مؤشرات تجسد الولاء الوطني: دلالات وأثرها

أسماء القحطاني
3 دقيقة للقراءة

تحقق الوطنية

حبُّ الوطن والانتماء إليه ضرورة شرعيَّة، وعقليَّة، وإنسانيّة، على حدٍ سواء، وهناك عدة مظاهر يتبلور خلالها حبُّ الانسان لوطنه والانتماء إليه، وتتحقق بهذا الانتماء الوطنيّة الصحيحة في إيجابيَّة علاقة الانسان بوطنه، وكذلك يترتب على هذه الروح آثار عظيمة على الفرد، وعلى المجتمع والوطن بشكل عام، وهناك سبل لتحقيق الانتماء للوطن، متى تضافرت فأنّها تنتج آثارها الطيِّبة والإيجابيّة بشكل تصاعدي ومتدرّج.

مظاهر تحقق الوطنية

  • الوعي بقيمة الوطن، ورفع شأنه، وإعلاء قيمته على كل المحاور.
  • حماية مكاسبه، وصيانة خيراته ومقدراته، والارتقاء بقيمه وعاداته وتراثه.
  • إبداء النصح لأبنائه، والاهتمام بهم وتفقد أحوالهم.
  • حماية مؤسساته وتطويرها والارتقاء بها.
  • حفظ مرافقه العامّة، وتنميتها باستمرار.
  • الدفاع عن أرضه، والذود عن حياضه، والوقوف في وجه الطامعين والغزاة.
  • تحقيق الوحدة والترابط بين أبنائه، وتغليب لغة الحوار عند النزاعات، ووأد الفتنة الداخليّة، والقضاء على مسبباتها.
  • تحقيق قوته ومنعته داخلياً وخارجياً على حد سواء.
  • الارتقاء بالتعليم فيه، وتحقيق كفايته من أبنائه في كافة التخصصات.
  • رفع وإعلاء شأنه بين الامم والشعوب.
  • دعم اقتصاده والارتقاء به باستمرار.
  • حفظ قيمه وعاداته وتراثه.
  • حفظ بيئته، والمحافظة على جماله، بزراعته وتشجيره.
  • محبّة أبنائه، والسعي في خدمتهم، بكل جهد مستطاع.
  • حسن الانتماء له.

الإسلام والوطنية

وقف الإسلام موقفاً إيجابياً في علاقة المسلم بوطنه، فقد عبر صلى الله عليه وسلم أعظم تعبير عن عمق مشاعر الحب للوطن، فمن ذلك ما ظهر منه من عاطفة جياشة بحبه لوطنه مكة، عندما خرج منها فاراً بدين الله عزّ وجل، حيث وقف مخاطباً إياها: (ما أطيبَكِ من بلدٍ وأحبَّكِ إليَّ، ولولا أنَّ قومي أخرجوني منكِ ما سَكَنتُ غيرَكِ) [صحيح الترمذي] وكذلك دعاؤه: (اللهمَّ حَبِبْ إلينَا المدينةَ كحُبِّنَا مكةَ أو أَشَدَّ)[صحيح البخاري]، فهذه عاطفة جياشة عظيمة في حبِّ الوطن، علماً أنّ وطن المسلم بشكل عام هو حيث دينه وعقيدته، فحيثما وجد الايمان والعقيدة فثمت وطن المسلم، ولا تعارض بين هذه الحقيقة وبين انتماء المسلم لوطنه الذي يعيش فيه وينتمي اليه وينتفع بخيراته.

سبل تعزيز الوطنية

  • قيام الإعلام بدوره الإيجابي والفاعل في هذا الاتجاه.
  • التربية الأسرية السليمة التي تجعل من تعزيز عاطفة حب الوطن والانتماء إليه هدفاً لها.
  • الدور العظيم الذي تقوم بها المدارس في هذا الاتجاه، من خلال الأنشطة الصفيَّة، والأعمال التطوعيّة المختلفة.
  • المخيَّمات والمعسكرات الصيفية، التي تعزز مفهوم الانتماء للوطن، ومن خلال أنشطة عملية تقوم بها.
  • الدور الكبير الذي تبذله المساجد، من خلال الدروس والمواعظ، وخطب الجمعة.
شارك في هذا المقال
أنا أسماء القحطاني، كاتبة شغوفة باستكشاف أعماق الحياة والمجتمع من خلال كلماتي. حصلت على درجة البكالوريوس في علم الاجتماع من جامعة الملك سعود، مما ساعدني على فهم الديناميكيات الاجتماعية والثقافية التي تشكل حياتنا. على مدار السنوات الخمس الماضية، كتبت مقالات وتدوينات تسلط الضوء على قضايا المجتمع، ونشرت أعمالي في عدة منصات إلكترونية ومجلات محلية. أؤمن بأن الكتابة أداة قوية لإلهام التغيير وتعزيز الوعي. أسعى دائمًا لتقديم محتوى يعكس الواقع بصدق، ويحفز القراء على التفكير والتفاعل مع محيطهم. شغفي يكمن في سرد القصص الإنسانية التي تلمس القلوب وتترك أثرًا.
Leave a Comment