كيفية فهم مفهوم كف الأذى وأهميته

فراس الأحمد
3 دقيقة للقراءة

إنّ على كل شخص أن يتحلّى بالأخلاق الحميدة والعادات الخلقيّة الرّاقية الّتي دعا إليها الدّين والعديد من الأمور الأخرى الّتي تجعل من شخصيّة المسلم شخصيّة راقية جذّابة، تجعله محبوباً في مجتمعه، ومن هذه الأمور كف الأذى عن النّاس، ويعرف كفّ الأذى بشكل عام بتجنّب والابتعاد عن كل عمل من شأنه أن يلحق الضرر أو الإساءة بالغير سواء كان ضرراً ماديّا كالضرب أو التكسير للممتلكات، وحتى ضرراً معنوياً، كالكلام الجارج أو المهين أو الكلام الّذي من شأنه التأثير على نفسيات الأخرين ويطلق بعض النَاس اسم السَلام الاجتماعي على أسلوب كفّ الأذى، في إشارة بذلك إلى الحب والتّواصل وتجنّب الكراهيّة بين الناس.

كفّ الأذى عن الناس الّذين يعيشون من حولك من الأمور الّتي ذكرها الله تعالى في كتابه، كقوله تعالى ” وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُّبِيناً ” وفي ما ورد من احاديث عن الرسول ـــ صلى الله عليه وسلم ـــ عن أبي موسى الأشعري قال : قلنا يا رسول الله : أي الإسلام أفضل؟ قال: من سلم المسلمون من لسانه ويده، ويؤدّي أذى النّاس إلى المشاكل بين النّاس كالبغضاء والكره والحقد والكراهيّة في المجتمع وبين النّاس على الصعيد الدنيوي، والإثم والخطايا الّتي تلحق بالشّخص على صعيد الآخرة، فينبغي للمسلم أن يكون ذكياً وحريصاً على كسب دنياه وآخرته.

كفّ الأذى باليد والّلسان

  • من صور كفّ الأذى كفّه من خلال عدم الثرثة والكلام الذي قد يجرح ويسبب الألم للغير أو الإستغابة والنميمة على الغير ونقل الكلام الذي يمكن أن يوقع الأشخاص مع بعضهم البعض، وكثيراً ما فرّقت هذه العادة بين الأزواج أو بين االأصدقاء.فعلى الشخص أن يترك مالا يعنيه، فكل هذه الأمور تعد أذى على النّاس وتحملك الإثم والخطايا، ناهيك عن كره النّاس والبغضاء التي قد يجلبها هذا العمل.
  • عدم الإعتداء على النّاس أو تخريب ما يمتلكون من أشياء صغيرةً أو كبيرةً، فهذه حقوق لأصحابها ينبغي أن لا تعتدي عليها، أو الاعتداء على الأخرين بالضرب أو الإيذا ء الجسدي حتّى لو كان لك حقّ عنده أو سلب منك شيء ما.
  • وأيضاً على الشَخص أن لا يتّبع عورات الناس، فهذا يعد من صور الأذى، وأن يستر على عيب أخيه بما يرى منه من أعمال أو أخطاء وعيوب، بل على العكس فمن الواجب أن يفدّم له النصيحة والعون حتى يترك ما عليه من أخطاء وعادات سيّئة.
شارك في هذا المقال
صورة شخصية الكاتب فراس الأحمد - متخصص في تاريخ الفكر الإسلامي
بواسطة فراس الأحمد
أنا فراس الأحمد، كاتب وباحث شغوف بدراسة الإسلام وتاريخه العريق. حصلت على درجة الماجستير في الدراسات الإسلامية من جامعة الأزهر، حيث ركزت على تاريخ الفكر الإسلامي وتأثيره على الحضارات. لدي خبرة تمتد لأكثر من عشر سنوات في الكتابة والبحث، حيث نشرت العديد من المقالات والكتب التي تناقش القضايا المعاصرة من منظور إسلامي. شغفي يكمن في توضيح الجوانب التاريخية والفكرية للإسلام، وأسعى دائمًا لتقديم محتوى يجمع بين الأصالة والمعاصرة. أهدف من خلال كتاباتي إلى بناء جسور من التفاهم بين الثقافات المختلفة، وإبراز جمال وقيم الإسلام في حياتنا اليومية.
Leave a Comment