثَرِ

وطَرٌ ما فيهِ منْ عيْبٍ سَوَى

أنّهُ مرّ كلَمْحِ البصَرِ

حينَ لذّ الأنْسُ مَع حُلْوِ اللّمَى

هجَمَ الصُّبْحُ هُجومَ الحرَسِ

غارَتِ الشُّهْبُ بِنا أو ربّما

أثّرَتْ فيها عُيونُ النّرْجِسِ

أيُّ شيءٍ لامرِئٍ قدْ خلَصا

فيكونُ الرّوضُ قد مُكِّنَ فيهْ

تنْهَبُ الأزْهارُ فيهِ الفُرَصا

أمِنَتْ منْ مَكْرِهِ ما تتّقيهْ

فإذا الماءُ تَناجَى والحَصَى

وخَلا كُلُّ خَليلٍ بأخيهْ

تبْصِرُ الورْدَ غَيوراً برِما

يكْتَسي منْ غيْظِهِ ما يكْتَسي

وتَرى الآسَ لَبيباً فهِما

يسْرِقُ السّمْعَ بأذْنَيْ فرَسِ

يا أُهَيْلَ الحيّ منْ وادِي الغضا

وبقلْبي مسْكَنٌ أنْتُمْ بهِ.

قصيدة يا ليل الصب

قال الشاعر:2

يا ليلُ الصبُّ متى غدُه

أقيامُ السَّاعةِ مَوْعِدُهُ

رقدَ السُّمَّارُ فأَرَّقه

أسفٌ للبيْنِ يردِّدهُ

فبكاهُ النجمُ ورقَّ له

ممّا يرعاه ويرْصُدهُ

كلِفٌ بغزالٍ ذِي هَيَفٍ

خوفُ الواشين يشرّدهُ

نصَبتْ عينايَ له شرَكاً

في النّومِ فعزَّ تصيُّدهُ

وكفى عجباً أَنِّي قنصٌ

للسِّرب سبانِي أغْيَدهُ

صنمٌ للفتنةٍ منتصبٌ

أهواهُ ولا أتعبَّدُهُ

صاحٍ والخمرُ جَنَى فمِهِ

سكرانُ اللحظ مُعرْبدُهُ

ينضُو مِنْ مُقْلتِه سيْفاً

وكأَنَّ نُعاساً يُغْمدُهُ

فيُريقُ دمَ العشّاقِ به

والويلُ لمن يتقلّدهُ

كلّا لا ذنْبَ لمن قَتَلَتْ

عيناه ولم تَقتُلْ يدهُ

يا من جَحَدتْ عيناه دمِي

وعلى خدَّيْه توَرُّدهُ

خدّاكَ قد اِعْتَرَفا بدمِي

فعلامَ جفونُك تجْحَدهُ

إنّي لأُعيذُكَ من قَتْلِي

وأظُنُّك لا تَتَعمَّدهُ

باللّه هَبِ المشتاق كَرَى

فلعَلَّ خيالَكَ يِسْعِدهُ

ما ضَرَّك لو داوَيْتَ ضَنَى

صَبٍّ يُدْنيكَ وتُبْعِدهُ

لم يُبْقِ هواك له رَمَقا

فلْيَبْكِ عليه عُوَّدُهُ.

قصيدة جاءت معذبتي

قال الشاعر في قصيدة جاءت معذبتي:3

جَاءَتْ مُعَذِّبَتِي فِي غَيْهَبِ الغَسَقِ

كَأنَّهَا الكَوْكَبُ الدُرِيُّ فِي الأُفُقِ

فَقُلْتُ نَوَّرْتِنِي يَا خَيْرَ زَائِرَةٍ

أمَا خَشِيتِ مِنَ الحُرَّاسِ فِي الطُّرُقِ

فَجَاوَبَتْنِي وَ دَمْعُ العَيْنِ يَسْبِقُهَا

مَنْ يَرْكَبِ البَحْرَ لا يَخْشَى مِنَ الغَرَقِ.

قصيدة لما بدا يتثنى

قال الشاعر لسان الدين بن الخطيب:4

لمَّا بدا يتثنّى
لمَّا بدا يتثنّى
حِبي جمالُه فتنّا
أوْمَا بلحظُه أسَرْنا
غصنٌ سَبَى حينَ مال
وعدي ويا حيرتي
وعدي ويا حيرتي
ما لي راحم لشكوتي
في الحب من لوعتي
إلا مليك الجمال
إلا مليك الجمال
إلا مليك الجمال
إلا مليك الجمال
وعدي ويا حيرتي
وعدي ويا حيرتي
ما لي راحمٌ لشكوتي
في الحب من لوعتي
إلا مليك الجمال
إلا مليك الجمال
إلا مليك الجمال
آمان آمان آمان آمان.

المراجع

  1. “جادك الغيث”، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 3/2/2022.
  2. “يا ليل الصب”، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 3/2/2022.
  3. “جاءت معذبتي”، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 3/2/2022.
  4. “موشح لسان الدين الخطيب – لما بدا يتثنى”، عالم الأدب.
شارك في هذا المقال
أنا شيماء الصاعدي، كاتبة شغوفة بمجال الآداب، حيث أجد في الكلمات وسيلة للتعبير عن أعمق المشاعر والأفكار. حصلت على درجة البكالوريوس في الأدب العربي من جامعة القاهرة، ومنذ ذلك الحين كرست حياتي لدراسة وكتابة النصوص الأدبية التي تحاكي الروح الإنسانية. لدي خبرة تمتد لأكثر من خمس سنوات في كتابة المقالات النقدية والقصص القصيرة التي تنشر في مجلات أدبية مرموقة. أسعى دائمًا لاستكشاف الأبعاد الثقافية والتاريخية في الأدب، وأؤمن بأن الكتابة هي جسر يربط بين الحضارات والأجيال. شغفي يكمن في صياغة النصوص التي تترك أثرًا في قلوب القراء وتدفعهم للتفكير والتأمل.
Leave a Comment