استكشاف مدينة شحات الساحرة في ليبيا: دليلك لأبرز معالمها

حسن الراشد
3 دقيقة للقراءة

مدينة شحات في ليبيا

كانت مدينة شحات تعرف فيما مضى باسم قورينا، واسمها التاريخي كان السبب في تسمية المنطقة الشرقية من الأراضي الليبية باسم قورينائية، وهي مدينة تاريخية بناها الإغريقيون في منطقة الجبل الأخضر في أقاصي المناطق الشمالية الشرقية الليبية، ويفصلها عند مدينة البيضاء قرابة 10كم، وتعد المدينة ثاني أكبر مدينة في محافظة الجبل الأخضر، كما تقيم المدينة عدداً من المهرجانات الثقافية والنشاطات الرياضية، وفي الآونة الأخيرة تأسست جريدة فيها تعرف باسم سيرني.

تسمية مدينة شحات

يعود سبب تسمية المدينة باسم شحات نتيجة لشح المياه فيها، وذلك بعد جفاف عيون المياه التي كانت تمر عبرها، وعرفت في البداية باسم العيون الشاحات، ثم اختُصر اسمها إلى شاحات، ثم حرفت إلى شحات، أما في العصور القديمة فكانت تعرف المدينة باسم قورينا، بالإضافة إلى اسم سيرين، ويعود تسميتها بهذا الاسم إلى الأسطورة الإغريقية التي تذكر قصة حورية تدعى إغريق تمكنت من قتل أسد بيديها.

تاريخ مدينة شحات

أسست المدينة عدد من المستكشفين الإغريقين الذين وصلوا إليها في ذلك الوقت، وذلك في عام 631م، أما أول حكامها فهو الإغريقي باتوس الذي حكمها حوالي 40 عاماً، ووصلت المدينة إلى قمة ازدهارها التجاري والزراعي خلال القرن الرابع قبل الميلاد، وتبعت المدينة الحكم الإداري لكافة الإمبراطوريات التي تمكنت من حكم الجزء الشمالي من الأراضي الليبية، ابتداءً من الجمهوريين الذين وصلوا إليها وحكموها من عام 414ق.م، وتبعهم بعد ذلك حكم الإسكندر الأكبر والإغريقيين في عام 332ق.م، وصولاً إلى الرومانيين في عام 96ق.م، والحكم البيزنطي في عام 324م، والحكم الإسلامي في عام 635م.

خطوط المواصلات في مدينة شحات

تتصل المدينة مع مدينة درنة بطريقين؛ هما: الطريق الرئيسي الداخلي الذي يعبر القبة، وهو امتداد لطريق ليبيا الداخلي، بالإضافة إلى طريق الساحر الذي يعبر برأس الهلال وسوسة.

معالم مدينة شحات الأثرية والتاريخية

تعتبر المدينة من أجمل المدن الليبية من الناحية الحضارية والتاريخية، كما اعتُبرت واحدة من أجمل المدن في الوطن العربي، وتقع في المرتبة الثالثة من هذه القائمة، كما تحتوي على عدد من الأماكن ذات القيمة التاريخية والأثرية، ومنها: الحمامات اليونانية، والرومانية، ومعبد أبوللو، والمذبح الخاص به، وقلعة الاكرابوليس، ومسرح هرقل، والسور الخارجي الذي يعود تاريخ تأسيسه إلى القرن الثاني للميلاد، والكنائس البيزنطية، ورواق هرمس، وبوابة الحرم الرومانية، ونافورة الحورية قوريني، وقصر جايوس ماجنوس، كما وصلت إليها بعض الشخصيات التاريخية المهمة؛ ومن أشهرهم: الإغريقي أفلاطون.

شارك في هذا المقال
صورة شخصية الكاتب حسن الراشد - متخصص في السفر إلى الوجهات غير التقليدية
بواسطة حسن الراشد
أنا حسن الراشد، كاتب شغوف بعالم السفر والثقافات. منذ طفولتي، كنت مفتونًا بقصص الأماكن البعيدة والشعوب المختلفة، مما دفعني لدراسة الصحافة والإعلام في جامعة الملك عبد العزيز. بعد تخرجي، عملت كمراسل مستقل لعدة مجلات ومواقع إلكترونية، حيث سافرت إلى أكثر من 30 دولة لتوثيق تجاربي. أؤمن بأن الكتابة عن السفر ليست مجرد سرد للأماكن، بل هي جسر يربط بين القلوب والثقافات. أسعى دائمًا لنقل القصص الحقيقية للناس الذين ألتقي بهم، وأشارك القراء جمال العالم من منظور شخصي وعميق. شغفي يكمن في استكشاف الوجهات غير المألوفة ومشاركة ما أكتشفه مع الجميع.
Leave a Comment