حكم استعمال العطور بكحول ونظافة الصلاة: دليل شرعي

فراس الأحمد
3 دقيقة للقراءة

حكم استعمال العطور التي تحتوي على كحول

الأصل في استخدام العطور الجواز، إلّا ما علم أنَّ به ما يمنع استخدامه كوجود الكحول المسكرة أو المنجسة فيه، كالكولونيا التي أُثبت وجود مادة الإسبيرتو المسكرة فيها، وعلى ذلك فمن الواجب عدم استخدامه،1بيد أنَّ العطور التي يُستخدم فيها الكحول تكون على قسمين، الأول تكون نسبة الكحول فيه قليلة كأن تكون خمسة بالمئة، وهذا النوع لا مانع من استعماله لأنَّ نسبة الكحول غير مؤثرة، أمّا النوع الثاني فتكون نسبة الكحول فيه كبيرة كأن تكون خمسين بالمئة، وهذا النوع اختلف فيه العلماء، فمنهم من قال بجواز استعماله؛ لأنَّه لم يُجعل للإسكار إنما للتطيب، وإنّ التحريم في شرب المسكر، أمّا القول الآخر فيرى بتحريم استعماله؛ لأنّه سبب في العداوة والبعد عن ذكر الله، فيما رأى فيه آخرون أن الأفضل اجتناب التطيب فيه، وإن تطيب به لا إثم فيه.2

طهارة العطور التي تحتوي على كحول

الأصل في العطور الطهارة إلّا إذا ما ثبت فيه كحول مسكرة، فعليه الاغتسال منه، لقول أغلب العلماء أن ما أسكر فهو نجس، وعليه فلا بدَّ للمؤمن من الحيطة،3في حين يرى علماء آخرون أنَّ العطور طاهرة وليس بها نجاسة مهما كانت نسبة الكحول الموجودة فيها، واستدلوا بذلك على أنّ الخمر لا يوجد ما يدل على نجاسته لا في القرآن ولا في السنة ولا في أفعال الصحابة، فمن لا يوجد دليل على نجاسته فالأصل به الطهارة، حتى يظهر ما يدل على النجاسة، كما يجدر بالذكر أنه ليس كل ما يُحرّم يكون فيه نجاسة، فبعض الأمور الضارة والمحرّمة ليس بها نجاسة، ومثال ذلك السم وكذلك أكل ما يزداد به المرض كالحلويات لمرضى السكري هو حرام إلّا أنّه ليس به نجاسة.2

الكحول التي تدخل في صناعة العطور

الكحول هي سائل طيَّار لا لون له، ويملك طعماً لاذعاً ورائحة معروفة، ويُستخدم بشكل كبير في إذابة المواد العطرية، وتتكون غالباً من المياه ومجموعة من الزيوت العطرية، ويُضاف إليها بعض المذيبات بهدف اكتمال الذوبان، ويُعد الكحول الإيثلي أشهر هذه المذيبات، وهذا النوع من الكحول هو المسكر ويُستخدم في صناعة الخمور والأدوية، إلّا أنَّ هناك من يستبدله بكحول الميثانول والذي يُعتبر سامّاً وخطراً فهو يُستخدم في صناعة السموم والمبيدات، وذلك لرخص ثمنه، واستخدام الميثانول بنسبة تزيد عن خمسة في المئة من الإيثانول يكون ذلك غشاً في العطور.4

المراجع

  1. ابن باز، “حكم استعمال بعض العطور التي تحتوي على شيء من الكحول”، binbaz.org.sa، اطّلع عليه بتاريخ 26-9-2018. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ابن عثيمين، “حكم استعمال العطور التي فيها نسبة من الكحول”، binothaimeen.net، اطّلع عليه بتاريخ 26-9-2018. بتصرّف.
  3. ابن باز، “حكم التطيب بالعطور المخلوطة بالكحول”، binbaz.org.sa، اطّلع عليه بتاريخ 26-9-2018. بتصرّف.
  4. “حكم استخدام العطور المشتملة على الكحول الإيثيلي أو الميثيلي”، www.islamweb.net، 2011-5-18، اطّلع عليه بتاريخ 26-9-2018. بتصرّف.
شارك في هذا المقال
صورة شخصية الكاتب فراس الأحمد - متخصص في تاريخ الفكر الإسلامي
بواسطة فراس الأحمد
أنا فراس الأحمد، كاتب وباحث شغوف بدراسة الإسلام وتاريخه العريق. حصلت على درجة الماجستير في الدراسات الإسلامية من جامعة الأزهر، حيث ركزت على تاريخ الفكر الإسلامي وتأثيره على الحضارات. لدي خبرة تمتد لأكثر من عشر سنوات في الكتابة والبحث، حيث نشرت العديد من المقالات والكتب التي تناقش القضايا المعاصرة من منظور إسلامي. شغفي يكمن في توضيح الجوانب التاريخية والفكرية للإسلام، وأسعى دائمًا لتقديم محتوى يجمع بين الأصالة والمعاصرة. أهدف من خلال كتاباتي إلى بناء جسور من التفاهم بين الثقافات المختلفة، وإبراز جمال وقيم الإسلام في حياتنا اليومية.
Leave a Comment