قصة حياة الشاعر النابغة الذبياني: إرث أدبي رائع

شيماء الصاعدي
2 دقيقة للقراءة

النابغة الذبياني

النابغة الذبيان هو زيادة بن معاوية من غيظ بن مرة من ذبيان من قيس من مضر، يُكنّى بأبي أُمامة. وُلد عام 535م، ويُصنّف من أبلغ الشعراء الجاهليين، وأُطلق عليه لقب النابغة لشدّة بلاغته الشعريّة، حيث كان شعراء العرب يحتكمون إليه، فيقارن بين أشعارهم، وقد وافته المنية عام 604م.1

النابغة الذبياني شاعر الاعتذارات

يوصف النابغة الذبياني بنظمه للاعتذاريات، ويُذكر أنّه كان كثير المدح للنعمان بن المنذر، ملك الغساسنة، وكثيراً ما اعتذر إليه عمّا نُسب إليه من تُهم آلِ عوف بن قُريع، هذا وقد كانت أشعاره الاعتذاريّة تلك من أجمل ما نظم، حيث ضمّت في أبياتها ما يُعبّر عن خوفه من النعمان، وقد كان خوفه شديداً لدرجةِ وَصْفِ لياليه تلك باسم الليالي النابغيّة.2

ويُجدَر الذكر بأنّ ما نُسب من تُهم للنابغة الذبياني كان بدافع الغيرة من العلاقة الوديّة التي جمعته بالنعمان، الذي أغدق عليه من فضله وماله، وتُعدّ قصيدة قلائد العقيان من أبلغ ما عبّر فيها الذبياني عن أسفه وتبرئته من التهم الباطلة، ويُذكر أنّ الشاعر قد فرّ من النعمان خائفاً، قاصداً مضارب بني غسان في الشام، وقد ظلّ في عهدة عمرو بن الحارث الأصغر ابن الحارث الأعرج بن الحارث الأكبر، وبقي كذلك حتّى مات.3

الصورة الشعرية لدى النابغة الذبياني

تتصف الصورة الشعريّة في قصائد النابغة الذبيانيّ باستخدام الأسلوب القصصيّ المشوّق، ويُعدّ هذا الأسلوب الحكائيّ أحد أساليب ظاهرة الاستطراد الشائعة وقتذاك، والتي استخدمها الشعراء الجاهليون في بنائهم لنص القصيدة، بحيث يؤلّف أحدهم كالذبياني مثلاً سرداً قصصياً غنيّاً بالأحداث، ليظهر في نص الشعر، ومن جانبه فقد ركّز الذبياني على تصوير حيوان الوحش كأحد التصاوير المشوّقة في كثير من قصائده.4

المراجع

  1. الأعلم الشنتمري، “أشعار الشعراء الستة الجاهليين”، www.shamela.ws، اطّلع عليه بتاريخ 8-3-2019. بتصرّف.
  2. “الشاعر الذي نظم الاعتذاريات”، www.islamweb.net، 8-6-2005، اطّلع عليه بتاريخ 8-3-2019. بتصرّف.
  3. مصطفى الغلاييني، “رجال المعلقات العشر”، www.shamela.ws، اطّلع عليه بتاريخ 8-3-2019. بتصرّف.
  4. فريدة بولكعيبات (12-2017)، “التصوير الفني في شعر النابغة الذبياني – مشاهد تصوير حيوان الوحش أنموذجا”، www.revue.umc.edu.dz، اطّلع عليه بتاريخ 8-3-2019. بتصرّف.
شارك في هذا المقال
أنا شيماء الصاعدي، كاتبة شغوفة بمجال الآداب، حيث أجد في الكلمات وسيلة للتعبير عن أعمق المشاعر والأفكار. حصلت على درجة البكالوريوس في الأدب العربي من جامعة القاهرة، ومنذ ذلك الحين كرست حياتي لدراسة وكتابة النصوص الأدبية التي تحاكي الروح الإنسانية. لدي خبرة تمتد لأكثر من خمس سنوات في كتابة المقالات النقدية والقصص القصيرة التي تنشر في مجلات أدبية مرموقة. أسعى دائمًا لاستكشاف الأبعاد الثقافية والتاريخية في الأدب، وأؤمن بأن الكتابة هي جسر يربط بين الحضارات والأجيال. شغفي يكمن في صياغة النصوص التي تترك أثرًا في قلوب القراء وتدفعهم للتفكير والتأمل.
Leave a Comment